أزمة في التعليم العالي في السودان وعزوف جماعي للتقديم للجامعات الحكومية.
متابعات - عين الحقيقة
كشفت نتائج القبول للجامعات السودانية للعام الدراسي الجديد 2025 /2026، عن أزمة كبيرة تهدد مستقبل التعليم العالي في البلاد، حيث أظهرت الأرقام تراجعاً حاداً في أعداد المتقدمين، في ظل استمرار الحرب، وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وطبقاً لإحصائيات وزارة التربية والتعليم، التابعة لحكومة بورتسودان أن الجامعات السودانية شهدت عزوف نحو 80% من الطلاب المؤهلين عن التقديم، في مؤشر خطير يعكس حجم التدهور في ثقة الطلاب وأسرهم بمستقبل التعليم في البلاد.
وفي مشهد يعكس عمق الأزمة، والعزوف الجماعي للطلاب السودانيين والأجانب لم يتقدم أي طالب للتسجيل في بعض الكليات، من بينها كلية التربية “فيزياء/رياضيات” بجامعة أم درمان الإسلامية، وأقسام متعددة من كلية الزراعة بالجامعة ذاتها، رغم أن العدد المخطط للقبول في بعض هذه الأقسام لم يتجاوز 8 طلاب.
وفي السياق ذاته، تم قبول طالب (واحد فقط) في قسم الصناعات الجلدية بكلية الهندسة‐ جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، بينما لم يسجل أي طالب في عدد من أقسام كليات الزراعة والتربية في عدة جامعات حكومية.
الأزمة لم تقتصر على الجامعات الحكومية فحسب، بل شملت معظم مؤسسات التعليم العالي. فعلى سبيل المثال: لم تستقبل أي جامعة من جامعات دارفور وجنوب وغرب كردفان طلبات تقديم، ولم يتقدم أحد إلى معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، أما كلية السودان الجامعية للبنات استقبلت طالبة واحدة فقط.
إلي جانب، جامعة السودان التقانية تقدّم إليها 16 طالبًا فقط من أصل 4,640 مقعدًا متاحًا، أما جامعة أفريقيا العالمية تقدم إليها 700 طالب فقط من أصل 4,700 مقعد شاغر، فضلاً عن جامعة الأحفاد للبنات استقبلت 128 طالبة فقط من أصل 1,020 فرصة.
وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا (مامون حميدة) لم تتجاوز أعداد المتقدمين لها 37 طالباً من أصل 1,055 مقعداً، أما الجامعة الوطنية سجلت أعلى نسبة قبول نسبياً حوالي 984 متقدماً من أصل 1,379 مقعداً، على الرغم من الانتقادات التي طالت بعض كلياتها، لا سيما كلية العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية.
إلي ذلك، يخشى خبراء التربية والتعليم من أن تؤدي هذه الأوضاع إلى انهيار فعلي للتعليم العالي، وفقدان البلاد لجيل كامل من الكفاءات والكوادر، ما لم تتوقف الحرب ويتم وضع خطة إنقاذ عاجلة لإعادة بناء ما تبقى من مؤسسات التعليم والبحث العلمي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.