بعد جرائم حرب موثقة، تفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على الجيش السوداني

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس عن جولة جديدة من العقوبات التي تستهدف الجيش السوداني، بعد تأكيد استخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية في الصراع الأهلي المستمر. يمثل هذا القرار تصعيدا في رد واشنطن على الفظائع المرتكبة ضد المدنيين السودانيين ويعكس رغبتها في إبقاء المسؤولين.

 

اعتبارا من 6 يونيو، ستخضع القوات الموالية في عبد الفتاح البرهان، الراسخة في بورتسودان، لتدابير اقتصادية عقابية: قيود التصدير، وإغلاق خطوط الائتمان، والحظر على المعدات العسكرية. تهدف هذه التدابير إلى تعطيل إمدادات الأسلحة للنظام وإضعاف قدراته على اتخاذ إجراءات صارمة.

 

تحدد واشنطن الآن رسميا حكومة بورتسودان على أنها “سلطة فعلية”، وتحرمها من أي شرعية سياسية. هذا الموقف مستمر مع الموقف المتخذ في ظل إدارتي بايدن وترامب، اللذان يحملان برهان كمسؤول رئيسي عن اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023.

 

جرائم الحرب واستخدام الأسلحة المحظورة

 

تستند العقوبات الأمريكية الجديدة إلى مجموعة من الأدلة الساحقة. وقد وثقت العديد من التقارير الدولية، التي أيدتها منظمات حقوق الإنسان، جرائم الحرب: عمليات الإعدام بإجراءات موجزة، وحرق الجثث، والهجمات العمياء على المناطق المدنية، واستخدام الأسلحة الكيميائية ذات الآثار المدمرة.

 

بين نهاية عام 2024 وبداية عام 2025، ضاعفت قوات البرهان الهجمات الكيميائية، مما تسبب في عيوب خلقية وأمراض مزمنة ومعاناة طويلة الأجل في المناطق المستهدفة. خلال معركة القصر الرئاسي في مارس الماضي، اعترف المتحدث العسكري نبيل عبد الله ضمنيا بهذه الأعمال، متباهيا “بإبادة” مئات مقاتلي قوات الدعم السريع، والتي تم تفسيرها على أنها بمثابة استخدام الغازات السامة بواسطة الطائرات بدون طيار.

 

كما تتهم قوات الدعم السريع الجيش السوداني باستخدام براميل متفجرة، وخاصة في ولايات دارفور والجزيرة والخرطوم وكردفان، التي تستهدف السكان المدنيين عمدا.

 

بالإضافة إلى استخدام الأسلحة المحظورة، لجأت قوات بورتسودان أيضا إلى المجاعة كتكتيك حربي. أبلغت مصادر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي، تفاقمت بسبب الحصار على المساعدات الإنسانية. الآلاف من المدنيين محرومون من الطعام ومياه الشرب والرعاية الطبية.

 

على الرغم من حجم الأزمة، لا تزال حكومة بورتسودان تنكر وجود المجاعة، التي يفسرها المراقبون على أنها استراتيجية للتضليل للتهرب من الاتهامات الدولية.

 

ويخشى المجتمع الإنساني من أن تتسبب هذه العقوبات، على الرغم من تبريرها، في حدوث انتقام ضد المدنيين أو ضد المنظمات غير الحكومية على أرض الواقع. وتشير عدة تقارير بالفعل إلى تكثيف القيود المفروضة على الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، فضلا عن مصادرة المعونة الدولية وإعادة بيعها بشكل غير قانوني من قبل مسؤولي النظام.

 

في مواجهة حجم الجرائم، يدعو المحللون المجتمع الدولي إلى تجاوز الرافعة الاقتصادية البسيطة. ويجري تنظيم مبادرات محلية لتشكيل سجل قضائي قوي، وتجميع مقاطع فيديو وتسجيلات وشهادات عن الفظائع التي ارتكبتها قوات بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها.

 

في غياب استجابة منسقة، يحذر الخبراء من أن الجرائم يمكن أن تستمر مع الإفلات من العقاب، مما يطيل معاناة الشعب بالفعل في النهاية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.