الجوع والمرض وغلاء الاسعار يحاصران الفاشر

الفاشر- عين الحقيقة

تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعاً إنسانية واقتصادية متدهورة بالكاد تنذر بكارثة حقيقية تهدد حياة الآلاف من السكان، في ظل استمرار المعارك، وتضور الآلاف السكان من الجوع بسبب إرتفاع الأسعار، وانعدام السلع الأساسية.

وقال مواطنون من مدينة الفاشر “لصحيفة عين الحقيقة إن الحياة اليومية أصبحت لا تُطاق، حيث يفرض الجوع وغلاء الأسعار وندرة السلع الغذائية واقعاً قاسياً مع كل صباح، مشيرين إلى شُح كبير في السيولة النقدية، مما اضطر المواطنين للاعتماد الكامل على التحويلات الرقمية عبر تطبيق “بنكك”، الذي تجاوزت النسبة فيه ل40%، رغم حاجة الناس الضرورية الكاش لتأمين احتياجاتهم اليومية.

وأضاف المواطنين أن الحصول على المواد التموينية بات في غاية الصعوبة، في ظل استغلال سماسرة الحرب والوسطاء والتجار الجشعين للأزمة، وبيعهم للسلع بأسعار خيالية، سواء عبر “بنكك” أو نقداً، وأكدوا أن الجوع، والأمراض، وانعدام الخدمات الأساسية، تفتك بالأهالي يومياً، مما أدى إلى نزوح الآلاف من المدينة في غضون الأسبوع، مستخدمين وسائل نقل بدائية كالكارو والحمير، بسبب انعدام الوقود وتعطل حركة السيارات من وإلى المدينة.

إلي ذلك، أصدرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بياناً وصفت فيه الوضع بالمأساوي، مؤكدة أن المجاعة لم تعد مجرد تهديد، بل أصبحت واقعاً يطرق أبواب آلاف الأسر، التي لم تعد تجد ما يسد رمقها، وأضاف في البيان أن السلع الضرورية في حال وُجدت تُباع بأسعار تفوق قدرة الغالبية، حتى أصبح الجوع ضيفاً ثقيلاً في كل بيت، علي وصف البيان.

وأشار البيان إلى أن الأزمة لا تقتصر على الغذاء، بل تشمل نقصاً حاداً في الأدوية والمياه والخدمات الأساسية، موضحاً أن غالبية المطابخ الجماعية توقفت عن العمل بسبب غياب الدعم.

ودعت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر كافة الجهات المعنية، من منظمات إغاثة دولية والخيريين ورجال المال والأعمال، والمنظمات والطنية إلى التحرك الفوري لوقف تدهور الأوضاع، وتقديم الدعم العاجل لمطابخ الأحياء بالمواد الغذائية والدوائية.

لزهاء العشرين شهراً ظلت الأزمة الإنسانية في الفاشر تزداد تفاقماً، وسط احتدام المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش والقوات المشتركة، مما حالت دون تدخل المنظمات الدولية و الاستجابة العاجلة لوكالات الاغاثة الدولية لتفادي انهيار الشامل للأوضاع الإنسانية في عاصمة ولاية شمال دارفور.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.