كمبالا تناقش الكارثة الإنسانية في السودان ضمن فعاليات ثقافية متخصصة

كمبالا - عين الحقيقة

اختتمت فعاليات “أسبوع كمبالا الثقافي” أمس بندوة حقوقية حول “الوضع الإنساني في السودان في ظل الحرب”، نظمتها المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بالتعاون مع منظمة مناصرة ضحايا دارفور والمنظمة الأفريقية للحقوق والتنمية.

عُقدت الندوة في مقر المنظمة الأفريقية للحقوق والتنمية بشارع “نسالو درايف” في منطقة بوكيسا بكمبالا القديمة، وشهدت مشاركة نخبة من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين السودانيين.
افتتح النقاش آدم راشد، عضو المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، بتسليط الضوء على التدهور المروع في الأوضاع الصحية بالسودان. وأشار راشد إلى “تفشي أمراض سوء التغذية والملاريا إلى جانب أمراض غامضة يُشتبه في ارتباطها باستخدام أسلحة كيميائية”.
وأكد راشد أن تقديم المساعدات الإنسانية “حق أساسي لضحايا الحروب بموجب القانون الدولي الإنساني، وليس منّةً من أحد”، محمّلاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية تاريخية في هذا الشأن.
قدم الصحفي ووزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح تحليلاً مفصلاً لأسباب الأزمة السودانية، مؤكداً أن “الحرب نتاج صراع سلطة في أنظمة شمولية ترفض التعددية، وليست حرباً قبلية كما يُروّج”. وأوضح أن الصراع تحول إلى أداة لتعزيز نفوذ الجماعات المسلحة.
ودعا صالح إلى تجنب “الخطأ الفادح في اختزال الموقف في ثنائية أبطال وأشرار”، مشيراً إلى أن “تجارب الضحايا الشخصية – مثل من فقدوا أسرهم – تشكّل مواقفهم بعيداً عن الانتماءات السياسية”.
كما طالب المؤسسات الحقوقية بـ”رفض الانتقائية في تحميل المسؤولية، ومحاسبة كل الأطراف: من أشعلوا الحرب، ودرّبوا الميليشيات، ودول زوّدت الصراع بالسلاح”.
حذر الناشط السياسي أحمد عبد المجيد من تصنيف الأمم المتحدة للأزمة السودانية كواحدة من “أسوأ الكوارث الإنسانية غير المسبوقة”. وكشف عبد المجيد عن أرقام مؤلمة تشمل نزوح 8.6 مليون سوداني وانهيار النظام الصحي في 70% من المناطق المتضررة.
وأكد أن “التدخلات الخارجية حوّلت السودان إلى ساحة صراع بالوكالة”، داعياً إلى تبني موقف عربي وإفريقي موحد لـ”وقف نزيف الحرب”.
اختتمت الندوة بإقرار مجموعة من التوصيات العاجلة تشمل:
– إنشاء ممرات إنسانية عابرة للحدود لتسهيل وصول المساعدات
– إحالة ملف الانتهاكات للمحكمة الجنائية الدولية
– توثيق جرائم الحرب رقمياً للمحاسبة المستقبلية
أُعلن في ختام الندوة أن الفعاليات ستستمر حتى 3 يونيو المقبل من خلال معارض فنية وعروض سينمائية هادفة إلى توثيق معاناة المدنيين السودانيين وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة.
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المتواصلة لتسليط الضوء على الأزمة السودانية والدعوة لتدخل دولي عاجل لوقف المعاناة الإنسانية المتفاقمة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.