نصر الدين عبد الباري: حكومة التأسيس جاءت استجابة لحاجة 20 الى 25 مليون سوداني

نيروبي- عين الحقيقة

قال وزير العدل السابق، د. نصر الدين عبد الباري، إن حكومة تحالف التأسيس جاءت استجابة لمعاناة “20” إلى “25” مليون سوداني داخل مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن هؤلاء المواطنين لم يغادروا البلاد إما لعجزهم عن ذلك او لعدم رغبتهم، وهم من أكثر الفئات حاجة للدعم والحماية.
وأوضح عبد الباري، في حديثه في مؤتمر السلام المنعقد في نيروبي، أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان انتهجت سياسات تمييزية، مشيراً إلى أن التحالف يحمل التزاماً أخلاقياً لتمكين هؤلاء السودانيين من العيش بكرامة، في ظل غياب أي جهة أخرى تقوم بذلك الواجب.
وأكد أن حكومة التأسيس جاءت لأن هناك ملايين الأطفال والنساء والرجال حُرموا من الرعاية الصحية والوثائق الرسمية، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه، لافتاً إلى أن تجارب التاريخ السوداني تُثبت أن الحروب تطول لعشرات السنين، وإذا لم نتحرك الآن، فسيُحرم ملايين السودانيين من أبسط حقوقهم.
وتابع: عبد الباري أن هذا التحالف يعد الأوسع في تاريخ السودان، حيث يضم طيفاً واسعاً من القوى السياسية والحركات المسلحة، اجتمعت حول رؤية مشتركة لبناء سودان جديد على أسس ديمقراطية وعلمانية “لا مركزية.
وأشار إلى أن الدستور الذي تم التوقيع عليه يعكس هذه المبادئ، ويُعد الأول من نوعه في تاريخ السودان الذي ينص صراحة على فصل الدين والهويات عن الدولة، ويكرس مبادئ مثل الوحدة الطوعية، والحق في تقرير المصير، وحقوق الإنسان.
وكشف عبد الباري أن وثيقة الحقوق المضمنة في الدستور الجديد تُعد الأكثر شمولاً في تاريخ السودان، مستوحاة من دستور كينيا لعام 2010، وتضمن آليات واضحة لحماية الحريات عبر دور القضاء والمؤسسات الرسمية.
وتطرق عبدالباري إلى هياكل الدولة في حكومة الوحدة والسلام، منوهاً إلى أن برلمان التأسيس سيضم مجلس نواب مكون من 177 عضواً، ومجلس أقاليم من 24 عضواً، فيما يتشكل المجلس الرئاسي من 15 عضواً، ثمانية منهم حكام الأقاليم بحكم مناصبهم.
كما نص الدستور، بحسب عبد الباري، على إنشاء مؤسسات عسكرية وأمنية واستخباراتية جديدة “تعكس التنوع والقومية السودانية وتكون غير مسيسة، مؤكداً أن المؤسسات الحالية اختُطفت من قبل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني.
واستطرد عبدالباري في ختام حديثه قائلاً: إن السياسة الخارجية وفق الدستور الجديد ستقوم على الاعتراف بتعدد الهويات في السودان، مضيفاً: “نحن عرب وأفارقة، مسلمون ومسيحيون، نحمل معتقدات سودانية وأفريقية، وقد آن الأوان لتقديم السودان على حقيقته للعالم، لا كما فعلت الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.