رئيس المجلس الأعلى للإدارات المدنية يزور أسرة الشهيد علي يعقوب جبريل بزالنجي.

زالنجي - عين الحقيقة

في لفتة إنسانية تجسد الوفاء والتقدير لتضحيات الشهداء، قام الدكتور حذيفة عبدالله مصطفى أبو نوبة، رئيس المجلس الأعلى للإدارات المدنية، بزيارة اجتماعية مؤثرة إلى منزل أسرة الشهيد علي يعقوب جبريل بمدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور.

وكان في استقباله الباشمهندس عبدالكريم يوسف عثمان، رئيس الإدارة المدنية بولاية وسط دارفور، والعقيد البنجوس، قائد الفرقة الثانية، وشقيق الشهيد محمد يعقوب جبريل، وابن الشهيد عباس علي يعقوب جبريل، إلى جانب أفراد الأسرة الصغيرة، وعدد من الأمراء الذين يمثلون مكتب الإدارة الأهلية، ورموز من المجتمع المحلي، كما رافقه المستشار النزير أحمد يونس مخير، مشرف إقليم دارفور، وعدد من المستشارين والإعلاميين.

وفي بداية اللقاء تحدث ابن الشهيد عباس علي يعقوب جبريل، معرباً عن شكره وتقديره للوفد الزائر، وقال إن هذه الزيارة تمثل بالنسبة لهم رسالة وفاء عميقة، وموقفاً يعزز من قيم التلاحم والتقدير لمن بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن ، وأضاف نحن ماضون على طريق الشهداء، مجددين العهد والميثاق، ولن نحيد عن دربهم، وسنظل أوفياء لتلك الدماء التي روت تراب هذا الوطن، وأكد أن أسرة الشهيد لا تنتظر جزاءً، بل تطالب فقط بأن تستكمل المسيرة، ويُحفظ للوطن كرامته وحقوق شهدائه.

وفيما بعد تحدث الباشمهندس عبدالكريم يوسف عثمان، مستعرضاً مآثر الشهيد، مشيراً إلى أن علي يعقوب لم يكن فقط مناضلًا ومقاتلًا، بل كان فاعلًا اجتماعياً ومبادراً في الشأن العام، وكان من أوائل المؤمنين بمشروع بناء الإدارات المدنية كطريق لاستعادة إرادة الناس، وكان يتقدم الصفوف دائماً بفكره وسلوكه وقال كان الشهيد من الذين جمعوا بين الشجاعة والوعي، وكان شعلة متقدة في ساحات النضال، لا يهدأ له بال في سبيل نصرة المظلومين، وكان قريباً من الناس، مستمعاً إليهم، ومؤمناً بأن بناء السودان يبدأ من قاعدته الاجتماعية.

وفي ختام اللقاء ألقى الدكتور حذيفة عبدالله مصطفى أبو نوبة كلمة وجدانية قال فيها إن الشهيد علي يعقوب جبريل لم يكن شخصاً عادياً، بل كان رجل أمة، ورمزاً للبسالة والشجاعة، حمل مشروع التغيير منذ وقت مبكر، وسعى بكل جهده لبناء إدارات مدنية تعبر عن تطلعات المجتمعات المحلية، وأضاف أن الشهيد لم يكن متردداً في مواجهة التحديات، بل كان دائماً يحمل كفنه معه، يتقدم الجبهات الأمامية، مؤمناً بالشهادة، ومتيقناً أن الحرية لا تأتي بلا ثمن، وأوضح أن الشهيد سعى لتجنيب البلاد ويلات الحرب، فبادر بلقاءات مع المجرم عبد الفتاح البرهان والقائد محمد حمدان دقلو، لإيجاد حل سياسي يجنب البلاد الانزلاق إلى المواجهة، لكن البرهان الذي كان يأتمر بتوجيهات غيره لا يملك القرار لذلك اختار طريق الحرب، بينما ظل الشهيد مخلصاً لمشروع السلام والتحول المدني.

وأكد رئيس المجلس الأعلى أن الشهيد لعب دوراً مركزياً في تأسيس الإدارات المدنية، وقدم تضحيات كبيرة في سبيل ترسيخ هذا المشروع، وكان ملهماً في صفوف قوات الدعم السريع، يقودهم بروح وطنية عالية، حتى استشهد وهو في مقدمة الصفوف، مقاتلًا من أجل قضية آمن بها حتى آخر لحظة.

زفي ختام الزيارة خيمت لحظات من الصمت والتأمل، وارتفعت الأكف بالدعاء للشهيد، وتبادل الحضور مشاعر الفخر والاعتزاز، مؤكدين أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى، بل ستكون منارة يهتدي بها جيل جديد يؤمن بالحرية والكرامة وبناء دولة عادلة تسع الجميع.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.