تحذير من تدفق اللاجئين الى (السودان) بسبب التصعيد العسكري بين إثيوبيا وإريتريا
متابعات - عين الحقيقة
وصفت لجان المقاومة بولاية القضارف، التصعيد العسكري بين إثيوبيا وإريتريا علي الجوار الشرقية المتاخمة للبلاد بالتطور المقلق محذرة من تدفقات للاجئين الي السودان.
وشهدت المناطق الحدودية بين جمهوريتي إثيوبيا وإريتريا توتراً متصاعدا خلال الأيام الماضية وسط حشود عسكرية غير مسبوقة من الجانبين.
وقالت مقاومة القضارف في تصريح صحفي اليوم الاحد، ان التوترات تطورت وباتت مقلقة مشيرة الي ان الوضع ينذر بتجدد الصراع بين البلدين الجارين اللذين خاضا واحدة من أعنف الحروب في إفريقيا أواخر تسعينيات القرن الماضي.
ونقلت مقاومة القضارف عن مصادر ميدانية وتقارير مراقبين، فإن مناطق مثل بادمي، زالمبسا، إيروب، وبورى تشهد تحركات عسكرية نشطة، يُعتقد أنها تمهيد لعمليات عسكرية أو استعدادات دفاعية متبادلة، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الرسمي والإعلامي العدائي من الجانبين.
وتُعد منطقة بادمي النقطة المركزية للنزاع الحدودي؛ حيث تدعي كل من إثيوبيا وإريتريا أحقيتها بالمنطقة، وقد أشعل النزاع حولها شرارة الحرب بين 1998 و2000.
وتابعت مقاومة القضارف الاشتباكات المتكررة في زالمبسا وبورى وإيروب مشيرة الي انها مناطق حدودية استراتيجية شهدت حروب سابقة، ولم تُحسم السيادة عليها بوضوح رغم اتفاق السلام لاحقًا.
وأوضحت ان الأسباب الرئيسية للتوتر بين جمهوريتي إثيوبيا وإريتريا نسبة لفشل تطبيق اتفاق الجزائر (2000) بشكل كامل، رغم تشكيل لجنة ترسيم الحدود التي حكمت لصالح إريتريا في بعض المناطق.
بالإضافة إلى رفض إثيوبيا سابقًا للانسحاب من منطقة بادمي رغم قرارات اللجنة الدولية.
مقاومة القضارف لفتت الي ان التحالف المؤقت بين آبي أحمد وأسياس أفورقي والذي انهار بعد الحرب في تيغراي، إذ دعمت إريتريا قوات الحكومة الإثيوبية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهو ما أعاد خلط أوراق التحالفات بالمنطقة.
وحذرت مقاومة القضارف من تصاعد حدة النزاعات القومية والإثنية داخل إثيوبيا، خاصة إقليم أمهرا، ما يزيد من التوتر على الحدود.
وخاضت إثيوبيا وإريتريا، حربًا مدمرة بين 1998 و2000 راح ضحيتها عشرات الآلاف، وانتهت بتوقيع اتفاق الجزائر الذي نصّ على التحكيم الدولي في النزاع.
وشهد عام 2018، إعلان اتفاق سلام جديد بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، نال بموجبه آبي أحمد جائزة نوبل للسلام، إلا أن التنفيذ ظل هشًا.
وخلال الحرب في إقليم تيغراي (2020–2022)، شاركت القوات الإريترية إلى جانب الجيش الإثيوبي، مما أدى إلى توترات لاحقة، خاصة بعد انسحابها وعدم الاتفاق على إعادة رسم العلاقات الحدودية والأمنية.
ويراقب السودان بقلق التصعيد العسكري بين إثيوبيا وإريتريا، خاصة مع قربه الجغرافي من مناطق التوتر، ويخشى من تداعيات محتملة تشمل تدفق اللاجئين أو امتداد النزاع إلى أراضيه، في ظل التوتر القائم أصلًا مع إثيوبيا في منطقة الفشقة.
ودعت مقاومة القضارف إثيوبيا وإريتريا إلى تغليب لغة الحوار وتفادي التصعيد، وناشدت في الوقت ذاته، الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي التدخل العاجل لمنع اندلاع حرب جديدة تهدد استقرار المنطقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.