المقررة الخاصة للأمم المتحدة: اعتقال لاجئين سودانيين في دولة النيجر يرقى إلى الاختفاء القسري

متابعات - عين الحقيقة

وصفت ماري لولور، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان، احتجاز ستة لاجئين سودانيين من مخيم أغاديز في النيجر بأنه قد يرقى إلى اختفاء قسري، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، في موقف حازم يسلط الضوء على تصاعد الانتهاكات بحق اللاجئين في المنطقة.

وفي ليلة 21 أغسطس المنصرم 2025، شهد مخيم أغاديز بدولة النيجر اقتحاماً أمنياً واسعاً أسفر عن اعتقال ثلاثة رجال وثلاث نساء من النشطاء، وسط صمت دولي يثير القلق.

وطبقاً لتقارير المنظمات الحقوقية، أن أماكن احتجازهم لا تزال مجهولة، فيما يواصل اللاجئون داخل المخيم في ترديد نداءاتهم اليومية: نحن لا نزال هنا.. نحن لا نزال نقاتل.

وفي ضوء ذلك أعربت في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بتاريخ 23 يناير، 2025، عن قلقها البالغ إزاء عمليات الاعتقال، مشددة على التزامها بحماية اللاجئين رغم ما وصفتها بالتحديات التمويلية والسياسية التي تعيق عملها.

وفي 6 أبريل، أعلنت المفوضية أنها رحبت بالإفراج عن ثمانية لاجئين محتجزين، وأكدت أنها أجرت اجتماعات مع السلطات لضمان احترام حقوقهم وفقًا للقانون الدولي.

ومن جهته، نشر مركز “Melting Pot Europa” تحقيقاً استقصائياً يوم 27 مارس 2025 تحت عنوان محاولة منسقة لقمع الاحتجاجات السلمية، نقل فيه شهادات للاجئين تحدثوا عن قائمة مراقبة للناشطين، مؤكدين أن الاعتقالات لم تكن نتيجة تهم رسمية بل جاءت كأداة لترهيب الأصوات المطالبة بالحقوق.

ووفقاً للتقرير الذي أعده الصحفي السوداني محمد احمد شبشة، أن اللاجئين تعرضوا لعقاب جماعي من خلال وقف المساعدات الغذائية، رغم تصريحات المفوضية بأن التوزيع يستهدف الأكثر هشاشة.

وأبان شبشة في تقريره، أن منظمات حقوقية وثقت في تقاريرها تغييرات سلبية تجاه تقديم الخدمات الأساسية للاجئين في المخيم، لا سيما في مجالات التعليم والرعاية الصحية. فلا يوجد تعليم ثانوي للأطفال، والدروس تقتصر على لغة محلية، كما تُهدد السلطات بإلغاء وضع اللجوء لأي ناشط يتحدث علناً.

إلي ذلك، قال أحد اللاجئين لصحيفة The Guardian: قطعوا عنا الغذاء كعقاب، فضلاً عن التعذيب البدني، بالأمس تعرضا امرأة أرملة للضرب لمجرد مطالبتها بحقوقها، وفي الشهر الجاري والماضي توفي أربعة لاجئين بسبب غياب المركز الصحي.

وأضاف لاجئي آخر: نحن نعيش في الصحراء، على بعد 15 كيلومتراً من المدينة، دون مياه كافية أو رعاية صحية أو طعام، مستطرداً هذه ليست حياة، هذه معاناة ممنهجة.

كما كشف تقرير Melting Pot عن ممارسات قمعية استهدفت النساء اللاجئات بشكل خاص، حيث جرى فصل بعضهن قسراً عن أطفالهن أثناء عمليات الاعتقال.

وفي سياق متصل، قال شاهد عيان من مخيم أغاديز: عندما رفضت الأمهات ركوب السيارات دون أطفالهن، تم الاعتداء عليهن بالضرب، مستدركاً هناك انتهاكات متعددة في المخبم دفعت منظمات حقوقية إلى توجيه نداءات عاجلة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تطالب فيها بتفعيل آليات الحماية الدولية، وضمان الحق في التعبير والوصول إلى العدالة، مؤكدة أن معاقبة من يرفع صوته سلمياً، يمثل انحداراً أخلاقياً وإنسانياً خطيراً لا يجب التغاضي عنه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.