تشهد مناطق واسعة من إقليم دارفور تفشياً مقلقاً لوباء الكوليرا، وسط تصاعد عدد الإصابات والوفيات، وعجز ملحوظ في الاستجابة الصحية في الإقليم بسبب ضعف البنية التحتية وانهيار المنظومة الطبية جراء الصراع الدائر.
وبحسب إحصاءات الأربعاء الموافق 3 سبتمبر 2025، فإن إقليم دارفور سجلت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء فقط 327 حالة إصابة جديدة و12 حالة وفاة، ما يرفع الإجمالي التراكمي إلى 9,838 إصابة و407 وفيات منذ بدء التفشي في أبريل من العام الجاري.
حيث سجلت محلية طويلة بولاية شمال دارفور، أعلى معدلات الإصابة، بإجمالي 5,062 حالة، بينها 77 وفاة، مع تواجد 33 حالة حالياً في مراكز العزل، من بينها 26 حالة جديدة سُجلت اليوم فقط
فيما تواصل مناطق جبل مرة في تسجيل أرقام مرتفعة؛ إذ بلغت الإصابات في قولو وحدها 1,329 حالة و52 وفاة، تليها جلدو بـ89 إصابة و12 وفاة، ونيرتيتي بـ135 إصابة وتسع وفيات، من بينها تسع حالات جديدة اليوم.
وأشارت التقارير إلى أن مخيمات النزوح باتت بؤراً جديدة للوباء، حيث سجل مخيم كلمة في جنوب دارفور 457 إصابة و64 وفاة، ومخيم عطاش231 إصابة و55 وفاة، ومخيم دريج بـ135 إصابة وأربع وفيات.. كما ظهرت حالات جديدة في مخيم السلام.
وفي منطقة روكيرو في جبل مرة، تم تسجيل 364 إصابة و11 وفاة، منها 48 حالة جديدة خلال اليومين الماضيين، بينما في فنقا بلغت الإصابات 158 حالة و5 وفيات، وفي ديرا بشرق جبل مرة سجلت 149 إصابة وتسع وفيات، مع وجود 47 حالة في العزل.
وفي منطقة خزان جديد بولاية شرق دارفور، بلغ عدد الحالات التراكمية 101 إصابة و20 وفاة، في وقت تستمر فيه الإصابات بالتصاعد.
أما الأوضاع في ولاية وسط دارفور؛ زالنجي ومحيطها يزداد سوءاً؛ حيث تم تسجيل 108 حالات و6 وفيات في معسكري الحميدية والحصاحيصا، وثلاث حالات في معسكر خمسة دقيق، بالإضافة إلى 109 حالات في منطقة أزوم غرب المدينة، و93 حالة داخل زالنجي، فضلاً عن حالات إضافية في مناطق كامبو وير الزراعية وأوركوم جنوب المدينة.
وأكدت التقارير الصحية أن الوباء بات ينتشر بوتيرة متسارعة في مناطق جبل مرة، الطويلة، نيالا، زالنجي، خزان جديد، ومخيمات النزوح، بينما تظل الاستجابة الصحية محدودة جدًا بسبب نقص الإمدادات الطبية، وضعف مراكز العزل، وانعدام شبكات الصرف الصحي والمياه النظيفة.
وبدورها، وجهت الجهات الصحية والحقوقية المحلية نداءً عاجلاً إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية ذات الصلة، مطالبة بتوفير الدعم الطبي العاجل، وإنشاء مراكز عزل فعالة، وتزويد المناطق المتضررة بالإمدادات اللازمة للحد من انتشار الوباء.
وأكدت الجهات الصحية أن ما يجري يمثل حالة طوارئ صحية وإنسانية تهدد حياة عشرات الآلاف من السكان في دارفور، خاصة في ظل غياب حكومة مركزية فعالة، وتجاهل المنظومة الرسمية للكارثة.
ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها المنظمات الإنسانية، المتطوعون المحليون، وغرف الطوارئ، إلا أن حجم الكارثة يتجاوز الإمكانيات المتاحة، مما ينذر بـكارثة إنسانية منسية في ظل استمرار الحرب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.