عندما يقابل التضامن الإنساني بالشطط والنزق
عصابة بورتسودان السقوط الاخلاقي والدبلوماسي
✒️ بقلم نجم الدين دريسة
الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار هي ان دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م التي اشعلتها جماعة الإخوان المسلمين المختطفة للجيش ظلت تقدم مساعدات إنسانية مختلفة من أشكال الدعم الإغاثي علي مدي أربعة وعشرين شهرا هي عمر الحرب اللعينة التي أهلكت النسل والحرث ودمرت البنية التحتية واشعلت نيران العنصرية والبغضاء وخطابات الكراهية وادت الي التقسيم الإجتماعي الحاد وحولت السودان الي مسرح إجرامي كبير ارتادته الجماعات الارهابية التي مارست أبشع أنواع الانتهاكات ضد المدنيين والقصف المستمر للمواطنيين العزل من قبل طيران الجيش بمعاونة سلاح الجو المصري ودول محور الشر علي رأسها إيران وتركيا وقطر ودول أخري مما أدي الي التهجير القسري لأكثر من عشرة ملايين وهنالك اكثر من ٢٦ مليون يعانون من أزمة جوع حادة علاوة ظروف صحية بالغة التعقيد ونقص حاد في الأدوية لا سيما الادوية المنقذة والحياة حيث تم تصنيف هذه الازمة الانسانية المأسوية بالكارثية وهي الأسوأ في تاريخ السودان إزاء هذه الظروف البالغة التعقيد برزت الإمارات لتقديم العون للتخفيف من حدة الأزمة الانسانية وتداعياتها والعمل علي معالجة الوضع الإنساني وتبنت نهج وضع المدنيين واجتياجاتهم من اولولاياتها حيث بلغت جملة ما قدمته الإمارات ما يقارب المليار دولار تشمل تعهداتها في المؤتمر الإنساني من أجل الشعب السوداني الذي عقد باريس أبابا وبالطبع هذا التدفق للعون الانسانية مثل طوق نجاة لإعداد هائلة من المتأثرين بالحرب والمتضررين من الصراع في السودان وهنالك تقارير موثقة أشارت الي أن عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانية المباشرة ربما يزيد عن الاثنين مليون ونيف من الشعوب السودانية المنتشرين في مناطق النزوح داخل الأراضي السودانية واللاجئين بدول الجوار خاصة تشاد وجنوب السودان ويوغندا.
بحسب التقارير الواردة من بعض المنظمات العاملة في الشأن الإنساني ان المساعدات الإنسانية التي بعثت بها الإمارات العربية المتحدة تعد الاكبر مقارنة بالدول الاخري حيث قدمت للاجئين السودانيين بدولة تشاد تزيد عن الستة الف طن من المساعدات الغذائية المختلفة وما يزيد عن الخمسمائة للاجئين بكل من يوغندا وجنوب السودان وأبدت ايضا اهتماما متعاظما بالجوانب الصحية بتشييد مستشفيات ميدانية ومراكز صحية ودعم اعداد كبيرة من المنشآت الصحية القائمة لتلقي العلاج وتعد الإمارات العربيةالمتحدة أول الدولة الاولي التي هبت لنجدة ومساعدة الشعب السوداني في محنته وهي جهود مقدرة ظلت الشعوب السودانية تقابلها بالتقدير والامتنان رغم الموقف العدائي السافر التي تكنه عصابة بورتسودان المختطفة للسلطة والفاقدة الشرعية والتي ظلت تتعاطي بشطط مدهش يظهر ذلك جليا من خلال المواقف غير المسؤولة من هذه العصابة المجرمة وهجومها غير المبرر علي دول صديقة وشقيقة وهو سلوك متهور وارعن ينضح بالنزق لا يخدم سوي تعميق العزلة التي تعاني من بلادنا بسبب ممارسات جماعة الهوس الديني وإثارة التوترات في محيطنا الاقليمي بسبب الهزائم المتكررة التي تلقتها في هذه الحرب.
لم يتوقف الدعم الإماراتي عند ذلك الحد بل اهتمت حتي بجوانب التعليم حيث وقعت اتفاقيات مع اليونيسيف لتعليم اللاجئين في الشقيقة تشاد كما تم تخصيص عشرات الملايين للأمم المتحدة ووكالاتها وعدد من المنظمات الاغاثية والإنسانية علي رأسها برنامج الأغذية العالمية ومفوضية اللاجئين والصحة العالمية والفاو لتقديم مساعدات متنوعة للمتضررين من حرب السودان وهذه الجهود المتعاظمة كان ينبغي أن تفرض علي الجميع تغليب لغة الحكمة والتعاون بدلا من تبني نهج التصعيد والاستعداء خاصة وان الإمارات الان تحتضن اكثر من نصف مليون سوداني علاوة علي استقبال السودانيين عبر ما عرف بإقامة الكوارث لتسهيل إجراءات دخول الفارين من جحيم الحرب وهي مواقف تؤكد قيم الإخاء والتضامن … وان كانت ثمة ملاحظة ان المساعدات التي تصل عبر ميناء بورتسودان ربما لا تجد طريقها إلي المستفيدين بل ظلت تذهب للأسواق لتمويل حربهم لان عصابة بورتسودان غير راشد وتعمل علي إتساع رقعة الحرب واطالة امدها وزيادة معاناة السودانيين ومن هنا نناشد ومن الإمارات بالعمل مع الوكالة السودانية للاغاثة والعمليات الإنسانية SARHO بتقديم مساعدات للمتضررين في مناطق اخري من السودان لا سيما اقاليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق والنيل الأبيض.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.