قرب: تعرف على رئيس الهيئة الوطنية للوصول الإنساني

إسماعيل هجانة يكتب  الحكاية الأعمق من الحرب

في زمنٍ تظل فيه بوصلة الوعي السياسي والإدراك العميق لتعقيدات الحياة الإنسانية أساسية لفهم الكوارث المركّبة، خاصة في السودان، يصبح البعد السياسي جزءًا لا ينفصل عن تعزيز قيم الإنسانية وضمان الوصول الآمن للمساعدات. هذا العمل يتطلب رؤية دبلوماسية دقيقة، وخبرة عملية واسعة، وفهمًا متجذرًا لمتطلبات العمل الإنساني. من هنا جاء اختيار عزّالدين محمد أحمد الصافي Ezzaddean Mohamed Ahmed ليقود واحدة من أخطر وأدق المهام: رئاسة الهيئة الوطنية للوصول الإنساني بدرجة وزير.

هذه الهيئة أُنشئت لتكون البوابة المركزية لإجراءات دخول وخروج العاملين الإنسانيين، وتسهيل عبور المساعدات، وتنظيم العلاقة بين الدولة والمنظمات الدولية والسودانية، في لحظة تُحاصر فيها ملايين الأرواح بالموت والجوع والنزوح.

🔹 سيرة ومسار طويل مع ملفات حساسة:
• بدأ مسيرته مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) في الضعين ونيالا، حيث لامس معاناة المجتمعات عن قرب.
• عمل كـ FSL Sector Coordinator – WFP/Sudan، مساهِمًا في تنسيق الاستجابات الإنسانية في قطاع الأمن الغذائي.
• عمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في واحد من أعقد الملفات: نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR، فشغل منصب DDR Counselor (2009–2012) ثم National DDR Officer في غرب دارفور (2012–2014).
• انتقل إلى تونس عبر Open Society Foundations، حيث تولى ملف الأمن الغذائي على المستوى الإقليمي، جامعًا بين الخبرة الميدانية والرؤية الاستراتيجية.
• عاد إلى السودان ليتولى مفوضية الأمان الاجتماعي وخفض الفقر، ساعيًا إلى إرساء سياسات تستهدف الفئات الأكثر هشاشة، قبل أن يُعفى في 2023.
• إلى جانب مساره الأممي والإنساني، ارتبط اسمه بالمشهد السياسي والعسكري باعتباره مستشارًا أول لقائد قوات الدعم السريع وعضوًا في وفودها التفاوضية بجدة وجنيف

🔹 رجل من نبض التجربة:
يُنظر إلى عزالدين الصافي بوصفه خبيرًا أمميًا وصاحب خبرة راسخة في إدارة الملفات المعقدة، إذ جمع بين العمل الميداني في السودان والخبرة الدولية والإقليمية. خبراته الممتدة في برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR، وفي قضايا الأمن الغذائي والسياسات الاجتماعية، تجعل منه شخصية مؤهلة لقيادة ملف الوصول الإنساني في هذا الظرف الدقيق. واليوم، ومع توليه رئاسة الهيئة الوطنية للوصول الإنساني، يقف الصافي أمام فرصة تاريخية لتسخير هذه التجارب لبناء منصة فاعلة ومحايدة، تُعيد الثقة بين الدولة والمجتمع الدولي، وتُمكّن من وصول المساعدات إلى مستحقيها.

يحمل عزالدين الصافي رؤية يعتبرها مفتاح نجاح الهيئة الوطنية للوصول الإنساني، حيث يُقاس النجاح بقدرتها على تنظيم الإجراءات وتسهيل مرور المساعدات، وبمقدار ما تستطيع بناء منصة وطنية محايدة وفاعلة تعيد الثقة بين الدولة والمجتمع الدولي، وتضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيدًا عن الاستقطاب السياسي أو العسكري.

هذه المهمة تفتح الطريق أمام نموذج جديد في الدبلوماسية الإنسانية السودانية، إذا استُثمرت خبراته الأممية والميدانية لإعلاء قيمة الإنسان فوق أي ولاء أو انحياز، وتحويل الهيئة إلى جسر حقيقي بين السودان والعالم من أجل حماية الملايين، وإنقاذ حياتهم، وترسيخ عدالة إنسانية مستدامة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.