تجنيد الأطفال في حرب السودان.. من يدمّر المستقبل..؟

تقرير - عين الحقيقة

حرب الخامس عشر من أبريل في العام 2023 م ، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن أفرزت ظواهر عدة وابرز هذه الظواهر هي ظاهرة تجنيد الأطفال والذي يعد من الإنتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. وشهد السودان تحولات واسعة في الحرب التي جرت على مناطق واسعة من ولايات السودان المختلفة ، وتعد من أعنف الحروب التي مرت على السودان ، وشملت آثارها توقف للعملية التعليمية ممثلة في مؤسساتها وتدهور الحالة الإقتصادية عوضا عن النزوح الكبير داخلياً وحركة اللجوء إلى دول الجوار .

صادق السودان في العام 2005 على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة وتوقيع السودان عليها يلزمها على إتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم مشاركة أفراد قواته المسلحة الذين تقل أعمارهم عن سن ال18..

وتشير تقارير الأمم المتحدة أن الأطفال في السودان يعد وضعاً كارثياً وتشير الأرقام الصادرة من الأمم المتحدة أن حوالي 14 مليون طفل في حوجة للمساعدات الإنسانية ، عوضا عن حوجتهم الماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية ، وأن حوالي 3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد .
وصادق السودان في العام 2005 على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة وتوقيع السودان عليها يلزمها على إتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم مشاركة أفراد قواته المسلحة الذين تقل أعمارهم عن سن ال18 وكذلك رفع الحد الأدنى لسن التجنيد الطوعي إلي ما يزيد عن 15 عاما ً وضمان أن يكون هذا التجنيد طوعيا ً حقاً وتجريم تجنيد الأطفال واستخدامهم.
إلا أن حرب 15 أبريل قد ضربت ببنود الإتفاقية كلها عرض الحائط ، فهذه الحرب تشهد مشاركة واسعة للأطفال وتوثق مشاهد الحرب والمعارك مشاركة الأطفال إضافة للذين يقعون في الأسر .
إحدي هذه المشاهد المهمة التي وثقتها الكاميرات وتناقلتها وسائل التواصل الإجتماعي ولمعارك حدثت في مناطق كردفان بين قوات تأسيس والمليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني ، وقوع أحد الأطفال في الأسر وهو يتبع لقوات ما تسمى درع السودان والتي يقودها أبو عاقلة كيكل ، وذكر الطفل الأسير أن مليشيات كيكل قد ألزمت كل الأسر بولاية الجزيرة بتقديم رجل للتجنيد وهو ما يشير إلى طريقة تجنيد الأطفال والتي تشير إلى ما يشبه التجنيد القسري . المقاومة الشعبية والتي يقف خلفها عناصر الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني أيضاً تمتلئ صفوفها بالأطفال والقصر .وضعت سلطة الأمر الواقع ببورتسودان قوانين تميزية اشهرها قانون الوجوه الغريبة التي تعرض المواطنين الذين لا ينتمون لمناطق الوسط والشمال والشرق للإعتقال والتصفية الجسدية دون محاسبة لذا يمثل تجنيد الأطفال أيضاً حماية الاسرة التي تقدم أطفالها للتجنيد تجنبا ً للإتهامات والملاحقات بتهم التعاون ضد الجيش السوداني ، ومع التدهور الاقتصادي وإنهيار الخدمات الأساسية يمثل تجنيد الاطفال إحدى الطرق لتحفيف عبء الإنفاق وإعالة الأسر .

يحدث تجنيد الأطفال في سياق أوسع من المعاناة الإنسانية مما يسبب أزمة تهدد بالإستمرار لأجيال ، وابتعاد الأطفال عن التعليم وتعرضهم لمخاطر متزايدة من الإستغلال حيث تعرض طفل لإغتصاب جماعي من مجموعة  كيكل

في الولايات الآمنة والتي تشهد وضع الأسر في دور الإيواء وحصرهم في أماكن محددة مع قلة الموارد سبب كفيلا ً لانخراط الأطفال في التجنيد كمغامرة من المغامرات وسعيا ً للمكافآت والحوافز التي يقدمها عناصر الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني التي تشرف على عمليات التجنيد والتعبئة الشعبية .
ويحدث تجنيد الأطفال في سياق أوسع من المعاناة الإنسانية مما يسبب أزمة تهدد بالإستمرار لأجيال ، وابتعاد الأطفال عن التعليم وتعرضهم لمخاطر متزايدة من الإستغلال كما الحادثة التي وقعت في هذا الأسبوع والتي تمثلت في تعرض طفل لإغتصاب جماعي من قبل مجموعة تتبع لميليشيات أبو عاقلة كيكل بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة .
وضع الأطفال في السودان يعتبر وضعا ً كارثياً ، فالتجنيد المدروس للأطفال يحمل مؤشرات مؤكدة بتهديد مستقبل البلاد إلى جانب عدم الالتزام بالقانون الدولي والمواثيق .
بالإضافة إلى عدم فشل كل جولات التفاوض بين الأطراف المتصارعة وفي ظل عجز المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والوطنية في إيجاد حلول وبدائل لتجنيد الأطفال وإنخراطهم في التجنيد العسكري ، وعدم قدرتهم على الإستجابة الكافية لهذه الظاهرة الخطيرة. ورغم أن المواثيق الدولية تحمي الأطفال إلا أن المؤشرات تشير إلى تعرض الأطفال مستويات غير مسبوقة من الانتهاكات كما تشهد هذه الظاهرة تشجيعا ً من الفاعلين وخصوصاً الذين ينتشرون في وسائل التواصل الإجتماعي (التيك توك) و (الفيسبوك) ويعتبرونها جزءاً من الثقافة التي تحوى الشجاعة والإقدام والبطولة ، ويعتبر مشاركة الأطفال كنوع من الفخر النادر ببطولاتهم والذي يعقد كثيراً من الحلول تجاه عدم انخراط الأطفال في العسكرية أو تحويل اهتمامهم لأنش

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.