في أعقاب حدوث تسرب نفطي في حقل “نيم” النفطي، شهدت المنطقة زيارة ميدانية عاجلة قام بها رئيس الآلية التنفيذية للبترول كجهة رقابية “عين الحقيقة” تفتح ملف الحادثة من جميع جوانبه من خلال استطلاع آراء الجهات الرسمية المعنية والمواطنين المتأثرين مباشرة بالحادث في محاولة لتقييم التداعيات البيئية والصحية والإجراءات المتخذة لاحتواء الأزمة.
المعايير البيئية
حمدان الجريجير – الأمين العام للآلية التنفيذية للبترول “بصفتنا جهة رقابية، دورنا الأساسي مراقبة أداء الشركات العاملة وضمان التزامها بالمعايير البيئية والسلامة. زيارة رئيس الآلية الميدانية تأتي في هذا الإطار، للوقوف مباشرة على تجاوزات المقاول المسؤول عن تشغيل الحقل وتقصيره في الصيانة الدورية. لقد وجهنا بإلزام الشركة بوقف التسرب فوراً، وبدء عملية تنظيف شاملة، وتحمل كافة التكاليف. كما أننا نفتح تحقيقاً داخلياً لمعرفة أسباب التأخير في الإبلاغ عن التسرب، وستتم محاسبة المقصرين. سلامة المواطنين والبيئة خط أحمر، ونحن هنا لضمان أن تفي الشركات بمسؤولياتها.”
خطط الطوارئ
الخبير الفني المهندس عزالدين ايدام يحيى – مهندس نفط ، ذهب إلى أن الحادث يطرح تساؤلات جادة حول كفاءة خطط الطوارئ لدى الشركة العاملة، ومدى فعالية الرقابة الدورية. من الناحية الفنية، التسربات غالباً ما تكون نتيجة إهمال في الصيانة الوقائية أو استخدام معدات قديمة. ما يقلقني هو أن الرقابة قد تأتي بعد وقوع الكارثة. الأجدى هو أن تفرض الجهات الرقابية، مثل الآلية، audits فنية دورية ومفاجئة على خطوط الأنابيب ومخاطر التآكل، وتطلب تقارير مسبقة عن حالة البنية التحتية. هذا الحادث يجب أن يكون نقطة تحول نحو رقابة استباقية، وليس رد فعل بعد الضرر.”
مدير عام وزارة الصحة بولاية غرب كردفان: للأسف، لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها. ضعف الرقابة وعمليات الصيانة الدورية له آثار كارثية على الصحة العامة..
أمراض مزمنة
حول تأثير التسرب على الصحة العامة قال الدكتور محمد نورين – مدير عام وزارة الصحة بولاية غرب كردفان: للأسف، لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها. ضعف الرقابة وعمليات الصيانة الدورية له آثار كارثية على الصحة العامة. تسرب المادة الخام بهذا الشكل يؤدي إلى تلوث التربة، وعبر انجراف هذه المخلفات الكيميائية إلى مجاري ومصادر المياه، تتحول إلى أحد أكثر المخاطر المباشرة على صحة الإنسان والحيوان.
التعرض لهذه المواد، حتى لو كان بتركيزات منخفضة على المدى الطويل، يمكن أن ينتج عنه العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، والسرطانات، والفشل الكلوي، والتأثير على الجهاز العصبي. الخطر هنا لا يقتصر على الحاضر، بل هو قنبلة موقوتة ستظهر آثارها الصحية الكاملة بمرور الزمن.
هذا الوضع يتطلب من الجهات الرقابية اتخاذ إجراءات وقائية صارمة ولازمة، ليس فقط لمعالجة هذا الحادث، ولكن لمنع تكراره. نحن في وزارة الصحة نطالب بإجراء مسح صحي عاجل للمناطق المتأثرة، ومراقبة مستمرة لمصادر المياه، وإلزام الشركة المسببة بتقديم برنامج رعاية صحية طويل الأمد للمواطنين المعرضين لهذا الخطر.”
آراء المواطنين
· المواطن أحمد ، ع (من سكان قرية قريبة): “نسمع عن الأمراض المزمنة التي يتحدث عنها الدكتور، وهذا ما نخافه حقاً. الأرض والماء هما حياتنا. إذا تلوثا، فأين سنذهب؟ نطالب بأن تتحمل الشركة المسؤولية كاملة، ليس فقط بتنظيف المكان، بل بتعويضنا عن الضرر الذي لحق بصحتنا وأرضنا.” · المواطنة فاطمة ح (ربة منزل): “كل مرة يقولون ‘لن تتكرر’، ثم تتكرر الكارثة. الكلام الصح عند وزارة الصحة الخطر الحقيقي هو على أطفالنا في المستقبل. نريد ضمانات حقيقية، وليس مجرد كلمات”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.