هل اصبح السودان أكبر بؤرة للتطرف والإرهاب في العالم..!!

تقرير - عين الحقيقة

بات السودان يشهد تمدداً ملحوظاً للجماعات الجهادية الإسلامية، والتي نشطت مع طول امد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. و واجهت البلاد في السنوات الأخيرة تحديات تتعلق بالجماعات الإرهابية والأنشطة المتطرفة ، و ساهم النظام البائد في تغذية نشاط الجماعات الإرهابية ، و حيث كانت تتمتع بنفوذ وحرية كبيرة في استقطاب الدعم المالي من بعض الدول .


ومع اندلاع حرب السودان طفحت هذه الجماعات المتطرفة إلي العلن ، و ارتكبت جرائم مختلفة من ذبح و تنكيل بالمواطنين تحت ذريعة التعاون او الانتماء إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش. و حظيت هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة اثناء انضمامها إلي القتال بجانب الجيش بامتيازات كبيرة وواسعة ، و تمدد نفوذها إلي الاجهزة التنفيذية العليا للدولة ، واصبحت ذات تاثير على القرارات والسياسات العامة للدولة وسط صمت الجيش و القوي المدنية الداعمة للحرب، كما إن هذه الجماعات الإرهابية بسطت سيطرتها على المقرات العسكرية للجيش و استحوذت على للسلاح ونجحت في تجيش عدد كبير من الشباب المغرر بهم تحت راية الجهاد..

تعمل الجماعات الإرهابية تحت عدة لافتات ، منها ما يسمي ب”العمل الخاص” و “كتيبة الزبير بن العوام” و “كتيبة البراء بن مالك” ، وغيرها من المسميات التي تضم مقاتلين من انصار التنظيم الإسلامي الذي اطاح به السودانيين في ثورة ديسمبر في 2019..

و تعمل هذه الجماعات الإرهابية تحت عدة لافتات ، منها ما يسمي ب”العمل الخاص” و “كتيبة الزبير بن العوام” و “كتيبة البراء بن مالك” ، وغيرها من المسميات التي تضم مقاتلين من انصار التنظيم الإسلامي الذي اطاح به السودانيين في ثورة ديسمبر في 2019، لكن نسبة لتغلل هذا التنظيم في الأجهزة الأمنية لمدة ثلاثة عقود، استطاع بكل سهولة العودة مجدداً من بوابة الحرب، خاصة بعد أن اعلنت قوات الجيش الاستنفار العام ، حيث انضم المقاتلون المتطرفون إلي قوات الجيش ، و تمكنوا من جلب سلاح بطرق مستقلة، بما فيه السلاح الكيماوي الذي استخدم في عدة مناطق ، الامر الذي دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلي فرض عقوبات على الجيش وقياداته.
وبالعودة إلي نشأت الجماعات الإرهابية في السودان ، نجد انه خلال الثمانينيات والتسعينيات، شهد السودان تدفقًا لمقاتلين أفغان عادوا من أفغانستان، مما أدى إلى تأثر بعض الجماعات المحلية بالفكر المتطرف ، و في التسعينيات كانت ذروة تدفق الإرهابيين الاجانب ،و اتهم السودان بدعم جماعات إرهابية، مما أدى إلى عزله دوليًا وعقوبات اقتصادية .

و ظلت الجماعات الإسلامية الإرهابية تحظي بتواجد علني في فترة حكم نظام الإنقاذ الاسلامي ، و ابرز هذه الجماعات تنظيم القاعدة، الذي استفاد من الدعم الذي قدمته بعض الأطراف. وكذلك ظهر أنصار داعش في السودان، وإن كان تأثيرها محدودًا مقارنة ببعض الدول الأخرى.
واستفادت هذه الجماعات الإرهابية من حالة عدم الاستقرار السياسي ، و الصراعات المسلحة في دارفور ومناطق أخرى ، إذ خلقت بيئة مواتية للجماعات الإرهابية.

ينظر المجمتع الدولي بقلق بالغ إلي تمدد الجماعات المتطرفة في السودان ، خاصة مع تماهي سلطة الأمر الواقع ببورتسودان مع نشاط هذه الجماعات و توفير البيئة الخصبة لها..

فضلاً عن الفقر نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة ، كما أن البطالة ساهمت في تغذية الفكر المتطرف. وتشكل الجماعات الإرهابية في الوقت الراهن تهديدًا للأمن القومي السوداني والإقليمي وتفتح الباب موارباً للتدخلات الخارجية. ولعل العالم لن يراقب عن كثب ما يحدث في السودان مع ظهور واضح للمتطرفين ومشاركتهم في القتال بجانب الجيش ، ومن المتوقع أن يزداد نفوذ هذه الجماعات المتطرفة وتصبح اكبر مهدد امني في المنطقة وتتجه إلى تصدير الإرهاب إلي دول الجوار .
كما ينظر المجمتع الدولي بقلق بالغ إلي تمدد الجماعات المتطرفة في السودان ، خاصة مع تماهي سلطة الأمر الواقع ببورتسودان مع نشاط هذه الجماعات و توفير البيئة الخصبة لها ، و مؤخرا إطلاق الجيش السوداني سراح المدعو ابي حذيفة السوداني ، أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة المتطرف، حيث وصفت جهات مهتمة الامر انتهاكًا خطيرًا لالتزامات السودان في مجال مكافحة الإرهاب وحماية أمن مواطنيه. فالمذكور ارتبط تاريخيًا بتنظيمات إرهابية في أفغانستان والعراق وسوريا، مما يجعله مصدر تهديد مباشر للمجتمع السوداني والإقليمي.

ويرى مراقبون إن وجود أشخاص مثل ابي حذيفة السوداني ، يحملون هذا الفكر المتطرف داخل البلاد يعرّض المدنيين لمخاطر جسيمة، ويفتح الباب أمام إعادة تنشيط شبكات الإرهاب، ويقوض حق الشعب السوداني في الأمن والسلامة. لذا ندعو السلطات الوطنية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لضمان عدم إفلات المتطرفين من المساءلة القانونية، وحماية السودان من الانزلاق إلى بؤر العنف والتطرف.
وأشار تقرير الخارجية الأمريكية للإرهاب عام 2021 إلى أن العديد من التنظيمات الإرهابية -مثل: “القاعدة” و”حركة سواعد مصر” المعروفة باسم “حسم” تتخذ من السودان ساحة للتموضع، وبناء القدرات، وتنظيم الصفوف.

في العام 2021 تم ضبط أربع خلايا إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” في ضاحية جبرة جنوب العاصمة “الخرطوم” و القبض على خلية إرهابية في “دارفور” من جنسيات تشادية ونيجيرية، ينتمي أفرادها إلى تنظيم “بوكو حرام”

وبتتبع نشاط هذه الجماعات المتطرفة في الفترة الأخيرة تبدو الوقائع مثيرة للاهتمام ، ويشير عدد الخلايا الإرهابية، التي نجحت السلطات السودانية في الكشف عنها في عام 2021، إلى بنية تحتية للإرهاب تحظى بتنوع واضح ، إذ أن هناك تتمتع بتنوع واضح؛ على سبيل المثال، ضبط أربع خلايا إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” في ضاحية جبرة جنوب العاصمة “الخرطوم” و القبض على خلية إرهابية في “دارفور” من جنسيات تشادية ونيجيرية، ينتمي أفرادها إلى تنظيم “بوكو حرام”. ، ضبط خلية إرهابية في “الخرطوم” تابعة لتنظيم القاعدة، ضمت العديد من العناصر الأجنبية. كما جرى الكشف عن تورُّط عناصر إخوانية هاربة من مصر ضمن خلية داعش بالخرطوم التي جرى تفكيكها في يونيو 2021.

ويبدو أن استمرار الحرب في السودان تعزز من نمو الجماعات الإرهابية ، حيث كشفت تقارير استخباراتية عالمية إن تنظيم داعش لديه معسكرات تدريب لعناصره في السودان ، و تتهم قوي سياسية و مدنية في السودان الجيش بانه الراعي الرسمي للإرهاب بتوفيره الدعم العسكري و السلاح للكتائب المتطرفة ، كما إن قوات الجيش لم تتعامل بحسم حيال الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المتطرفة.
و لذلك يدفع المجمتع الدولي بجهود تحقيق السلام لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي مما يمكن و يساهم في مكافحة الإرهاب. ويركز المجمتع الدولي على التنمية الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية للحد من الفقر والبطالة آلتي تعتبر مغذي رئيس للتطرف والإرهاب.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.