أحداثً كرنوي – تقرير استقصائي — سرد موثّق وتسلسل زمني وتحليل أولي

إسماعيل هجانة | الحكاية الأعمق من الحرب

1) ملخّص تنفيذي

يرصد هذا التحقيق سلسلة وقائع انتهت بهجوم واسع على كرنوي، تخللته اغتيالات واختطافات طالت أفرادًا من أسرة الشرتاي آدم صبي ومناصرين لهم. يبدأ الخيط من نزاع على ماشية أواخر 2018، ثم إعادة تفعيل الملف خلال الحرب الراهنة عبر تعبئة ذات طابع قبلي ومحاولة تحييد موقف الشرتاي الذي رفض الاستنفار داخل الحركات وطالب بتعويضات لأسر القتلى. تتضمن الرواية تبادل اتهامات، تسريب إحداثيات، ردًا عسكريًا استهدف موقعًا تابعًا لمليشيات بخيت دبجو في الطينة، أعقبته عمليات خطف وتصفية واقتحام لكرنوي أفضت إلى سقوط قتلى وجرحى ومفقودين.

2) المنهجية ومصادر المعلومات
• المادة تعتمد على إفادات مكتوبة وروايات ميدانية واردة في مذكرة صاحب البلاغ ومصادر محلية ذُكرت داخل النص.
• لا تتوافر دلائل على اكتمال تحقيقات رسمية أو قضائية حتى الآن؛ وعليه تبقى الخلاصات أولية وتحتاج إلى تحققٍ مستقل وتطابقٍ مع شهادات ضحايا وشهود وسجلات طبية واتصالات وصور أقمار صناعية.
3) الخلفية

3.1 البعد الزمني (2018)

أواخر 2018 اتُّهم آدم عبد الكريم (شقيق اللواء فلنقاي بخيت دبجو) بسرقة أبقار. خرج فزع بقيادة «جرو تراب» لاسترداد الماشية، وخلال العملية قُتل قائد الفزع «جرو تراب». جرت محاولات جودية عابرة للحدود بين تشاد والسودان لدفع الدية واحتواء التوتر، وتعطلت لاحقًا مع اتساع رقعة الحرب ودخول قوات تابعة لمناوي.

3.2 البعد السياسي–العسكري الراهن
• بعد سيطرة «قوات الجاهزية» على مداخل ومخارج الصحراء (المالحة/المثلث)، تبنّى الشرتاي آدم صبي موقف تحييد قبيلة الزغاوة ومنع زجّها طرفًا قبليًا في الحرب، مع مناهضة خطاب الاستنفار المنسوب لعبد الله بندا.
• وجّه الشرتاي مطلبًا إلى حركتَي مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم بدفع تعويضات لأُسر القتلى المنتمين للحركتين، بعد توقف طرق التجارة بين ليبيا والسودان، وتشاد والسودان، وغرب البلاد وشمالها، ما قطع مورد رزق تلك الأسر.
• وفق الرواية، رُفض الطلب، وطُلِب من الشرتاي حثّ أبناء الكيان على الاستنفار، فرفض مجددًا وأصدر بيانًا أشد لهجة منتقدًا احتكار المناصب القيادية ضمن دوائر أسرية ضيقة.

4) التسلسل الزمني للأحداث المبلّغ عنها
• إحياء ملف 2018: أعيد فتح قضية مقتل «جرو تراب». وبحسب الرواية، حرّك بخيت دبجو قيادته الميدانية لاتّهام عبد العزيز عيسى بالمشاركة في القتل، وعُقدت جلسات جودية في الطينة بحضور الأسرتين.
• جلسات الاستماع الأولى:
1. شقيق القتيل اتهم عبد العزيز بقيادة الفزع.
2. عبد العزيز نفى وطالب بالبينة.
3. الادعاء استند إلى توجيه آدم عبد الكريم الاتهام لعبد العزيز.
خلاصة الشهود: بعضٌ ممن شاركوا في الفزع رجّحوا أن عبد العزيز لم يكن ضمن القوة، وأن المسؤولية في المشاركة والقتل تقع على آدم عبد الكريم.
• طلب جلسة إضافية: لم تُرضِ النتائج مليشيات بخيت دبجو، وطُلبت جلسة أخرى مع فصلٍ مكاني:
• أسرة الشرتاي صبي في مباني المحلية.
• أسرة آل دبجو في مقر قوات الجاهزية بالطينة.
• الموعد: 15/8، الساعة 7 مساءً.
• 14/8 — تسريب إحداثيات: وفق تحقيقات ميدانية للجاهزية، أرسل أحد أتباع بخيت دبجو إحداثيات موقع آل صبي طالبًا استهدافه، مع الامتناع عن استهداف مقر الجاهزية بالطينة الذي تتخذه مليشيات دبجو. وبعد التحري تبيّن أن مرسل الإحداثيات من مليشيات مناوي.
• ردّ «الجاهزية»: خلصت الخلية الأمنية إلى استهداف موقع آل دبجو (المطلوب عدم استهدافه) بدلًا من موقع آل صبي، «وتم التعامل» مع مليشيات آل دبجو وتحييد عدد منهم.
• 17/8 — اختطاف وتصفية: اتهمت مليشيات بخيت دبجو ومناوي علنًا أسرة آل صبي بإرسال الإحداثيات، وبحسب الرواية جرى خطف وقتل:
• ابن الشرتاي،
• وكيل النيابة الأعلى في شمال كردفان التجاني آدم صبي.
• 18/8 — اقتحام كرنوي: اقتحمت مليشيات مناوِي كرنوي، وحاصرت منزل الشرتاي آدم صبي. تدخلت الإدارة الأهلية ودعت للحل السلمي عبر محكمة أهلية.
• بعد 18/8 — تعبئة متصاعدة: استعدّت مليشيات دبجو عسكريًا، ووفق تعليمات منسوبة لمناوي تحركت قوة مسنودة بمدافع ومعدات ثقيلة لاقتحام كرنوي و«تحييد» أسرة آل صبي، فانتهى الأمر بسقوط قتلى وجرحى ومفقودين.

5) الأطراف الرئيسيون وفق المادة المصدرية
• الشرتاي آدم صبي وأسرة آل صبي.
• مليشيات بخيت دبجو (يُشار إلى «اللواء فلنقاي بخيت دبجو»، و«آدم عبد الكريم» شقيقه).
• حركة/قوات مني أركو مناوي.
• حركة جبريل إبراهيم.
• قوات الجاهزية (تُذكر باعتبارها القوة المسيطرة على المالحة/المثلث ومداخل الصحراء).
• الإدارة الأهلية/لجان الجودية في الطينة.

6) أنماط الانتهاكات المزعومة (تقييم أولي)
• قتل خارج نطاق القضاء/تصفيات (واقعة 17/8).
• هجوم على منطقة مأهولة ومحاصرة منزل قيادي أهلي.
• استهداف على أساس الانتماء الأسري/القبلي (خطاب «تحييد أسرة آل صبي»).
• تسييس قضية جنايات قديمة لاجتراح مكاسب سلطة وإقصاء قيادة أهلية رافضة للاستنفار.

إن صحت الوقائع المذكورة، فالمذكور يرقى إلى خروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان: حماية المدنيين، حظر القتل خارج القضاء، حظر العقاب الجماعي، وضمان سبل الانتصاف.

7) الخسائر البشرية المبلغ عنها

7.1 القتلى
1. عبد العزيز عيسى الطيب صالح
2. عبد الرحيم يحي حسن صالح
3. عيسى التجاني محمود صالح
4. التجاني إبراهيم أتيم
5. العمدة آدم جبر الله النور صالح
6. قمر الدين محمود الطيب صالح
7. محمد فضل جابر قوي
8. عبد السلام يحي عز الدين الطيب
9. الطيب آدم صبي التجاني
10. الشيخ حامد عبد الجبار عبد الكريم
11. أبكر بوش حسن صالح
12. محمد مصطفى أحمد
13. محمد بخيت عبد الكريم وادي
14. محمود أحمد عبد الجبار حسب الله
15. عيسى عبد الرحمن عبد الكريم
16. عيسى محمد شريف الطيب
17. عادل فرج الله محمد نور حربة
18. محمد عبد الجبار حسن عثمان
19. جمال أبكر رجب بخت وادي

7.2 المفقودون
1. العمدة يحي مرسال نهار
2. محمد آدم صبي التجاني
3. صالح محمود الطيب
4. أنور تيمان فضل
5. حسين عبد الله أحمد بوش
6. إبراهيم آدم جبر الله النور
7. ياسين بشارة أبكر بَلَل
8. محمد إسماعيل نيل

7.3 الجرحى
1. دُوسة عيسى الطيب صالح
2. يحي عز الدين الطيب صالح
3. محمد آدم الطيب صالح
4. الأمين محمد عبد الكريم
5. بشارة حسن مصطفى

تنبيه تحريري: الأسماء واردة كما وصلت من القوائم المصدرية. يستحسن مطابقتها بالأنساب الرباعية/الخماسية لدى ذوي الضحايا والسجلات الطبية.

 الخلاصات الأولية
• توجد صلة مباشرة بين موقف الشرتاي الرافض للاستنفار ومطالبته بالتعويضات، وبين إعادة تشغيل ملف 2018 بما يخدم تفكيك نفوذه المجتمعي.
• واقعة تسريب الإحداثيات شكّلت نقطة تحوّل قادت إلى ردّ عسكري واسع واتساع دائرة الاستهداف.
• النمط الموصوف من اختطاف وتصفية واقتحام مأهول وقوائم ضحايا يقتضي فتح تحقيق مستقّل وعاجل وتحديد المسؤوليات الجنائية دون تأخير.

9) توصيات عاجلة
1. تشكيل آلية تحقيق مستقلة ومحايدة، بإشراف دولي ومشاركة آليات حقوق الإنسان، وضمان حماية الشهود.
2. وقف الاستهداف للأُسر والقيادات الأهلية، وإبعاد المدنيين عن الأعمال العدائية.
3. تمكين الوصول الإنساني لإجلاء الجرحى والبحث عن المفقودين ومواراة القتلى وفق الأصول الشرعية والطبية.
4. إطلاق مسارات عدالة وجبر ضرر: تعويضات، رعاية أُسر الضحايا، وملاحقات جنائية عند ثبوت المسؤولية.
5. تجريم خطاب التحريض والتعبئة القبلية، ودعم مسار جودية يحظى بقبول مجتمعي ولا يخضع لإكراه مسلح.

إخلاء مسؤولية

هذا تحقيق استقصائي أولي يعتمد على مادة واردة من مصادر محلية؛ النسخة قابلة للتحديث فور توافر وثائق رسمية وشهادات إضافية قابلة للتحقق.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.