مزمـــل ابو القاسم في سبيلِ التَكَسُّب: الهجرة من الرياضــة الى بـازار السياســة

✍د. موسى الأمين حمودة

تحول الصحفي السوداني مزمل ابو القاسم المهتم بعالم الرياضة (الكورة) والتي ظل يهتم بشأنها عقود من الزمان حتى قيام الحرب الحالية التي أشلعها الجيش والكتائب الداعشية التي تناصره، فتحور مزمل ابو القاسم حين قره ،إبستمولوجياً الى رجل مهتم بالسياسة ويخرج في القنوات التلفزيونية محاورا أو محلاً لصالح الجيش، وصار مزمل ابو القاسم من الداعمين للحرب وهو من جماعة البلابسة الذين يدعوون الى استمرار الحرب ورفض اي دعوة للسلام أو التفاوض مع قوات الدعم السريع، وأصبح بازارا سياسياً تاركا مهنته التحليلية في تسديد الشباك وركل الكورات.

أتى مصطلح “بازار” من اللغة الفارسية، حيث كان يشير إلى منطقة السوق العامة وأيضًا للإشارة بشكل جماعي إلى التجار، والمصارف، والاعلاميين الذين يتقاضون مال مقابل الاستكتاب. وبمرور الزمن تطور مفهوم البازار لتكون هناك علائق تربطه مع السياسة , خصوصا ضمن تقاطعات القوة والنفوذ والتكسُب وهذا ما برع فيه مزمل ابو القاسم عندما تحول الى بازاري يجهض بمعاونة متنفذين في السلطة كل المبادرات الداعمة للحرب ويسرب ويقطع الطريق لكل الاتفاقيات أو الجهود المحاية والاقليمية الداعية الى السلام ووقف الحرب.

ان مزمل ابو القاسم والذين يوالونه وبالقطع تربطهم وشائج اجتماعية وتنظيمية مع بعض نافذين في الجيش وجهاز المخابرات، يسربون أو يجهضون كل محاولة لوقف الحرب ، ولعل مزمل هو المسؤول من تسريب اتفاق المنامة الذي وقع في ٢٠ يناير ٢٠٢٤م من قبل قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو ومساعد قائد الجيش الفريق الكباشي. هذا الاتفاق المبدئي يعتبر اتفاق ناجح ويوقف الحرب وتدمير المنشآت وقصف الطيران ونزوح المواطنين قبل عام ولكن المتكسب البازاري مزمل أجهض الاتفاق وعمل على تغبيش الحقائق، لأن الاتفاق اشار الى تصفية مليشيات الجيش والقبض على فلول النظام المباد المطلوبين جنائياً لدى محكم الجنايات الدولية وغيرها من البنود التي توقف تمدد الاسلامويين في الجيش والسلطة.

في اللقاء التلفزيوني الشهير بقناة الجزيزة الذي يبث عن ما يجري في السودان والذي يقدمه المزيع المصري أحمد طه تم استضافة البازار مزمل ابو القاسم والقيادي بتحالف صمود الشاب المهذب شريف محمد عثمان ، وقد حاول البازار مزمل ان يدافع عن من اشعل الحرب الحالية وان كتائب الاسلاميين والبراء في نظره تعتبر بريئة ولم تبدأ الحرب ، فألجمة شريف محمد عثمان بالحقائق الماثلة والشواهد الموضوعية وان البازار مزمل هو يعمل مع آخرون لاستمرار الحرب ، فبدأت عليه علامات الهزيمة والتلعثم ومن العسير ان يستطيع مزمل ان يجاري او يناظر قيادات متمكنة وواعية بحقيقة الاوضاع امثال شريف محمد عثمان وغيرهم من قيادات تأسيس أو صمود.

ونجد ان مزمل ابو القاسم اصبح من الذين يخططون ويوجهون اعلام البلابسة والسلطة السياسية لحكومة الامر الواقع ببورتسودان ويشاركه في ذلك بعض المغيبين مثل ضياء الدين بلال والهندي عز الدين ، فصاروا ينشطون في صناعة القرار , وحتى طبيعة الخطاب السياسي للحكومة, فأصبحوا جوهر البازار وفضاءً للتفاعل بين أطراف متعددة محلية واقليمية تسعى لتحقيق مصالح متباينة , هذا التفاعل , القائم على العرض والطلب , والمساومة , والتنازلات , يحمل في طياته ديناميكيات قوة ونفوذ هي من تحرك حلبة الساحة السياسية عند يلطة بورتسودان, فالسياسة عند هاؤلاء , في جوانب عديدة منها , ليست سوى (( بازار )) كبير تُعرض فيه الأفكار , والتحالفات , والمصالح , وتُعقد فيه الصفقات , وتُباع وتُشترى فيه الولاءات.

هناك أبيات شعرية عربية تستشهد بالبازار , وغالباً ما تستخدمه كرمز للازدحام , والتنوع , والتقلبات , وأحياناً للبحث عن شيء ذي قيمة وسط ضجيج الحياة , وبما أن البازار مكان للبيع والشراء والربح والخسارة , فقد يُستخدم كرمز لتقلبات الحياة وحظوظها المتغيرة , وقد يشير بيت شعري إلى أن (( في بَازَارِ الأَيَّامِ نَبْحَثُ عَنْ أَمَلٍ , كَمُشْتَرٍ يَرْجُو اللُّؤْلُؤَ بَيْنَ الْحَصَى )) .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.