مفهوم الشعب السودانى فى مخيلة نخبة 56 ! وهل من إعادة تعريف ؟؟

من مخازى القدر على الشعوب السودانية أن وضع إدارة الشأن العام للدولة بيد نخبة جهوية بائسة بكل ما تعنى الكلمة !
فالقوم ورثوا إدارة السودان من المستعمر الإنجليزى الذى سبق أن هيئ لهم من التعليم بالقدر الذى يجعل منهم موظفين وكتبة حتى يساعدوه فى جمع الجبايات وادارة دواوين الضرائب والأتاوات والإتصال(التلغراف) فيما بين ذلك !
فيما تقوم قوة دفاع السودان(جيش البازنقر ) بدور تأديب المواطن السودانى إذا ما أبدى أى اعتراض او احتجاج أو بوادر ثورة على التعسف والظلم الإستعمارى !

ثم وكمعظم بلدان افريقيا الساكسفونية أو الفرانكفونية عندما خرج منها المستعمر الأوربى ترك خلفه وكلائه يديرون مصالحه وبذات الأدوات الإستعمارية ولاسيما جيوش هذه البلدان التى أنشأها المستعمر نفسه وصمم عقيدتها العسكرية التى تقوم على حماية الأسياد والمستعمرون ، أى هى قوة عسكرية لحماية الأنظمة والسلطة الرسمية ،ولما كانت هذه السلطة هى سلطة المستعمر فالمهدد بالنسبة لها هم الشعوب المستعمرة ذات نفسها ، ولذلك عندما خرج المستعمر وخلف عملائه وقد ورثوا فيما ورثوا من سلطة وأدوات عنفها ،كان العدو بالنسبة لهم هم الشعوب المستعمرة والتى تكابد من أجل استكمال تحررها واستقلالها وتعمل على إعادة بناء المؤسسات
المدنية والعسكرية بما يتوافق مع شروط الاستقلال واستحقاقات الدولة الوطنية الحديثة، بينما تتمترس النخب العميلة وتعمل على تكريس أساليب ومخلفات المستعمر وتستميت من أجل المحافظة على ذات أدوات العنف من الجيوش المصنوعة لترهيب الشعوب ومصادرة حقوقها وخياراتها الوطنية المستحقة !
وبالوقوف على تاريخنا السودانى نجد أن نخبة التيه والضياع التى أهدرت فرص النهوض ، ومارست الإبادات الجماعية على الشعوب السودانية منذ 1955م فى توريت، هذه النخبة الأوليغارشية (
حكم الأقلية أو الأوليغاركية أو الأوليغارشية (بالإنجليزية: Oligarchy) هي شكل من أشكال الحكم بحيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية. الكلمة «أوليغاركية» مشتقة من الكلمة اليونانية(ὀλιγαρχία، نقحرة: أوليغارخيا). وغالبًا ما تكون الأنظمة والدول الأوليغاركية مسيطر عليها من قبل عائلات نافذة معدودة تورث النفوذ والقوة من جيل لآخر)
وهى على علاتها إنما نخبة مصنوعة من خارج حدود الوطن وبالتالى مصممة لخدمة( المصنع )الذى يربض فى شمال الوادى تمامآ حتى تلك التى تدعى الأممية كالحزب الشيوعى السودانى ماهو سوى نسخة مشوهة من الحزب الشيوعى المصرى ، ولذلك لا نستغرب من انحيازه للكهنوت الإخوانى فى الحرب التى يدور رحاها حرب الخامس عشر من ابريل التى اشعلها فلول النظام السابق لاستعادة سلطتهم التى تضعضعت تحت ضغط ثورة ديسمبر ، والأدهى وأمر أنهم باتوا أى الشيوعيين يرددون ذات البروبوغاندا المتخلفة للإخوان فى نعت أشاوس التغيير بعربان الشتات ويسخرون من حرفتهم كرعاة مما يتناقض مع سرديات الزملاء التى تقوم على مناصرة البروتاريا وطبقة العمال !
أما ما تبقى من أحزاب النخبة ، فمعروفة الوجه والوجهة فيما عدا حزب الأمة ، الذى تبنى استقلال السودان قبل أن يتحول الى حزب آل البيت المهدوى فيشتد الصراع فيما بين آل المهدى والقيادات النافذة من بكرى عديل وآدم مادبو وصولآ الى برمة ناصر فينحاز آل المهدى الى عصابة بورتسودان بحكم الإنتماء الجهوى والعرقى !
والحقيقة أن هذه النخبة الجهوية والعرقية والتى احتكرت السلطة والمال وهمشت غالبية الشعوب السودانية الأخرى ، قد جيرت حتى مفاهيم الشعب السودانى، القومية ، الوطنية ، واختزلتها على نفسها ووسطها الإجتماعى الضيق ، فالسودان الذى يحتوى على تعدد قبلى يتجاوز ال500 قبيلة ، ولكننا لا نجد لها أثرآ على مستوى أجهزة الدولة الرسمية ، الإعلامية والثقافية والتعليمية ، حيث يتم عرض لثقافة 3 قبائل من جهة واحدة وإن لم يكن لقبيلة أو قبيلتين وبالتالى تم التنميط على مستوى الإجتماع أن هؤلاء هم السودانيين وما سواهم ضيوف على الوطن ولا غرو بعد أن يرتفع صوتهم الإحتجاجى للمطالبة بالحقوق ، فسرعان ما يتم دمغهم بالمتمردين الأجانب ، كما وصفوا الجنوبيين بالأوغنديين وحركات دارفور بالتشاديين وأشاوس الد.عم السر.يع بعرب الشتات ،
وطبعآ وبحسابات المنطق ، فإن هذه النخبة الوضيعة التى تحكمت على رقاب الناس زهاء ال70 عام قد فشلت فشلآ ذزيعآ فى إدارة الوطن وفشلت فى إحداث نهضة تنموية ، وكل ذلك يرجع لذات السبب فى أنها نخبة مصنوعة ومسلوبة الإرادة ، وهم مجرد مخالب قط ، لسرقة موارد السودان ، وبالتالى فاقد الشئ لا يعطيه ، فهل يعقل أن تكون مدينة كالخرطوم وبرمزيتها كحاضرة للوطن بلا صرف صحى إلا الذى تركه المستعمر فى بضعة كيلومترات فى وسط الخرطوم ؟
فالسودان الذى يسبح على بحر من الموارد الزراعية والغابية والمعدنية والبترولية والمائية والحيوانية ، يموت الناس فيه جوعآ وتتسول عصابة الموت والدمار العالم من أجل الإغاثات ، وحقيقة الإختشوا ماتوا وبعد كل ذلك تصف العصابة البائسة أعدائها من السودانيين المطالبيين بحقوقهم الوطنية بالعمالة ، والجهل وهى المسؤولة عن كل ذلك عندما عجزت عن تفجير امكانيات السودان الإقتصادية وتسخيرها فى استحداث تنمية متوازنة على مستوى الموارد المادية والبشرية !
ولكنهم بارعون فى اسقاط عجزهم واخفاقاتهم وعيوبهم على الآخرين سواء فى الخارج أو الداخل ولعمرى هو منطق العاجز ،
و فضلآ عن افلاسها الفكرى والسياسى الذى تعانيه ، فإن الشارع السودانى قد تجاوزها كثيرآ وبثورة الخامس عشر من ابريل لم يتبقى أحد فى السودان لم ير عورة هذه العصابة الوطنية والتاريخية ولم يشتم عمالتها ولاسيما بعد ما استدعت الطيران الأجنبى لتدمير البنية التحتية السودانية المتهالكة من طرق وجسور ومصانع وابراج ومصافى البترول ، حتى إذا ما انتهت الحرب كما يخططون أتت ذات الدولة واحتكرت السوق السودانى فى الغذاء والكساء وإعادة البناء !
كما وعت الشعوب الثائرة وصاحبة الحق المهضوم بأصالتها الوطنية واستحقاقها المقدس فى انتزاع حقوقها عنوة من يد
الأقلية الفاشية والتعبير عن نفسها وإعادة تعريف مفاهيم الوطنية والقومية لتشمل كامل الوطن من اقصاه الى اقصاه وأن ليس هنالك هامش ومركز من بعد اليوم وليس هنالك نخبة ورعية بقدرما تكون السيادة للمواطن السودانى اينما كان وفق معايير الفيدرالية والحكم الراشد الذى يعتمد على مبادئ الديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية النخب المزيفة !

كنديرة 27/4/2025

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.