إرتفاع أسعار السلع والخدمات بالنيل الأبيض .. هل من مغيث؟
ربك – عين الحقيقة
لا تزال ولاية النيل الأبيض التي تستضيف عدد كبير من النازحين تعاني من وضع صحي وغذائي، وتتمثل العاناة في إرتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في عدد من مدن وقرى الولاية مع شبه انعدام تام في السيولة النقدية (الكاش) وباستمرار الوضع الذي أفرز واقع مريراً مما انعكس على الأطفال والنساء واحتياجاتهم الصحية في ظل غلاء الدواء ووسائل النقل وتذبذب خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، ويبدو أن الجهات المسؤولة بالولاية عجزت عن ضبط السوق، وحسم فوضي التلاعب بالأسعار بعد ان أصبح حال المواطن يغني عن السؤال، وحتي بعد فتح الطرق التي كانت واقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، والتي كانت سابقاً تسهل في عملية نقل البضائع، الا ان المواطنين مازالوا يعانون.
وفي السياق قال المواطن أمين محمد من مدينة ربك ل(عين الحقيقة) ان الاسعار في ولاية النيل الأبيض غير مناسبة، وأضاف مع دخول شهر رمضان بعض السلع شهدت ارتفاع طفيف مثل السكر يتراوح مابين (2400 الى 2800) جنيه لسعر الكيلو الواحد، فيما يتراوح الزيت مابين (2800 الى 3000) جنيه لسعر الرطل الواحد، وأشار الى ان هنالك ارتفاع في سعر الدقيق، وخاصة مع دخول العيد، مشيراً الى وجود إقبال كبير من قبل المواطنين، وأضاف : (ان الأدوية العلاجية سعرها أيضا مرتفع، وابدى سخطه من شراء دواء التهاب “نزلة” لابنته المريضة البالغة من العمر عامين، بسعر 6 الف جنيه، ويري أن هذا السعر مرتفع جدا).
وأوضح أمين ان المواصلات من كوستي إلى ربك والعكس بالحافلات الكبيرة بلغت تذكرة الراكب الواحد سعر (1000) جنيه بينما العربة الهايس الراكب بسعر (1500) أما المواصلات الداخلية الركشات بسعر 700 واحيانا 500 جنيه والحافلات الكبيرة والهايس بسعر 500 جنيه، وعزا ارتفاع السعر للارتبط بالوقود، وكشف عن وجود عدم إستقرار في الكهرباء طيلة شهر رمضان، مبيناً ان الكهرباء أصبحت يتم توفرها 6 ساعات فقط في اليوم ، وأحيانا القطوعات تستمر الى 12 ساعة، ولكنها في هذه الأيام تعمل بنظام أقل من 6 ساعات.
وكشف المواطن أمين عن معاناتهم من قطوعات المياه، موضحاً إنها مرتبطة بتوفر الكهرباء، وقال في الأيام السابقة كنا نعاني من المياه، مما دفع البعض للجوء إلى شراء المياه بالبرميل “الكارو” لافتاً الى ان معاناة أهالي مدينة ربك من مشكلة المياه منذ زمن وحتى الآن، بيد ان شكوي المواطنين لم تتوقف على مستوي انعدام العملة الورقية بالاسواق والبنوك، ويحدث ذلك دون ايجاد تدخل حاسم من قبل الجهات المسؤولة للقيام بحل هذه المعضلات التي باتت تؤرق مضاجع المواطنين بالولاية.
وفي سياق أخر يقول المواطن أبوبكر عابدين أن البنوك تفتقر للكاش وان معانتهم من الوقوف في الصفوف ظلت متواصلة منذ فترة، مشيراً الى ان البنوك حددت سقف صرف “الكاش” للمواطنين في ولاية النيل الأبيض فقط مابين “30 الى 50” الف جنيه كاش نقدي، موضحاً ان هذا المبلغ بسيط، وطالب الجهات المسؤلة بتوفير المبالغ النقدية، وكشف “ابوبكر” عن وجود هدوءا وإستقراراً تاماً بكل أسواق المدن الرئيسية بالولاية مع زيادة في أسعار السلع الاستهلاكية، رغماً من فتح المعابر واتهم الجهات المسؤولة بالتقاعس وعدم القيام بواجبها تجاه كبح جماح جشع التجار والفوضى العارمة التي ضربت الولاية من قبل ما وصفهم بالجشعين.
ومؤخراً شهدت الولاية قطوعات كثيرة في التيار الكهربائي، وظلت تعاني الولاية من إشكاليات في التيار بسبب الاستهداف المتكرر لمحطة كهرباء أم دباكر، وهذا ما تسبب في انقطاع شبكات الاتصالات في أوقات كثيرة بجانب انقطاع في المياه والتي تعود علي المواطن بالضرر كان آخرها وباء الكوليرا الذي ضرب الولاية مؤخراً.
ورصدت “عين الحقيقة” الاوضاع الصحية ونقص الاحتياجات من داخل مستشفي كوستي في نهاية الاسبوع الماضي، حيث كشف كادر “طبي” بالمستشفي عن إنحسار حالات الإصابة بالكوليرا وان الوضع استقر عقب التدابير اللازمة التي اتخذتها الجهات المسؤولة، وفي الأشهر الأخيرة تزايدت حالات الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، من بينها الكوليرا، وتزامن تفشي المرض مع الأوضاع الصحية الصعبة التي يشهدها السودان في ظل الحرب المستمرة.
فيما تشهد الأوضاع الصحية بولاية النيل الأبيض استقراراً عقب الحصار الواسع بعد ان واجه المواطنين سابقاً معاناة صحية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وتتزامن الأزمة الصحية في ولاية النيل الأبيض، مع حرب يخوضها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي قتلت أكثر من 40 مليون الف سوداني وهجرت أكثر من 17 مليون، بين نازح ولاجئ، وحولت اكثر من 25 مليون سوداني الي جائع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.