مستقبل العلاقة بين الشعبين الأماراتي والسوداني..!؟(1-4)

محمد حسن مامادو

حملت النخب وصفوة المركز عبء التقرير في جميع القضايا أنابة عن السودانيين منذ أمد بعيد، و تأتي ظاهرة هيمنة نخب المركز على كل القرارات تجليا ً لأزمة بنيوية عميقة تتقاطع مع السياقات التاريخية والسياسية للمجتمع السوداني .
وإستطاعت أن تضع نموذج لا يمكن الخروج عنه، ووضعت صك الوطنية الحقة مرتبطا بالالتزام به وأي خروج عنه خيانة أو إرتهان لعمالة خارجية .
السياق الذي دعاني لكتابة هذه المقتضبة عن من يتحكم في مصير وقرارات السودانيين وأمزجتهم وعلاقاتهم مع باقي العالم..؟ وهو حديثي عن العلاقات بيننا وشعب الإمارات العربية المتحدة .
من المعلوم أن أي حديث يقود للبحث في أغوار العلاقات بيننا والشقيقة الإمارات بمثابة الخيانة والإرتهان لأجندة الإمارات .. هذا التصور الذي وضعه العقل النخبوي المركزي تفسيرا ً لعلاقاته ومسار مصالحه أينما توقفت، ولكن دافع الإيمان بفكرة يفرض عليّ خوض تحدي نموذج المركز إلى ما أراه في مستقبل مشرق مع الشقيقة الإمارات .
فتاريخ العلاقات بين البلدين والذي بدأ في ديسمبر 1971، وتبادلا الزيارات الشيخ زايد بن سلطان والمشير الراحل جعفر نميري والذي زار الامارات في أبريل 1972 يعكس قدم العلاقات بيننا والشقيقة الإمارات .
الإمارات العربية المتحدة يشهد العالم على التطور الكبير الذي شهدته ، و هي من أكثر الدول نمواً وتطوراً.. حفلت العلاقات بين السودان والإمارت بالعديد من أشكال التعاون سواء كان بشكل رسمي أو غير رسمي، ما الذي حدث بعد ذلك ..
تغيرت لغة وخطاب الدولة عندما إندلعت الثورة السودانية وحتى بعد أن نجحت في إقتلاع نظام المؤتمر الوطني . فتبارى من يقدر ويمتن للإمارات ومن يقلل من دورها ويتهمها بالعداء للسودان دون شواهد تذكر .
بعد إندلاع حرب 15 أبريل والتي أشعلتها الحركة الإسلامية تعالت الأصوات المنادية بقطع العلاقات مع الأمارات وبدأت حملة إعلامية منظمة للهجوم على دولة الإمارات الشقيقة .
أيضاً ما الذي حدث بعد ذلك ؟
واصلت الإمارات الشقيقة دعمها السودانيين بقوافل إنسانية، ولم تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين سلطة الأمر الواقع ببورتسودان ودولة الإمارات وتواصل التعاون الاقتصادي فيما بينهما.
وفي مايو 2025 أعلنت سلطة بورتسودان قطع علاقاتها مع الإمارات مرددة نفس الإتهامات بدعم قوات الدعم السريع والتي تحارب الجيش السوداني .
ويقيني أن السودان القديم الذي هيمن على السودانيين وقراراتهم ومصائرهم فقد ذهب من دون عودة .
وأن السودان الجديد الذي يتشكل يجب أن يمنح السودانيين تبني قضاياهم بأنفسهم . ومن هذا المنطلق ومع إنتهاء كافة مصالحي بالسودان القديم ، فإنني أدعو للتفكير بجدية في مستقبل العلاقات الشعبية بين شعوبنا المهمشة تاريخياً وشعب دولة الإمارات الشقيقة .
ودعوت بصوت عالٍ لإستثمار العلاقات الشعبية بين شعوبنا وشعب دولة الإمارات الشقيقة .
فإن نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وتطورها الكبير نموذج يشجع للإقتراب أكثر وخلق علاقات استراتيجية ومتينة ، وأعني هنا مناطق سيطرة تحالف السودان التأسيسي.
وهي دعوة للفاعلين والمثقفين لخلق تواصل شعبي مع شعب الإمارات .
وهي فرصة لكسر هيمنة نخب المركز على قرار مع من يجب أن نتواصل ومع من نخلق علاقاتنا ونطورها …
يتبع……

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.