غياب البرهان عن الجمعية العامة للأمم المتحدة..وسط تقارير عن رفض أمريكي لمنحه تأشيرة دخول
متابعات - عين الحقيقة
وفقاً لدبلوماسيين غربيين، فإن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس سيادة حكومة بورتسودان، لن يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، منذ إعلان انقلابه في أكتوبر 2021.
وأفادت ذات المصادر أن دورة هذا العام سيشارك فيها العشرات من أبرز زعماء العالم، وذلك على خلفية هيمنة قضايا دولية بارزة، من بينها الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا والملف الإيراني.
ولفتت المصادر إلى أن واشنطن لم تعلن بصورة رسمية عدم رغبتها في دخول الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، إلى أراضيها، إلا أن ثمة معطيات في الواقع تؤكد أن مشاركته العام الماضي في منصة الأمم المتحدة كانت الأخيرة.
وفي التاسع من سبتمبر الجاري، ذكرت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على فرض قيود إضافية بشأن دخول وفود دولية إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المزمع عقدها في نيويورك نهاية الشهر الجاري.
إلى ذلك، رفضت واشنطن منح تأشيرة دخول للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو ما أثار ردود فعل واسعة.
وطبقاً لشبكة فوكس نيوز الأميركية، فإن قائمة الدول التي يجري النقاش حول رفض واشنطن لمنح ممثليها تأشيرة دخول إلى أراضيها تضم: إيران، السودان، زيمبابوي، والبرازيل.
وأضافت الوكالة بأن هناك مؤشراً واضحاً على نية الولايات المتحدة لعدم استقبال قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وأوضحت “فوكس نيوز أن توجه واشنطن حول المسألة لا يزال قيد المداولة، مستطردة: لكن الأمر يعكس رغبة البيت الأبيض في استخدام ورقة التأشيرات كوسيلة ضغط سياسي ورسالة إلى المجتمع الدولي.
ومن جهتها، كشفت وكالة أسوشيتد برس أنها اطلعت على مذكرة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية، تُفيد بأن القيود قد تدخل حيز التنفيذ قبل انعقاد أعمال الجمعية العامة في 22 سبتمبر، الأمر الذي يزيد من احتمالات مواجهة توترات دبلوماسية في الأيام المقبلة.
وبحسب تقارير صحفية سابقة، فإن الفريق عبد الفتاح البرهان قد شارك ثلاث مرات بعد انقلابه، أي أن آخر مشاركة كانت في عام 2024، في ظل الحرب.
وتشير التقارير إلى أن الأسباب التي أدت إلى عدم مشاركته هذه المرة، برغم أن المرات الثلاث التي شارك فيها في الأعوام الماضية لم تكن الولايات المتحدة الأميركية قد فرضت عليه عقوبات، فشارك بعد الانقلاب وبعد اندلاع الحرب.
ونوهت التقارير الصحفية إلى أن العقوبات الأميركية فُرضت من قبل إدارة الرئيس السابق جو بايدن قبيل أربعة أيام من مغادرته البيت الأبيض، لكن بدأت تنفيذها في يناير 2025، عندما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على بعض قيادات الجيش.
وفي السياق، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الجيش السوداني، بقيادة البرهان، ارتكب هجمات مميتة بحق المدنيين، وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، كما أنه يتحمل المسؤولية عن المنع المتعمد لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، واستخدام الغذاء بوصفه سلاحاً في الحرب.
ومؤكدة أن واشنطن لا تمنح تأشيرة دخول للرؤساء المفروضة عليهم عقوبات، إذ يُمنعون من الدخول إلى أراضيها بسبب العقوبات المفروضة عليهم.
وبدورها، ذكرت مصادر “عين الحقيقة، من حكومة بورتسودان أن رئيس الوزراء، كامل إدريس، سيترأس الوفد الحكومي إلى واشنطن، برفقة وزير الثقافة والإعلام والسياحة، خالد الأعيسر، إلى جانب وزير الخارجية والتعاون الدولي، السفير محي الدين سالم أحمد، وبعض من مستشاريه.
وبهذا، تكون الولايات المتحدة الأميركية قد قطعت آخر حبال الوصل مع قائد الجيش، ليصبح القائد السوداني الثاني الذي يُمنع من دخول أراضيها.
وجاءت عدم مشاركة رئيس مجلس سيادة حكومة بورتسودان، الفريق البرهان، في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، بسبب عدم منحه التأشيرة، فكان هذا آخر أسلوب انتهجته الولايات المتحدة تجاه الرئيس المخلوع، حيث رفضت منحه تأشيرة دخول لحضور اجتماع الجمعية العامة في نيويورك عام 2013.
وتجدر الإشارة إلى أن تمثيل وزير الخارجية السوداني آنذاك، علي أحمد كرتي، للأمم المتحدة، جاء بقوله: إنها سابقة خطيرة وغير مبررة في تاريخ المنظمة الدولية، مطالباً الأمين العام، بان كي مون، بصون حقوق الدول الأعضاء وحمايتها من التعدي أو التهميش.
كما أن اليوم، يقف علي كرتي ذاته بوصفه قائد الحركة الإسلامية، التي تسببت في إقصاء البرهان عن المنبر الدولي الذي كان يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.