مباحثات بين الأمم المتحدة وحكومة غرب دارفور بشأن إيصال المساعدات الإنسانية
الجنينة - عين الحقيقة
في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تشهدها ولاية غرب دارفور، أجرى وفد من الأمم المتحدة برئاسة دينس براون، منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، مباحثات مع حكومة الولاية في مدينة الجنينة، يوم الاثنين، لبحث سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب.
وتأتي هذه الزيارة في مستهل جولة ميدانية تشمل مناطق أخرى في دارفور، تهدف إلى تقييم الاحتياجات الطارئة، والوقوف على التحديات التي تواجه عمليات الإغاثة، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالنزاع المسلح.
وأكد مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية بغرب دارفور، ضوالبيت آدم يعقوب، أن الوكالة “سهّلت، خلال الفترة الماضية، دخول أكثر من 1400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى ولايات دارفور وكردفان، مشيرًا إلى الحرص على تذليل كافة العقبات التي تعيق وصول الدعم إلى جميع المحتاجين.
من جهته، قال رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور، تجاني الطاهر كرشوم، إن الشعب السوداني يعيش أوضاعًا إنسانية قاسية مع دخول الحرب عامها الثالث مضيفًا أن “الولاية استقبلت خلال الأشهر الماضية أكثر من 54 ألف أسرة نزحت من ولايات أخرى هربًا من المعارك، وتعيش اليوم في ظروف بالغة الصعوبة.
وأشار كرشوم إلى أن هناك نقصًا حادًا في الغذاء، ولا يزال الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية وانعدام العلاج، مؤكدًا أن الاجتماعات السابقة مع وكالات الأمم المتحدة لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة أو تدخلات فعالة لصالح المواطنين.
ووصف كرشوم الوضع الإنساني في دارفور بأنه “حرج للغاية، مشيرًا إلى غياب كامل لوكالات الأمم المتحدة، ما أدى إلى زيادة المعاناة، وخروج آلاف الأطفال من العملية التعليمية. وطالب بضرورة فتح مكتب لمنظمة أوتشا في الولاية لتسهيل التنسيق بين المنظمات الأجنبية والمجتمعات التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة.
ولفت إلى أن بعض المنظمات الأجنبية بذلت جهودًا مقدرة في تقديم الخدمات، لكن ما قُدِّم حتى الآن لا يتجاوز 10% من حجم الحاجة الفعلية.
وأضاف أن الأجهزة الحكومية تعمل على حماية المواطنين وممتلكاتهم، رغم صعوبة الأوضاع الميدانية، موضحًا أن “الحرب فرضت واقعًا جديدًا، حيث توجد مناطق تحت سيطرة كل من طرفي النزاع، وكلها تضم مدنيين بحاجة ماسّة للمساعدات. وشدد على ضرورة أن تنسق الجهات التي تقدم الخدمات مع السلطات المحلية، سواء في مناطق الحكومة أو السيطرة الأخرى.
من جانبها، أكدت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، دينس براون، أن زيارتها تأتي في إطار توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وليست ذات أهداف سياسية. وأضافت وصلتنا معلومات بشأن اعتداءات وأعمال عنف واغتصابات في مناطق النزاع.
وشددت براون على أن أولويات الأمم المتحدة تشمل حماية المدنيين، وضمان حريتهم في الحركة، وتمكينهم من الاحتفاظ بوثائقهم الرسمية، مطالبة بضرورة الاهتمام بقضايا النساء والأطفال، ومؤكدة أن “المنظمات الأجنبية يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى كافة المحتاجين دون استثناء.
تعكس زيارة وفد الأمم المتحدة إلى ولاية غرب دارفور حجم التحديات الإنسانية التي تواجه الإقليم، وضرورة التحرك العاجل لتنسيق الجهود بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية. ورغم الجهود المحدودة المبذولة، ما زالت الفجوة الإنسانية واسعة، مما يستدعي التزامًا حقيقيًا من المجتمع الدولي لإنقاذ آلاف الأرواح المهددة، وإعادة الأمل للمجتمعات التي مزقتها الحرب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.