كشفت مصادر مطلعة أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في حكومة بورتسودان، قرر تأجيل الصيغة النهائية لإتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين السودان والمملكة العربية السعودية، إثر المشاورات الجارية مع القاهرة لضمان مصالحها الحيوية.
ولفتت المصادر إلى أن القاهرة اعتبرت هذه الخطوة تدخلاً في مجالها الحيوي، ومارست ضغوطاً لضمان أن تكون مصالحها مضمونة قبل توقيع أي اتفاق
وطبقًا للمصادر التي أفادت موقعي الراكوبة،وMada News أن القاهرة تسعى عبر الاتفاقية إلى تحقيق أكبر فائدة ممكنة من الأوضاع السودانية الراهنة، خصوصاً في ظل حاجة البرهان للدعم المصري في الصراع العسكري الجاري مع قوات الدعم السريع.
ووفق القرار المعلوم للأطراف، فإن وضع الصيغة النهائية للاتفاقية مع السعودية سيتم بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر مباشرة.
وفي هذا الصدد عقدت لجنة ترسيم الحدود البحرية بين السودان والسعودية اجتماعاً في 20 سبتمبر الماضي برئاسة الفريق مهندس الأمين محمد بانقا، وبحضور وزير العدل رئيس اللجنة القانونية وأعضاء اللجان المختلفة، لمناقشة التعديلات على الصياغة النهائية للاتفاقية بعد إدخال التعديلات الناتجة عن الاتفاق مع مصر لترسيم الحدود البرية والبحرية.
وتتولى اللجنة حالياً ترسيم خط الأساس البحري، وإنشاء قاعدة بيانات بحرية، وتعيين وفد فني وقانوني للتفاوض مع الجانب المصري بشأن صياغة الحدود البحرية والبرية بين البلدين. ويهدف الجانب المصري من الاتفاقية إلى الاستثمار في المناطق البحرية والتنقيب عن المعادن في المياه والمناطق المحيطة.
وأشارت تحليلات خبراء سياسيين إلى أن البرهان، في ظل حاجته إلى الدعم الإقليمي من مصر والسعودية وبعض الدول الكبرى، قد يُقايض هذا الدعم بالتنازل عن حقوق سيادية سودانية، في خطوة تعد تجاوزاً لصلاحياته، إذ إن أي اتفاقيات لترسيم الحدود تحتاج إلى موافقة من البرلمان أو مجلس وطني منتخب يمثل إرادة السودانيين.
ويأتي القرار علي خلفية ضغوط مصرية مباشرة على البرهان، بعد تسريب معلومات حول قيام لجان سودانية-سعودية بالعمل على صياغة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.