من الذي أطلق الرصاصة الأولى في حرب أبريل؟

بقلم – سليمان مسار

على مر تاريخ الصراعات، الحرب لا تقوم فجأة ولا تحدث بين عشية وضحاها، بل لها دوافع وتبعات، ومن خلال معايشة تلك الأيام بدرت ظاهرة إفطارات أعضاء المؤتمر الوطني، بل صرحوا على مرأى ومسمع من الكل عن قيام حرب لا تبقى ولا تذر، وأتضح ذلك من خلال خطابات تهديدية تدعو لقيام الحرب، تهديدات أطلقها أنس عمر والحاج أدم يوسف، بأن الحرب قادمة لا محالة ولاشك فى ذلك، وللأسف كان ذلك كله تحت مسمع حكومة الثورة.

وعمل الجيش وحليفه الحركة الإسلامية، على قيام الحرب، على الرغم من سعى القوى السياسية الحثيث لإيقافها، ولكن لا حياة لمن تنادي. فى صبيحة يوم السبت ١٥ أبريل – 2023م شنت كتائب البراء هجوما غادرا على قوات الدعم السريع بالمدينة الرياضية، وهذا يوحى بأن الجيش وحلفائه من الجهاديين أعدوا عدتهم، وما رأينا من هجوم لكتائب البراء على الدعم السريع هى العدة والعتاد الكامل لهذه الحرب .

وتأكيد على ما سبق فإن الجيش قد حشد جنوده وكل حلفائه داخل القيادة العامة، وعمل على وضع الاستعداد للحرب بنسبة مائة بالمائة، حيث نشر الجيش كل قواته بكافة أرجاء العاصمة، كما أحكم قبضته بمبنى الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري، عطفا على سيطرة المطار وكل المناطق الحيوية بالخرطوم، ومنذ بداية رمضان فى العام ٢٠٢٣م الكل كان شاهدا على التحركات المريبة للجيش والحركة الإسلامية، وكذلك الاجتماعات التي تعقد على الدوام بالقيادة العامة وأماكن تواجد الإسلاميين بالعاصمة والولايات.

وعلى النقيض تماما الدعم السريع لم يكن له أي نية للحرب، والدليل على ذلك الغدر بجنوده المفوجين بمنطقة كرري، وقد تمت ابادتهم بالكامل بقصف طيران الجيش، وكذلك عمل الجيش على ضرب كل مقرات الدعم السريع، وعمل على إخلاءها من جنود الدعم السريع منذ صبيحة اليوم الأول للحرب.

وتفاجأ الكل بظهور أبواق الجيش ودعمها لتأجيج نيران الحرب بكل وسائط الإعلام، بل عملت هذه الابواق على التأليب والتحريض، ونادت صراحة بالقضاء على قوات الدعم السريع، والأدهى من ذلك، خروج قادة الجيش ومناشدتهم للمواطنين بأخلاء مساكنهم، وان الحرب سوف تنتهي خلال أسبوع أو اسبوعين وسوف يعود الوضع كما هو عليه.

ولأن الجيش وكتائبه لم يكتوا بنيران الحرب، ولم يعرفوا مآلاتها، ولم يدركوا وقتها أن الحروب لها عواقب لا تحمد، ولأن طيلة هذه الحروب منذ خمسينات القرن الماضي لم يكتوي بها سوى شعب الهامش، ولم تصل لمأمنهم، لذا ظنوا أن الحرب ستكون جولة أسبوع أو اسبوعين، وسوف يصلون إلى مبتغاهم كما كانوا يتوهمون.

والدليل على أن من أطلق الرصاصة الأولى فى هذه الحرب هو الجيش وحلفائه، الذين مازالوا ينادون باستمرارها حتى يعودوا إلى السلطة، مهما كلفهم ذلك حتى وان أدى ذلك إلى تقسيم البلاد، بل لجأ ونزح اغلبية المواطنين السودانيين، ولم يراعي هؤلاء الانتهازيون الإرهابيون إلى مصلحة المواطن، لهذا فأن من أطلق الرصاصة الأولى فى الحرب هو الجيش وحلفائه، وذلك من خلال استخدام ابواقهم الإعلامية لتلك العبارة النابية (بل بس) والتي تدعو لاستمرارية الحرب حتى وان أدى ذلك إلى حرب ضروس تأكل الاخضر واليابس.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.