انتهاكات الجيش السوداني في منطقة جنوب الحزام .. بعيون الحقيقة
الخرطوم – عين الحقيقة
خيم علي سكان جنوب الحزام بالخرطوم دخول الجيش السوداني علي المنطقة التي كانت تقع تحت سيطرة الدعم السريع، الادهي والأمر بعد دخول “الجيش” بدأت التُهم الجزافية التي بات يطلقها أفراد الجيش والكتائب الجهادية المتحالفة معه على المواطنين، وبارتكابهم لجرائم لم تغتفر في حق الابرياء، والتي يرقي بعضها الي مستوي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فهنالك الكثير من المواطنين الذين تم قتلهم بدم بارد، وايضا اخرين تم تعذيبهم حتي الموت تحت ذريعة انهم متعاونون مع الدعم السريع.
وخلال عامين لايزال مواطن منطقة جنوب الحزام، يرذح تحت جحيم الحرب “العبثية” ولم يسلم من بطش الجيش في كلا الحالتين اثناء وقبل سيطرته علي المنطقة، التي تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بسبب الاشتباكات المتواصلة والقصف الجوي والمدفعي، وكانت وسائل إعلام محلية نشرت تقارير عن تصفيات وإعدامات نفذها أفراد من الجيش السوداني في منطقة جنوب الحزام بحق عدد من المواطنين، بدعوى تعاونهم مع الدعم السريع.
وفي خضم هذه الأحداث، واللافت للانظار هو ظهور الممارسات الخطيرة بعد دخول الجيش السوداني الي منطقة جنوب الحزام وما صاحبها من، عمليات قتل عشوائية وغير قانونية الي جانب اعتقالات دون مبرر ولم تستثني المضايقات والملاحقات الأمنية حتي اعضاء غرفة طوارئ المنطقة التي درجت علي مساعدة المواطنين وذلك باعداد وتقديم الوجبات لهم، وفي مطلع شهر ابريل الحالي 2025م قام الجيش السوداني بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة بالإضافة الي تصفية أحد المدنيين في الاسبوع الماضي على يد القوات الجهادية المساندة له، في منطقة مايو جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
ووثقت غرفة طوارئ جنوب الحزام تصفية المواطن (نزار أحمد) على يد قوات “الفتح المبين”، بحجة أنه يشبه أفراد الدعم السريع وذلك في منطقة مايو “القطاطي”، بما انه نزار أحمد الذي تمت تصفيته لا ينتمي إلى أي جهة سياسية أو عسكرية، وكشفت غرفة جنوب الحزام عن اعتقال الجيش السوداني لأكثر من (700) شاب في مناطق مايو، مانديلا، أنقولا، ودار النعيم بعد انتشار القوات ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
وتابعت “عين الحقيقة” الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي تم تسجيل معظمها بواسطة أفراد الجيش السوداني بانفسهم تظهر الممارسات الغير إنسانية وإهانة من لم تسمح لهم ظروفهم بالخروج من منطقة النزاعات لأسباب مادية، وكشفت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة في مواقع التواصل الإجتماعي كيف تم اعتقال بعض الشباب لتقديرات عرقية، والتشهير بالقتل والترهيب والجثث الملقاة علي الارض الي جانب نهب الممتلكات والوعيد بالانتقام من الكتائب الجهادية المتحالفة مع الجيش عبر مقاطع فيديوهات مبثوثة شاهدها العالم اجمع.
وبحسب خبراء قانونيون أن الفيديوهات المتداولة التي عكست حجم الفظائع التي إرتكبها الجيش والكتائب الجهادية المتحالفة معه، التي يبثونها بأيديهم بين الحين والآخر تعتبر أدلة “دامغة” ما يعني انهم يسجلون أدلة علي انتهاكات ارتكبت بالفعل في حق انسان منطقة جنوب الحزام، في وقت ينزعج فيه البعض من نشر الفيديوهات تحسبا من فتح تحقيقات دولية بينما لايزال البعض من أفراد الجيش والكتائب الجهادية مستمرين في نشر المزيد من الصور والفيديوهات التي توثق الانتهاكات في الحرب.
ووصف مراقبين ما يقوم به الجيش السوداني بعد دخوله الي منطقة جنوب الحزام بأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي وانتهاك خطير للقانون عبر هجوم غير مسبوق وما عاد يهدف الي إذلال وارهاب السكان المدنيين، ورصدت غرفة طوارئ جنوب الحزام الكثير من عمليات التصفية والإعدامات التي جرت مؤخراً في المنطقة، من الكتائب التي دخلت مع الجيش والتي تنظر الي المواطنين بعين انهم متعاونين مع الدعم السريع، الامر الذي أدى إلى تنفيذ اعتقالات تعسفية على أساس مناطقي وعرقي، وارتكاب مجازر بشعة.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أصبحت الهجمات العشوائية بالطيران الحربي ظاهرة متكررة في منطقة جنوب الحزام بالخرطوم، ومحيط العاصمة، وفي نهاية شهر سبتمبر العام الماضي 2024م تسبب طيران الجيش السوداني في حالة من الذعر والهلع بين سكان منطقة جنوب الحزام بالخرطوم، مما دفع العديد منهم إلى الاستعداد لمغادرة منازلهم على الفور.
وفي الاثناء قالت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام إن 6 أشخاص من عائلة واحدة قُتلوا بينما أصيب أكثر من 10 آخرين، بينهم 4 أطفال، في مناطق الإنقاذ والأزهري جنوب الخرطوم، جراء قصف جوي عشوائي للجيش السوداني، وفي الوقت ذاته نشرت الغرفة على صفحتها بمنصة (فيسبوك) صوراً قالت إنها لآثار القصف في المناطق المذكورة، بجانب صور لمراسم دفن جثامين القتلى.
ويتواصل ارتكاب المجازر من قبل الجيش السوداني ضد المدنيين تحت زريعة التعاون مع الدعم السريع الامر الذي دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس الماضي، قادة الجيش السوداني إلى اتخاذ تدابير لوقف قتل المدنيين في الخرطوم ومحاسبة الضالعين في الانتهاكات، وقال تورك في بيان “إنني أشعر بفزع كبير إزاء تقارير موثوقة تشير إلى وقوع العديد من حالات الإعدام بإجراءات موجزة لمدنيين في عدة مناطق من الخرطوم للاشتباه في تعاونهم مع الدعم السريع، أحث قادة الجيش على اتخاذ تدابير فورية لوضع حد للحرمان التعسفي من الحق في الحياة”.
واعتبر “فولكر” عمليات القتل خارج إطار القانون بمثابة انتهاكات جسيمة، داعيا إلى محاسبة الأفراد المرتكبين لها على أن تشمل المساءلة الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية القيادية، ويبدو ان الحرب الدائرة حالياً، اظهرت عدم مسؤولية الجيش السوداني اطلاقاً من خلال تصرفاته تجاه المواطنين الابرياء مما لايعدو من كونه نظام فصل عنصري، غير مواصلته الرامية في صنع المزيد من الجيوش والمليشيات الجهادية التي تقاتل بجانبه خارج المؤسسة العسكرية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.