وزير الخارجية الجديد وشواهد التمكين القديم… هل يكذب البرهان على الشعب؟
نيروبي – عين الحقيقة
منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، ظل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يؤكد في تصريحاته المتكررة أن الجيش السوداني لا يخضع لأي توجيه سياسي، وأن لا علاقة لتنظيم المؤتمر الوطني المحلول بالحرب الجارية، بل إنه ذهب أبعد من ذلك، حين قال في مؤتمر الخدمة المدنية الأخير في بورتسودان: “لا أحد يوجهنا، ولا وجود للكيزان في الحكومة.”
لكن الواقع السياسي والإداري يفضح شيئًا مختلفًا تمامًا، وعلى الرغم من محاولات التبرؤ، تواصل السلطة الحالية تعيين شخصيات معروفة بارتباطها الوثيق بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في مواقع تنفيذية وسيادية، في وقت يجري فيه تهميش قوى الثورة والقوى المدنية، التي كانت شريكة في إسقاط نظام البشير، وأقرب لتطلعات الشعب نحو التحول الديمقراطي.
أحد الأمثلة الصارخة هو ما يُتداول حاليا بشأن تعيين دفع الله الحاج – أحد كوادر النظام السابق – في موقع رئيس الوزراء، وكذلك تعيين الكوز عمر صديق، على رأس وزارة الخارجية.
وييدو ان اسم عمر صديق ليس جديدًا في سجل الجدل السياسي؛ فقد ارتبط منذ سنوات بصفقات مشبوهة أثناء عمله في الصين ضمن التمثيل الدبلوماسي السوداني، في وقت اتُهم فيه باستغلال موقعه لتحقيق مصالح خاصة والتواطؤ مع شبكات فساد دولية. واليوم، يُعاد تدويره في واجهة الدولة، وكأن شيئًا لم يكن.
وقبل ستة سنوات كتب Zari Sudan في موقعه باليوتيوب ما يلي: “من هو السفير عمر عيسى ؟؟ لمن لا يعرفه هو افسد سفير عرفته الدبلوماسية السودانية في تاريخها … ويعمل الان سفير جمهورية السودان بالصين
ذهب عمر عيسي الي الصين في مطلع الثمانينات بمنحة دراسية وهو من الكوادر التي استقطبتها الحركة الاسلامية حيث فتحت له الأبواب وهو طالب ليعمل بالسفارة السودانية بالصين موظف وقفز في هذه الوظيفة بسرعة البرق منذ فترة السفير علي يوسف حيث كانت له قصه شهيرة حينها حيث باع عربة السفارة بلوحاتها الدبلوماسية لعصابة مخدرات وتم قبض السيارة من قبل الحكومة الصينية وبداخلها المخدرات وكان حدثاً مخزياً في حق الدبلوماسية السودانية.
وكان قد قام بعمل مريب أيضاً في علاقاته وهو ارتباطه بشابة يهودية في تلك الفترة “صيقة” كما عمل علي تغطية كل فعائل السفير علي يوسف حتي تمت إحالته للمعاش وحضر خلفه السفير ميرغني الذي يملك الان بالخرطوم ٤عمارات ومزرعة وأرصدة خارجية كل هذه الثروة من عمولات الصفقات الحكومية المشبوهة بالصين حيث يعمل السيد عمر عيسى علي الاتفاقيات وذلك لانه كان يتقلد منصب مدير المكتب التجاري بالسفارة في ذلك الوقت ويجيد اللغة الصينية كتابة وقراءة وله القدرة علي استخراج اي عمولة يريدها بسلاح اللغة والوظيفة والصينيون يريدون البيع والربح العالي ومقابل ذلك ممكن ان يفعلوا اي شي (وأكثر الأشياء المضحكة حينها احضار الترزي للوفود الحكومية وإهداء البدل لكل الطاقم الحكومي الزاير علي حسابه الخاص).
وعندما أُحيل السفير ميرغني للمعاش عمل جاهدا علي ترشيح عمر عيسي هو ومصطفي عثمان اسماعيل حيث تربطه به عمولات كثيرة في وقتها وهو من الإنقاذيين الفاسدين في الظل.
وأصبح عمر عيسي سفير السودان بالصين تجاوزاً لكل الاعراف الدبلوماسية والسلم الوظيفي بوزارة الخارجية وأخذ مكان احد السفراء القديرين ذلك لانه يشارك في كثير من الفساد في المشاريع الصينية القائمة بالخرطوم والقروض التي هلكت البلد وقد همست الدبلوماسية الصينية بأن حكومة السودان لم تحترمنا وأحضرت لنا طالبا لدينا ودوّل اخرى احضرت لنا روؤساء سفراء.
ومن أشهر قصص فساده التي لا تحصى التي يجب ان تعلموها أن كل شي صيني دخل السودان بقناة حكومية عمر عيسي لديه عمولة في هذا الشي، ومن قصصه قصة شركة هواوي ولمن لا يعرفها هي التي تقوم ب٩٠٪ من اعمال الشبكات لشركات الاتصال بالسودان سوداني وزين وخلافهما وقد أخذ منها مبالغ طائلة غير المنح الجامعية التي تقدر بعدد ١٧ منحة منحت كلها لاهله وأقاربه من الدرجة الاولى ليس هذا فقط بل استبدل معظم العاملين بالسفارة باقاربه من الدرجة الاولى وأصبح مدير المكتب التجاري (مستنقع الفساد) ابن اخته عِوَض وما ادراك ما عِوَض الذي يحتاج تقريرا منفصلا.
وهناك قصة فساد ثانية وهي بصات اليوتونق والفساد في هذه الصفقة يدل على عدم المسئولية وانعدام الوطنية بل عدم الضمير الذي يصل مرتبة الخيانة العظمى وسوء الاخلاق حيث تم الاتفاق علي عدد ٣ الف بص صيني من غير صيانه ولم يتطرقوا للصيانه في كل الاتفاق باسعار خرافية قبض فيها السيد عمر عيسي وعبدالرحمن الخضر والي الخرطوم السابق ملايين الدولارات، وماترونه من بصات في شوارع الخرطوم تستحي الحكومة الصينية من استعمالها لمواطنيها.
اما الفساد الأعظم هو قطار ولاية الخرطوم الذي استلمت فيه عمولة ١٢٠مليون دولار هل تصدقون ذلك؟ وحتي لا تطير العمولة تم عمل القطار بسرعة البرق وإرساله إلى السودان قبل ان يتم تشييد خطوط السككك الحديدية وقبل اقالة الوالي الخضر.
من يصدق ان سفيرا يعمل موظفا يوجد في حسابه بهونق كونق وسويسرا ما لا يقل عن ٢٠٠ مليون دولار .. ليس ذلك وحسب بل وصل به التكبر انه قال لا يوجد من يحاسبه.
فقد نشب شجار بينه وبين من كان يدير المكتب التجاري خلفا له (أمين) بسبب اقالته وإحضار ابن اخته عِوَض بديل عنه فطالب الأمين بلجنة تحقيق وذهبت اللجنة الي الصين وبسرعة البرق استطاع السيد عمر عيسي استمالة اللجنة وشحن عدد واحد حاوية لكل عضو من أعضاء اللجنة وعليه تم قفل ملف التحقيق، والأبعد من ذلك انه كان علي علاقة تجارية بعلي كرتي حيث يشحن له ما يريد مقابل بقائه بالسفارة.
ووصل به الامر إلى مدير جهاز الأمن السوداني، وقال ان الدولة بجيبه وان لا احد يستطيع محاسبته، ونسي ان هنالك سلطة أعلى من الدولة تحاكم بالعدل،
ويذكر ان عمر عيسى ذكر اسمه ضمن حملة الفساد التي شنتها الحكومة الصينية على شركة ccpc وهي شركة البترول الصينية التي تشاركة في كل عمليات النفظ.
ويبدو ان التمكين الإداري والأمني الذي بدأه الإسلاميون منذ 1989، يبدو أنه لم يُجتث من جذوره كما توقع كثيرون بعد سقوط البشير. بل عاد بشكل أكثر وقاحة، تحت ستار الحرب ومبررات “الحفاظ على الدولة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.