التعليـم في وسط دارفور.. عقبات في الطريق..

زالنجي – عيـن الحقيقة
بسبب الحرب الدائرة في السودان، لم ينجو مكان، من دمار في البيئة المعنوية والحسية على مستوى البلاد بصفة عامة وولاية وسط دارفور بصفة خاصة. قطاع التعليم تأثر كثيرا بهذه الكارثة فوق معاناته بسبب السياسات الخاطئة والممارسات غير المنهجية فكانت النتيجة تردي البيئة التعليمية ونقص الكادر وانعدام الوسائل، الكتب والاجلاس وغيرها وبالتالي غياب التعليم وسيطرة الجهل وتفشي الأمية في أوساط جيل ينظر للمستقبل بعين حذرة!.
أضرار وإضرار
تعرضت مرافق وزارة التربية والتعليم بولاية وسط دارفور، خلال فترة الحرب للدمار والنهب والاتلاف، وكذلك الحال في معظم المدارس وإدارات الوزارة في حاضرة الولاية زالنجي والمحليات بحسب المشاهدات وإفادات أهل الشأن. وعقب تشكيل الإدارة المدنية لولاية وسط دارفور، في يوليو من العام الماضي حاولت النهوض بقطاع التعليم وقطاعات أخرى من بين هذا الحطام والركام.

كيفية الانتقال من تعليم الطوارئ إلى التعليم النظامي وإعادة بناء ما دمرته الحرب أبرز التحديات التي شخصها الملتقى التفاكري حول العملية التعليمية..

قضايا التعليم
كيفية الانتقال من تعليم الطوارئ إلى التعليم النظامي وإعادة بناء ما دمرته الحرب من مبان ونقص الكادر التعليمي والمعدات وإيجاد التمويل اللازم، كانت أبرز التحديات التي شخصها الملتقى التفاكري حول العملية التعليمية بولاية وسط دارفور، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم بالولاية في يناير الماضي تحت شعار التعليم لا ينتظر. وكان رئيس الإدارة المدنية لولاية وسط دارفور المهندس عبدالكريم يوسف عثمان قد أشاد بجهود المعلمين والمعلمات، في صبرهم واستمرارهم في العمل رغم ظروف الحرب.
وقال عبدالكريم خلال مخاطبته بقاعة مجلس التأسيس المدني، الجلسة الإفتتاحية للملتقى التفاكري حول العملية التعليمية بولاية وسط دارفور الذي أقامته وزارة التربية والتعليم بالولاية، إن دور الادارة المدنية تقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز السلام، وتسهيل العمليات الإنسانية، وحماية المدنيين، موجها بتكوين لجنة تعني بالتخطيط لعملية التقويم الدراسي، والإهتمام بالتعليم الديني الخلاوي، وعمل قاعدة بيانات كمية ونوعية خاصة بالتعليم، فضلا عن سن تشريعات داعمة للعملية التعليمية، وتخصيص نسب مالية مقدرة لدعم التعليم بالولاية

بدورها أكدت وزارة التربية والتعليم ان الملتقى التفاكري حول العملية التعليمية (التحديات والحلول) ناقش عددا من الأجندة أبرزها التقويم الدراسي الموحد، وفتح المرحلة الثانوية، وان المخرجات كانت مشرفة وناحجة.

مسؤول بالتعليم: على الرغم من المساعي لتوحيد التقويم لهذا العام لكن أولياء أمور التلاميذ والمجتمع عموما يرون أن هذا التقويم غير مناسب للظروف الحالية.

تحديات وعراقيل:
أقر مدير المرحلة المتوسطة الأستاذ مبارك حامد أحمد إبراهيم ، بجملة من التحديات التي تعرقل مسيرة التعليم بولاية وسط دارفور وقال في إفادته لـ(عين الحقيقة): إن وزارة التربية والتعليم بذلت قصارى جهدها لتوحيد التقويم للعام الدراسي المقبل والذي أعلنت عن بدايته في الأول من يونيو المقبل في المحليات الـ(6) التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع.
وأن يكون إمتحان العام المنصرم موحدا للمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة حسب الخطة الموضوعة، الإ انها وجدت جملة تحديات في توحيد الامتحان، خاصة المرحلة المتوسطة لأسباب كثيرة أبرزها التباين الشاسع ومرجعه لعدم التقويم الموحد، كذلك عدم توفر المنهج وهذا اكبر عائق للوزارة، وقلة عدد التلاميذ مقارنة بتكاليف ونفقات الإمتحانات.
وعدم توفر البيئة المدرسية والإجلاس بالمدارس، وعزوف المعلمين من إستمرارية العملية التعليمية بحجة عدم توفر المرتبات. وتخوفوهم من سلطة بورتسودان بوقف مرتباتهم أو فصلهم عن الخدمة، إضافة إلى سكن النازحين في عدد من المدارس ما أدى لإعاقة فتح الكثير منها .
ويذهب مبارك بالقول وعلى الرغم من المساعي لتوحيد التقويم لهذا العام لكن الشارع العام الممثل في أولياء أمور التلاميذ والمجتمع عموما يرى بأن هذا التقويم غير مناسب للظروف الحالية.

من معوقات الاستمرارية.. حرص المواطنين على ممارسة نشاط الزراعة في موسم الخريف وهذا التقويم يعيق ذلك

ومن المبررات أيضا حرص الناس على ممارسة نشاط الزراعة في موسم الخريف وهذا التقويم يعيق ذلك، معظمهم يقترح ان تكون بداية العام في شهر سبتمبر بدلا عن يونيو. ويقول مدير المرحلة المتوسطة إن محلية زالنجي هي الوحيدة التي توجد بها مدارس متوسطة قيد التشغيل إذ تبلغ ست مدارس متوسطة، والأغلبية منها خاصة. اما المحليات الجنوبية بها مدارس وغير مكتملة بالنسبة للمقررات وحتى الفصول.
وهذه المدارس النشطة بالمرحلة المتوسطة بمدينة زالنجي، هي مدرسة الخلاص الخاصة، وعبادالرحمن الخاصة، والشوامخ الخاصة.ومدرسة الحميراء الحكومية_وأريبو الحكومية، ومجمع جامعة زالنجي. هذه المدارس كلها بحاضرة الولاية زالنجي.
مناشـدة:
وناشد مدير المرحلة المتوسطة المنظمات الدولية العاملة في مجال التعليم بالإسهام في عملية التعليم بشكل اوسع، وتوفير المنهج لكل المراحل وصيانة المدارس، وتوفير مستلزمات العملية التعليمية، وتوفير البيئة المناسبة للعملية التعليمية. والأهم من ذلك كله توفير الدعم المادي للمعلمين من أجل استمرارهم في العملية التعليمية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.