عقب سيطرة «الدعم السريع» على كامل إقليم دارفور .. هل تنجح «الرباعية الدولية» في إنهاء الحرب بالسودان !!
تقرير - عين الحقيقة
فيما لم تنفض اجتماعات واشنطن بشأن السودان، شهدت الإوضاع الميدانية تطورات متسارعة بالسودان بتقدم قوات الدعم السريع و بسط سيطرتها على كامل إقليم دارفور ، بعد معارك عنيفة انهارت فيها قوات الجيش و القوات المشتركة لحركات دارفور ، مما ادي الي احكام سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر التي تضم اخر مقرات الجيش في دارفور. وبالتزامن مع ذلك وسعت الدعم السريع من مساحة نفوذها في كردفان بطرد قوات الجيش من محليتي بارا و ام دم حاج احمد بشمال كردفان . تهدف اجتماعات واشنطن التي عقدتها الرباعية الدولية مؤخراً إلى إنهاء الحرب وتحقيق استقرار في البلاد.
بالرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التوصل إلى اتفاق سلام شامل في السودان ، الا إن حكومة بورتسودان تمسكت بموقفها الرافض لانهاء الحرب..
تأتي مبادرة الرباعية في إطار جهود دولية وإقليمية تقودها كل من « الولايات المتحدة الأمريكية ، والمملكة العربية السعودية ، الامارات ، و مصر » وذلك لتنفيذ خارطة طريق سياسية لإنهاء النزاع تتضمن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة لبدء العملية السياسية ، كما تهدف خارطة الطريق إلى التوصل إلى حل سياسي دائم ينهي الأزمة السودانية ويؤسس لحكومة مدنية ديمقراطية مستقلة خلال تسعة أشهر بعد الهدنة الدائمة.
والتئمت الاجتماعات الرباعية في يومي 23 و24 أكتوبر الجاري في واشنطن، و شهدت مشاركة ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومن بين الأهداف الرئيسية للاجتماعات هي حماية المدنيين و وقف استهدافهم وتقديم المساعدات الإنسانية، و إنهاء الحرب ، وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في السودان. و يبدي المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة اهتمامها كبيراً بدعم السودان اقتصاديًا، ولكن بشرط إنهاء الحرب وتثبيت مسار السلام .
وبالرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التوصل إلى اتفاق سلام شامل في السودان ، الا إن حكومة بورتسودان تمسكت بموقفها الرافض لانهاء الحرب ، و بحسب مصادر أن وفد حكومة بورتسودان وضع اشتراطات إمام الاجتماعات من بينها إيقاف واشنطن مطالبها بحكومة مدنية في السودان مقابل منح الولايات المتحدة الأمريكية امتيازات خاصة في الاستثمار في المعادن بالسودان.
حذر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي مسعد بولس، من أن الأزمة في السودان قد يكون لها تأثير على سلامة الملاحة في البحر الأحمر
وبالتزامن مع تغييرات الاوضاع في السودان ، حذر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي مسعد بولس، من أن الأزمة في السودان قد يكون لها تأثير على سلامة الملاحة في البحر الأحمر، والمنطقة الغربية في أفريقيا، وأضاف “لا يمكن أنّ نسمح للأمور بالتدهور إلى أكثر ما هو عليه”.
وكشف عن سلة من الخيارات المطروحة بالنسبة للولايات المتحدة، للتعامل مع السودان، وقال إن واشنطن لن تتأخر باتخاذ أي إجراءات متاحة، لكنها تسعى دائمًا بشكل سلمى للوصول إلى تفاهمات لكن هناك أمور أخرى متاحة ستلجأ إليها. وقال بولس في حديث لقناة الجزيرة إن الحل في السودان يجب أن يكون “سوداني سوداني”، وأن دور المجموعة الرباعية هو العمل كمسهل ومساعدة السودانيين في الوصول إلى الحل.
عقب الاجتماعات الرباعية التي عقدت في واشنطن اشار بولس إلى أن أعضاء الرباعية جددوا التزامهم ببيان 12 سبتمبر الوزاري، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التنسيق حول الأولويات العاجلة ، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “ملتزم بإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحقيق السلام”.
يبدو أن حكومة بورتسودان تخشي من ضغوط التنظيم الإسلامي الذي يسعى إلى تمديد امد الحرب بهدف تحقيق انتصارات كاسحة على الدعم السريع ، لذلك بادر مجلس السيادة بنفي وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع وفد من قوات الدعم السريع في واشنطن، في بداية الأمر لكن سرعان ما تكشفت معلومات عن أن وزير الخارجية حكومة بورتسودان محيي الدين سالم وصل إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة الجهود الرامية إلى وقف الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من سنتين ، وبالفعل انخرط الوزير في مباحثات مع الجانب الامريكي لكنها انتهت بعدم التوصل إلى اتفاق بشأن ايقاف الحرب.
يتوقع خبراء إن الصراع في الفترة المقبلة سيشهد تطورات ميدانية كبيرة حال لم تفلح جهود الوساطة الدولية في وقف إطلاق النار بين الجانبين..
لعل من ابرز اسباب انهيار مفاضاوت واشنطن عدم قبول الادارة الامريكية للصفقة التي عرضتها حكومة بورتسودان وفقاً لما سربته مصادر سودانية لـ”الحرة” ، حيث أكدت أن محادثات وفد الجيش السوداني في واشنطن تتمحور حول مقايضات محددة هي جوهر “الصفقة المحتملة”، التي تسعى الخرطوم لعقدها مع إدارة ترامب عبر بولس.
وتتحدّث هذه المصادر عن مقايضة “ورقة الفاشر” بـ”تصنيف واشنطن قوات الدعم السريع كمنظّمة إرهابية”، وتشير إلى أن ملف حصار المدينة يُستخدم كـ”دليل جنائي” لإقناع الولايات المتحدة بذلك.
ويبدو أن التغيير الكبير في وتيرة الاحداث بسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر و مناطق في كردفان قد يدفع بتحول في مواقف داعمي الحرب ، خاصة في تحالف بورتسودان ، و في آول ردة فعل لذلك ناشد القيادي في الكتلة الديمقراطية مبارك اردول قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أن يرد ويتجاوب بشكل ايجابي مع هذا المقترح، وإن كانت لديه تعديلات مهمة، فينبغي ألّا تمس جوهر الاتفاق ومواقيته.
عقب سقوط الفاشر اشار كبير مستشاري الرئيس الأميركي، السيد مسعد بولس، على قناة الجزيرة مباشر، إلى أن الآلية الرباعية قد قدمت مقترحًا في واشنطن يتضمن إعلان هدنة إنسانية في السودان لمدة ثلاثة أشهر. يتوقع خبراء إن الصراع في الفترة المقبلة سيشهد تطورات ميدانية كبيرة حال لم تفلح جهود الوساطة الدولية في وقف إطلاق النار بين الجانبين ، خاصة عقب سيطرة الدعم السريع على كامل إقليم دارفور ، مما يعزز مقدرته في التقدم نحو مناطق جديدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.