يتميز شرق السودان بموقع إستراتيجي وبالغ الأهمية ، اذ يطل على البحر الأحمر وتضم أهم مواني السودان البحرية وهو ميناء بورتسودان ، كما يمتلك شرق السودان حدودا مع كل من دولة اثيوبيا وإرتريا ويفصل البحر الأحمر عن المملكة العربية السعودية . ويتكون شرق السودان من عدة ولايات وهي ولاية كسلا وهي ولاية حدودية مع ارتيريا وولاية القضارف وهي ولاية حدودية مع إثيبويا وولاية البحر الأحمر وحاضرتها بورتسودان والتي أصبحت العاصمة الجديدة للجيش السوداني إبان إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل .
إستغل الجيش السوداني البحر الأحمر للمناورة سياسيا ً . كما مثلت إرتيريا والتي تستضيف أراضيها معسكرات التدريب لمختلف القوات التي تساند الجيش السوداني
ومثل شرق السودان منفذا ً مهما ً وعاملا ً مهما ً في قدرة الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع ، إذ كانت المنفذ التجاري الوحيد المتبقي لدي الجيش السوداني وتلقى الإمداد والدعم من الدول التي قدمت المساعدات اللوجستية والعسكرية للجيش ، وقد إستغل الجيش السوداني البحر الأحمر للمناورة سياسيا ً . كما مثلت إرتيريا والتي تستضيف أراضيها معسكرات التدريب لمختلف القوات التي تساند الجيش السوداني . في التاريخ القريب إستطاعت قبائل البجا عبر الناظر محمد ترك من قفل ميناء بورتسودان والذي ساهم مساهمة كبرى في إسقاط حكومة الفترة الإنتقالية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك وبالتالي إجهاض الفترة الإنتقالية .
شرق السودان من المناطق التي شهدت تمردا عسكريا وذلك للظلم والتهميش التي تعرض له الشرق ، إلا أن معظم الحركات المسلحة قد دخلت في إتفاق مع السلطة القائمة أنذاك وهي سلطة نظام المؤتمر الوطني (1989_2019) دون تحقيق أي مكاسب تذكر لولايات شرق السودان ، إذ أن الاتفاقيات لم تنفذ وانتهت بمشاركة صورية لقادات الحركات الشرقية المسلحة، وسرعان ما عاودت الظهور مع تصاعد التهميش ، حيث تضم هذه المجموعات فصائل بعضها ينشط سياسيا والأخرى عسكريا.
يعتبر شرق السودان من المناطق التي تمتلك عددا وافرا من المليشيات ويعود ذلك إلى عوامل عدة منها أن شرق السودان تتميز بالطابع القبلي في التبعية والولاء اذ أن قادات القبائل لهم تأثير كبير على حشد لمجتمعات وتوظيفهم وتوجيههم
ويعتبر شرق السودان من المناطق التي تمتلك عددا وافرا من المليشيات ويعود ذلك إلى عوامل عدة منها أن شرق السودان تتميز بالطابع القبلي في التبعية والولاء اذ أن قادات القبائل لهم تأثير كبير على حشد لمجتمعات وتوظيفهم وتوجيههم . كما استفادت قبائل الشرق من الدعم الذي قدمته لهم الحكومة الارترية من التدريب والتنظيم والعتاد العسكري والحربي . وتعتبر مليشيات البجا من أبرز المليشيات في شرق السودان والتي تنتمي لقبائل البجا الكبري (الهدندوة والأمرأر والحباب) وتمتلك هذه المليشيات تاريخا طويلا من التسليح . وينتظمون في إطار المجلس الأعلى لنظارات البجا الذي يمتلك وزنا عسكريا وسياسيا والذي ساهم في اجهاض الفترة الإنتقالية كما اسلفنا . لقبيلة الرشايدة أيضاً وجود مسلح وهي من القبائل العربية التي لها إمتدادات حتى إرتيريا والسعودية وتتميز بأن لها تسليح جيد وخبرة كبيرة في العمليات العسكرية وعلاقات معقدة مع الأطراف المختلفة في الحرب .
ظهرت في هذه الحرب مليشيات أخرى اهمها مليشيات تتبع لقبيلة الهوسا . وعادت للظهور مرة أخرى مليشيات الاورطة الشرقية والتي يرتبط تأسيسها بفترة الحكم البريطاني في السودان ، إلا أنها اعيدت مرة اخرى بتدريب وتسليح من قبل أسياس افورقي الذي اعلن دعمه للجيش السوداني من الأيام الأولى للحرب . أيضا فقد اتخذت الحركات المسلحة التي تنحدر من إقليم دارفور شرق السودان مركزا مهما للتجنيد ، ويعتبر مصطفى طمبور من أكثر المستفيدين من شرق السودان والذي تتشكل قوام قواته من 70% من شرق السودان ، كما إنتظمت حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي في عمليات تجنيد واسعة لمواطنين من شرق السودان .
شرق السودان أيضاً تمتلك مليشيات أخرى تنشط في عمليات التهريب والإتجار بالبشر مستفيدة من الحدود المفتوحة مع إريتريا وإثيوبيا ، ومن أهم الانشطة لهذه المليشيات هي تجارة السلاح واستقبال وتفويج المرتزقة وتمتلك هذه المليشيات علاقات واسعة مع المجموعات المسلحة في الصومال.
تمثل المليشيات المسلحة في شرق السودان خطرا محدقا على السودان وعلى الامن الإقليمي بالمنطقة . بينما ترتفع أصوات تنادي بازالة التهميش والظلم التنموي نجد أن اصواتا أخرى تنادي بالاستقلال وحق تقرير المصير للشرق
بالنظر لهذا العدد من المليشيات وبالنظر لواقع شرق السودان الذي عانى من التهميش الممنهج منذ الاستقلال ، رغم الأهمية الاستراتيجية إلا إنه شرق السودان لم يحظ بتنمية متوازنة وترتفع فيه معدلات الفقر والبطالة ولها بنية تحتية متهالكة والخدمات الأساسية شبه معدومة ، كما أن شرق السودان لا يحظى بتمثيل سياسي في مراكز اتخاذ القرار هذه العوامل تجعل من شرق السودان بيئة خصبة لإنتشار السلاح والجريمة والتمليش ، وهذه البيئة خصبة في تكون مليشيات جديدة حسب إفرازات الراهن السياسي .
تمثل المليشيات المسلحة في شرق السودان خطرا محدقا على السودان وعلى الامن الإقليمي بالمنطقة . بينما ترتفع أصوات تنادي بازالة التهميش والظلم التنموي نجد أن اصواتا أخرى تنادي بالاستقلال وحق تقرير المصير للشرق . وفي الوقت نفسه نجد أن بعض المليشيات تتوسع أنشطتها في تهريب السلاح والاتجار بالبشر وتجارة المخدرات والسلع الاستراتيجية مع إستمرار حالة السيولة الأمنية بالسودان .
وتشير الأرقام إلى 13 مليون قطعة سلاح منتشرة بشرق السودان فقط .
حكومة الأمر الواقع ببورتسودان ترى في هذه المليشيات داعما لها وتستفيد من التناقضات الإجتماعية التي يحمله شرق وتستثمر في الصراعات الاثنية لقبائل شرق السودان والانقسامات بينها ، وبدعمها وإيوائها لمليشيات (التغراي) المناهضة لإثيوبيا . كما أن اعداد اخرى من مواطني الشرق تلتحق بالحركات المسلحة (الدارفورية) طمعا في توفير الحماية الذاتية لها . هذا الواقع خلق واقعا قابل للانفجار تحت أي لحظة وهو ما يقود المنطقة لصراع سيحرق شرق السودان وتمتد اثاره الي دول الجوار
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.