ماذا يعني وصول المسيرات للدمازين وإستهداف مرافق استراتيجية؟

تشهد مدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان، هجوماً مستمر من قبل قوات الدعم السريع، في سياق تصعيد عسكري متواصل، حيث تتعرض المدينة لهجمات منذ عدة أيام، وسط سؤال يدور في اذهان الكثيرين ماذا يعني وصول المسيرات للدمازين وإستهداف مرافق استراتيجية؟ويُشير الهجوم المتواصل علي مدينة الدمازين بمسيرات الدعم السريع إلى محاولاتها لتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى مناطق كانت تُعتبر آمنة نسبيًا تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.

وتابعت صحيفة ومنصة عين الحقيقة الهجوم الاخير في فجر الجمعة 24 اكتوبر حيث هاجمت المسيرات مدينة الدمازين مما ادي لاصابة شخصين بشظايا جراء سقوط إحدى المسيرات، وقتها قالت حكومة إقليم النيل الأزرق في بيان لها أن هجوم الدعم السريع لمدينة الدمازين هو الثالث من نوعه حيث تم بعدد من الطائرات المسيرة، في محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار المواطنين.

وأكدت حكومة إقليم النيل الأزرق في بيانها أن الأوضاع الأمنية في الدمازين والولاية مستقرة تماماً وان الحياة تسير بصورة طبيعية.

وبالرغم من تصدي قوات الجيش لتلك الهجمات باستخدام المضادات الأرضية وأنظمة الدفاع الجوي للمسيرات التي تتطلقها الدعم السريع، الا ان الهجوم بشكله المتواصل له دلالات حيث تُعَد الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، منطقة ذات أهمية استراتيجية، بها مطارات ومحطات طاقة.

وبحسب كثيرين يُسلط هذا التطور الضوء على الدور المتزايد للمسيرات في الحرب، فبعد استخدامها بشكل مكثف في مناطق مثل الخرطوم، أصبحت المسيرات سلاحًا فعالًا لقوات الدعم السريع لاستهداف مواقع الجيش في عمق الأراضي التي يسيطر عليها في الدمازين ومناطق اخري.

وبالمقابل يحذر العاملون في المجال الإنساني بالسودان من أن العنف الدائر بين قوات الجيش والاطراف المتحالفة والدعم السريع، وجميع أنحاء البلاد يعرض المدنيين لخطر أشد، ويجبر مزيدا منهم على الفرار من ديارهم.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي الاسبوع الماضي، أن الاشتباكات في ولاية النيل الأزرق، بين الجماعات المسلحة أدت إلى نزوح 600 شخص من بلدة بوط في محلية التضامن الأسبوع الماضي.

ويبدو ان وصول المسيرات إلى الدمازين ومهاجمة مرافق استراتيجية يشير الي ان تصعيدًا خطيرًا وذا دلالات متعددة في الصراع السوداني، يقود إلى تحولات كبيرة في مسار الحرب بالمرحلة القادمة غير انه يمثل مؤشرًا على تطور نوعي في طبيعة الصراع، حيث لم تعد جبهات القتال محصورة في مناطق محددة، بل توسعت لتشمل مناطق بعيدة واستراتيجية، ما يمهد لفتوحات مناطق جديدة.