حرب السودان تمرد على الدولة ، أم إمتداد للثورة ؟؟

سارة أبوروف

فصل الخط الثوري عن الحرب الدائرة الآن وتصويره كمسار ثالث بين الطرفين المتحاربين خطأ إستراتيجي ، لأنها ببساطة أشعلت لقطع الطريق أمام رغبة الشعب في التغيير والتحول المدني الديمقراطي ، التشخيص الصحيح يؤدي للإصطفاف الصحيح وبالتالي النتائج الصحيحة .
أنقسم الشعب السوداني منذ إنطلاق الشرارة الأولى للحرب الي ثلاثة معسكرات ، معسكر يدعم الجيش ومعسكر يناصر الدعم السريع وطريق ثالث يدعو للسلام والوقف الفوري للإقتتال تحت شعار ( لا للحرب) وأختزلت مجموعة من الناشطين الثورة في هذا الخط وهو تشخيص غير سليم وغير منصف .
معظمنا والي الآن ندعوا لوقف الحرب ولكن دون التمترس الأجوف خلف شعارات لا تجد من يسمعها ولا يكترث لوجودها في ظل إنعدام الآليات لإجبار الطرف المتعنت على الركون لصوت العقل والقبول بالتفاوض كحل ينهي الأزمة ، لذلك يصبح حمل غصن الزيتون بيد والبندقية باليد الأخري واجب وطني ونعم للسلام .

من المؤكد أن الواقع متغير وتحيط به سلسلة من الأحداث المتسارعة مما يجعل إعادة تقييم المواقف من الأهمية بمكان لسيما مع الإصرار على إستمرار الحرب وتطاول الزمان
علما أن تعديل الموفق ليس كناية عن ضعف القرار أو عدم رسوح المبادئ ولكن الإستنارة ببعض الحقائق تخلق مساحات من المرونة تجعل من الرؤي المتحجرة مجرد إغلاق وإلغاء للعقل وتسليم إختياري لمتابعة القطيع .
مشكلتنا كشعب سوداني ندمن القفز فوق الأحداث ونتجاوز الحقائق بوعي او دون ذلك ولكن النظرة المتجردة والمراجعات بعيدا عن التحامل والغبائن يجعلنا أكثر قدرة على التحليل وأكثر قربا من الحقيقة وكما يقول المثل السوداني (كان أبيت الزول خاف الله فيه) .
نعم كان إنقلاب 25 أكتوبر 2021م شراكة بين الجيش والدعم السريع ولكن قائد الأخير تراجع عنه وإعتذر للشعب في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السودان السياسي ، وكان هذا التراجع هو القشة التي قصمت ظهر البعير حيث شعرت قوي الردة بخطورة الخطوة وتلي ذلك مجريات الإتفاق الإطاري الذي أنسحب الجيش عن آخر ورشه المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري في إشارة واضحة لنية سيئة بينما كانت قيادات الدعم السريع حاضرة فأدركوا أن سلاح الدعم السريع هو العائق الوحيد أمام تمددهم والعودة الكاملة للحكم فخططوا للتخلص منه ولكن كانت إرادة الله أكبر وأمضي .

لعبت الآلة الإعلامية الكيزانية في ظل الحرب دورا بارزا في طمس الحقائق وسواقة الناس (بالخلا) ومن لم يري العداء السافر للقوى المدنية المنادية بالسلام فهو أعمي .
كل ذلك وغيره يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المقصود بالمحارية هو قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي و القضاء على الثورة .
فرضية أن ماحدث هو إنقلاب علي الدولة تضحضه حقيقة السؤال الجوهري من بدأ الحرب؟؟ فبمجرد الإجابة عليه يذهب الإتهام ادراج الرياح .
نؤكد أن الحرب هي إمتداد للثورة حيث انها أنتقلت من صورة الي أخري ومن لا يؤمن إلا بالبندقية محال أن تنتزعه السلمية
السلمية أدت دورها بنجاح وزلزلت أركان الطغيان وأسقطت راسه وأذلت كبريائه ولكن لكل مقام مقال .
*خلاصة القول :*
الحرب هي إمتداد للثورة
تغيرت الوسائل والهدف واحد
إسقاط الطغمة الفاسدة
وميلاد السودان الجديد
وتحقيق الحرية والسلام والعدالة
والتحول المدني الديمقراطي المنشود بحول الله وعزته .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.