الأجندة الدولية في حرب السودان .. مصر وإيران وتريكا في قفص الإتهام

نيروبي – عين الحقيقة

في صبيحة الخامس عشر من أبريل من العام 2023 وبعد أن اشتعلت النيران في سماء الخرطوم نقلت وكالات الأنباء وأجهزة الإعلام المختلفة أخبار مفادها أن قوات الدعم السريع إستولت على مطار مروي، ونشرت مقاطع من داخل المطار ظهرت فيها طائرات مصرية وجنود وطيارون مصريين وقعوا في الأسر لدي قوات الدعم السريع، وكان هذا أول وجود وتدخل دولى في حرب السودان، وفي ذات السياق قال الفريق أول محمد حمدان دقلو(حميدتي) قائد قوات الدعم السريع آن الطيران المصري قصف قوات الدعم السريع في منطقة جبل موية الاستراتيجية، وتسبب في انسحاب قوات الدعم السريع من المنقطة التى تربط بين ولايتي سنار والنيل الأبيض وسط السودان.

وكشف الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع المقدم الفاتح قرشي في وقت سابق أن قوات الدعم السريع تمكنت من إسقاط طيران مسير في أجواء الخرطوم، وبعد الكشف عن مصادر صنعها اتضح انها طيران مهاجر إيراني الصنع الأمر الذي جعل قوات الدعم السريع تندد بهذا التدخل الإيراني السافر في الشأن السودانى، ويذكر أن حكومة بورتسودان أعادة العلاقات مع دولة إيران وفق علاقات تنظيم الاخوان المسلمين الذي يسيطر على مقاليد الأمور خصوصا عقب انقلاب 25 – اكتوبر من العام 2021م.

وعادت العلاقات السودانية الإيرانية وفق مخطط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وهنا تؤكد مجريات الحرب أن إيران تدخلت بقوة في دعم مؤسسات الجيش السوداني المختطف من قبل الاخوان المسلمين ، وفي السياق قال الدكتور مأمون احمد طه أن التدخل الإيراني في الشأن السوداني يهدف إلى ايجاد موطأ قدم في منطقة البحر الأحمر، والمستهدف الأول منه هو المملكة العربية السعودية في سياق الحرب الطويلة مابين الشيعة والسنة واتخاذ منطقة البحر الأحمر قاعدة عسكرية وسلسلة إمداد للحوثيين.

فيما يرى البعض إن إيران وجدت نقطة ضعف في حكومة بورتسودان وعملت على تحقيق مكاسب سريعة لها في ظل الفوضى التى تشكل عقلية حكومة بورتسودان، لكن د.مامون عاد وقال أن هذه الخطوة تعتبر قفزة في الظلام من البرهان وهي ذات ارتدادات عكسية في حال نفاذ صبر حكومة المملكة العربية السعودية والشعور بالتهديد الإيراني، لكن برهان الذي يسير في ذات سلفه عمر البشير يريد أن يلعب بالبيضة والحجر، وهذا يعد من اكبر المخاطر التى قد تهدد عرشه في حال فقدان المملكة العربية السعودية كحليف.

وفي ذات المنحى قال اللواء أمين مجذوب أن هناك ثلاثة مراحل للتدخل الدولي في الشأن السوداني بشكل عام جميعها قادت إلى إشعال الحرب، ويري مجذوب أن المرحلة الأولي هي اختراق ميدان الاعتصام من قبل السفراء الأجانب ودخولهم إلى الميدان، وأضاف مجذوب أن المرحلة الثانية هي اجتماع السفراء الأجانب خصوصا سفراء الاتحاد الأوروبي مع قائد الدعم السريع والتنسيق معه في مكافحة الهجرة غير الشرعية وامداده بالسلاح الحديث وأجهزة التشويش والطيران المسير بدواع مكافحة الهجرة ، والمرحلة الثالثة هي دعم بعض دول الجوار وامداد الدعم السريع، وأضاف مجذوب أن التدخل الدولى في حرب السودان موجود منذ وقت مبكرعندما دخل السفراء الأجانب ميدان الاعتصام وكان هذا تمهيدا للحرب.

وعقب الحرب مباشرة ظهرت مجموعات من قيادات الاخوان المسلمين، أو ما يعرف بتنظيم المؤتمر الوطني في دولة تركيا وفي وقت سابق صرح الشيخ عبدالحي يوسف وهو يتحدث في ندوة محدودة في تركيا، قال فيها أن الله جاء بحرب السودان لتعيد للحركة الاسلامية بريقها ورونقها بحسب وصفه، كما أن دولة تركيا وفرت المناخ المناسب للغرف الإعلامية غبر قناة طيبة المملوكة للشيخ عبدالحي يوسف، وظلت القناة احد منصات الاسلاميين الإعلامية.

وبعد هزيمة الجيش السوداني في الخرطوم والجزيرة وسنجة والدندر وعدد من المواقع برزت قدرات قتالية للجيش عالية الدقة فكانت طائرة البريغدار هي العامل الحاسم، ففي الاثناء تحدثت مصادر واشعة الاطلاع لصحيفة (عين الحقيقة) وأكدت أن الجيش السوداني أمتلك سرب مكون من (6) طائرات من طراز (بريغدار) تركية الصنع وذكرت مصادر أن قوات المهام الخاصة التابعة للدعم السريع دمرت منها (3) طائرات في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ولم يتبقى للجيش سوي ثلاثة طائرات، وفي السياق ذكر اللواء عباس يوسف تاج الدين أن منح تركيا طيران البريغدار للجيش السوداني مخالف للقوانين الدولية، إذ أن السودان مفروض عليه حظر عن بيع الأسلحة، وهذا ربما يضع تركيا في مسائلة دولية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.