افتتاح «سد النهضة» باثيوبيا … احتفالات صاخبة بالصرح التنموي العظيم !!

تقرير- عين الحقيقة

اخيراً بعد عمل متواصل ليلاً ونهاراً ، استمر لاكثر من اربعة عشر عاماً ، افتتحت إثيوبيا سد النهضة العظيم وسط احتفالات صاخبة عمت ارجاء البلاد ، ذرف خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الدموع فرحاً بإنجاز الصرح التنموي العظيم. واعتبر ابي احمد أن سد النهضة “إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل السود”، وجاء ذلك خلال أثناء حفل تدشين السد الذي حضره قادة إقليميون، اليوم الثلاثاء.

 

 

ويثير المشروع الضخم على نهر النيل توتراً مع مصر والسودان. وقال أحمد إن السد “يظهر أننا قادرون على تحقيق كل ما نخطط له”، متوجّهاً الى دول الجوار بالقول إن “إثيوبيا أنجزت مشروع سدّ النهضة الكبير من أجل المجتمعات السوداء. هذا لن يؤثر على الإطلاق على تنميتكم”. وتقدّم إثيوبيا “سد النهضة الكبير” على أنّه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.

وأفادت وكالة الأنباء الإثيوبية، الثلاثاء بأن أبي أحمد افتتح السد بحضور قادة أفارقة. وحضر حفل التدشين رؤساء جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وجنوب السودان سلفا كير ميارديت، والصومال حسن شيخ محمود، وكينيا، وليام ساموي روتو، وفق المصدر ذاته. كما حضر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كلافر جاتيتي. ولم يحضر أي مسؤول من مصر والسودان حفل الافتتاح، رغم أن أبي أحمد سبق أن أعلن توجيه دعوة إلى البلدين للحضور، وفق رصد وكالة الأناضول.

يشكّل السدّ مصدر اعتزاز لأديس أبابا وموضع إجماع نادر الحصول في بلاد تشهد نزاعات مسلّحة، بعضها لا يزال جارياً ولا سيما في منطقتي أوروميا وأمهرة ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا من حيث التعداد السكاني

ويشكّل السدّ مصدر اعتزاز لأديس أبابا وموضع إجماع نادر الحصول في بلاد تشهد نزاعات مسلّحة، بعضها لا يزال جارياً ولا سيما في منطقتي أوروميا وأمهرة ثاني أكبر أقاليم إثيوبيا من حيث التعداد السكاني، وبعضها انتهى كما في إقليم تيغراي حيث توقفت الحرب في 2022 بعدما أوقعت 600 ألف قتيل بحسب تقديرات الاتحاد الأفريقي.

ويواجه سد النهضة انتقادات شديدة من مصر التي تعتبره تهديداً وجودياً، إذ قد يؤدي إلى تراجع مواردها المائية. وتعوّل مصر، البالغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة، على النيل لتغطية 97% من احتياجاتها من المياه، ولا سيما للزراعة. وبحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية، فإن موارد مصر المائية تقدر بحوالى 56,6 مليار متر مكعب سنوياً، في حين تبلغ احتياجاتها حوالى 114 مليار متر مكعب سنوياً.

وفي أغسطس الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن تهديد أمنها المائي فهو مخطئ”، مؤكداً: “سنتخذ التدابير المكفولة كافة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية”. وقامت السلطات المصرية مؤخراً بالتقارب مع الدولتين المحاذيتين لإثيوبيا: إريتريا، التي شهدت علاقاتها مؤخراً توتراً مع أديس أبابا، والصومال.

كذلك أعرب السودان عن قلقه حيال تشغيل سد النهضة وشدد، في موقف مشترك مع مصر في أواخر يونيو الماضي، على “رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق”. وفشلت كل محاولات الوساطة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، والتي قامت بها توالياً الولايات المتحدة والبنك الدولي وروسيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وتوجه أبي أحمد في يوليو الماضي إلى “جيرانه عند المصب، مصر والسودان”، بالقول إن “سد النهضة لا يشكّل تهديداً بل فرصة مشتركة”، مشيراً إلى أن “الطاقة والتنمية اللتين سيولدهما لن ترتقيا بإثيوبيا وحدها”. وأكد أن “سد أسوان في مصر لن يخسر ليتراً واحداً من المياه بسبب سد النهضة”. وكرر هذا الخطاب أخيراً إذ قال إن “السدود (المصرية والسودانية) يفترض أن تكون ممتلئة. لا نريد أن يولّد (سد النهضة) أي مخاوف” للبلدين.

ويرى خبراء أن سدّ النهضة يعدّ بمثابة تعهّد بـ”ثورة في مجال الطاقة” في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان (130 مليون نسمة)، حيث لا يحصل سوى 45% من السكان على الكهرباء. ويقدَّر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للسدّ 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما ينتج البلد راهناً. وتتشارك 11 دولة في نهر النيل الذي يجري لمسافة 6 آلاف و650 كيلومتراً، وهي: بوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا، بالإضافة إلى تنزانيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان بالإضافة إلى السودان ومصر.

أطلق مشروع “سد النهضة الإثيوبي الكبير” في إبريل 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه..

وأطلق مشروع “سد النهضة الإثيوبي الكبير” في إبريل 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه. وقالت أديس أبابا إنه سيوفّر إيرادات قدرها مليار دولار سنوياً من الكهرباء المباعة لجيرانها. وفي مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، أكد أبي أحمد أن هذه المداخيل سيتم استثمارها “في مشاريع أخرى”، مشيراً الى أن أديس أبابا تعتزم إقامة “مشاريع أخرى مثل مشروع سدّ النهضة الكبير خلال السنوات الخمس أو العشر أو الـ15 المقبلة”.

وبدأت الاحتفالات بتدشين السد، مساء الاثنين الماضي، تخللّها تحليق طائرات بدون طيار تحمل شعارات، مثل “الصعود الجيوسياسي” و”قفزة نحو المستقبل”، إضافة إلى عرض ضخم للألعاب النارية. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، انتشرت صور السد مزيّناً بالعلم الإثيوبي. وينسب كل من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت في السلطة حتى العام 2018، وحزب رئيس الوزراء أبي أحمد الذي خلفها، إلى نفسه الفضل في تنفيذ المشروع.

ويؤكد خبراء سودانيون إن سد النهضة الإثيوبي الكبير يجب أن يكون مصدر تعاون بين الدول، وسيفيد دول المصب، مصر والسودان.
ويقول الأمين العام للمركز الأفريقي للحكم والسلام والدراسات الانتقالية، محمود زين العابدين، إن سد النهضة له أهمية عظمة، خاصة لشعب السودان، حيث يمكن السودان من زراعة ثلاث مرات سنويًا لأن سد النهضة ينظم تدفق المياه، ويقلل نسبة الطمي في السدود السودانية، والفيضانات”.

وزير الري والموارد المائية السوداني الأسبق عثمان ألتوم: استخدام الطاقة الكهرومائية سيكون له فوائد للسودان وحتى لمصر، ودول الجوار، وهذا يحتاج إلى تنسيق

واشار الى ان لسد النهضة لفوائد كثيرة لأهل السودان من حيث تنظيم المياه حتى يتمكن الشعب السوداني من الزراعة في ثلاثة مواسم زراعية، وكما يقلل نسبة الطمي والفيضانات التي يعاني منها المزارع والسكان في كل عام، وأن الفوائد لا تنحصر على ذلك فحسب بل سينتج سد النهضة الكهرباء أيضاً، وهذا شيء مهم جدًا بالنسبة للسودان في المستقبل.

وأوضح الأمين العام السوداني “إن تنظيم المياه سيفتح أيضًا فرصًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في السودان، مضيفاً فإن الطريقة الوحيدة للتوصل إلى استخدام عادل ومعقول ومستدام للمياه في دول حوض النيل هو التوصل إلى نهج توافقي ومرضي للجميع.

وأشار الأمين العام، أن سد النهضة يجب أن يكون مصدر تعاون وليس توترًا، وقال إن هناك الكثير من الفوائد التي يمكن أن تتوافق الاطراف المعنية، وإذا توافق الجميع على التعاون، يحتاج ذلك لمؤسسات قوية، وشدد على أن التعاون ضروري وليس التوتر بين الدول وذلك لضمان الفوائد المرجوة من سد النهضة على إثيوبيا ودول المصب.

ومن جانبه أشار وزير الري والموارد المائية السوداني الأسبق عثمان ألتوم إلى أن استخدام الطاقة الكهرومائية سيكون له فوائد للسودان وحتى لمصر، ودول الجوار، وهذا يحتاج إلى تنسيق، مشيراً إلى أنه يمكن تخزين حوالي 4 مليارات متر مكعب من المياه كل عام على المرتفعات الإثيوبية مع استكمال سد النهضة الذي سيقلل بشكل كبير من تبخر المياه في السد العالي (مصر)، ويمكن لسد النهضة “توفير الطاقة الكهربائية من إثيوبيا، وكذلك يوفر السودان الغذاء، وكما يمكن لمصر أن تخزن المياه في المرتفعات الإثيوبية نسبة لقلة التبخر، بدلاً من تخزين المياه في السد العالي بأسوان وتوفر مصر 4 مليارات متر مكعب ويمكن أن تصل إلى 6 مليارات متر مكعب سنويًا “.

وأوضح أن الموقف المصري في قضية سد النهضة هو موقف أن “كل من لمس مياه النيل، سيعاني الشب المصري”، مبيناً بأن سد النهضة، هو سد لتوليد الطاقة، وهو مشروع يستخدم المياه ولا يستهلكها، وإذا تمت هذه العملية المنسقة، فسيكون ذلك أفضل بالنسبة لمصر، لأن المياه يمكن تخزينها في المرتفعات الإثيوبية وإطلاقها بشكل منتظم في اتجاه مجرى النهر. وأضاف : يمكن أن يكون سد النهضة يمد الدول المجاورة بالطاقة الكهرومائية بأسعار معقولة وتدفق مياه منتظمة لأنشطة الري في البلدان المجاورة.

وزير الري المصري الاسبق محمد نصر علام عبر عن خشيته من افتتاح السد، و قال إن بافتتاح هذا السد، تقوم أثيوبيا بملئه بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ في مشهد كوميدي قد يؤثر على السد وسلامته الانشائية..

ولكن وزير الري المصري الاسبق محمد نصر علام عبر عن خشيته من افتتاح السد، و قال إن بافتتاح هذا السد، تقوم أثيوبيا بملئه بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ في مشهد كوميدي قد يؤثر على السد وسلامته الانشائية، وبدون أى داعي إلا الإعلام الداخلي و يضيف علام ، معظم توربينات السد لا تعمل أو لم يتم تركيبها، وبالتالي الهدف الأساسي المعلن من السد (توليد الكهرباء) غير قائم، مما يفقد الادارة السياسية مصداقيتها الدولية والمحلية

وبحسب الوزير الاسبق نصر علام ” يتم حالياً بيع الكهرباء للمواطن الأثيوبي بسعر مدعم وقد لا يرقى إلى ١٠-٢٠٪؜ من تكلفة الكهرباء المولدة من السد، مما يمثل عبئا مالياً وسياسياً معوقاً لحلم وأمل توفير الكهرباء لعامة الشعب الأثيوبي.. ويري نصر علام ، لا يوجد بديل أمام أثيوبيا الا محاولة بيع معظم كهرباء السد بسعر تجاري معقول لتغطية نفقات تشغيل وصيانة السد (غير اقساط الديون) ، وتوفير من كهرباء للشعب، وذلك (لن) يتم بدون تعاون مصر لنقل الكهرباء وتصديرها، فهى المخرج الوحيد. و يوكد .د علام إنه بدون “مصر”، لن يتم تصدير الكهرباء إلا للسودان وبالكتير جداً وجنوب السودان، وأوضاع السودان السياسية والاقتصادية معلومة، ونرجو لها الاستقرار والعودة سريعاً، وستزداد الديون والقروض على الشعب الأثيوبي الشقيق، ويصبح السد مصدر نقمة اقتصادية وشعبية بدلا من أملا للتنمية والتطوير

ويقول نصر ” ولذلك، في رأيي، كان من الذكاء توطيد التعاون مع مصر بدلا من التصريحات العنترية، وتوقف المفاوضات، وزيادة الشقة بين الدولتين، وافشال مشروع السد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.