تتمتع منطقة “الشفروليت” بأهمية تاريخيّة واستراتيجية وعالمية للموقع المعروف في الصحراء بإسم قاعدة “الشفروليت” العسكرية، فيما تعرف عند الجيلوجيين باسم الحوض النوبي العظيم، وبها أكبر خزان للمياه الجوفية في العالم يقع تحت الارض في الطرف الشرقي للصحراء الكبرى ويمتد في اربع دول هي (السودان وتشاد ومصر وليبيا).
ويغطي الخزان الجوفي مساحة أرضية تمتد على ما يزيد قليلاً عن مليوني كيلومتر مربع، بما في ذلك شمال غرب السودان، وشمال شرق تشاد، وجنوب شرق ليبيا، وجزء من مصر. لاحتوائه على ما يقدر بنحو “150.000” كيلومتر مكعب من المياه الجوفية.
ومنذ عام 2006، تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع دول نظام خزان الحجر الرملي النوبي الأربعة للمساعدة في زيادة فهم تعقيدات طبقة المياه الجوفية من خلال المشروع النوبي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمية.
جزء الواقع في السودان يعتبر أصل التاريخ والرواية التاريخية يعادل أكثر من خمسة آلاف ضعف نصيب السودان من حصة مياه النيل..
وحتى الان لم يعرف العالم سر هذا الحوض وما به من مخزون للمياه العذبة في عمق الصحراء، إذ يبلغ إجمالي المخزون من المياه، بحسبِ أحدث التقديرات في حدود “457.550” كلم³ (كلم³ = مليار متر³) أو ما يُعادل إيراد نهر النيل السنوي لخمسةِ آلاف عام تقريبا. وبالنسبة للجزء الواقع في السودان فإنه يعتبر اصل التاريخ والرواية التاريخية يعادل اكثر من خمسة آلاف ضعف نصيب السودان من حصة مياة النيل.
ومنذ زمن غير ببعيد بدأ الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي مشروع النهر الصناعي العظيم اعتمادا على مياه الحوض النوبي العظيم، وكان يسحب حوالي 6 مليون م³ من 1300 بئرٍ في جنوب ليبيا، موزعة ما بين مناطق *الكفرة، السرير، وجبل حسونة”.
أما أكبر العمليات والتي لم يتم الاتفاق حولها تقوم بها مصر وتحيط حجم سحوباتها بسريةٍ تامةٍ ومُريبة، غير أن مشروعها في شرق جبل العوينات على حدودها مع السودان وليبيا يجعلها تضخُّ حوالي 3.5 كلم³ من المياه سنوياً، هذا إضافةً إلي سحبِ كمياتٍ غير معروفة حتى الآن لإستصلاح أراضٍ تقع في تخوم واحاتها الغربية.
وبالنسبة للاقتصاد العالمي وحرب المياه وقوانين استخدامها فانهما يلزمان الدول الشريكة في اي مورد بضرورة عدم التصرف في الموارد ولا يحق لاي دولة التصرف في المخزون بدون موافقة الدول الشريكة، غير ان المشروع المصري ظل محاط بسرية وتعتيم ولا يعلم أحد حجم السحوبات من المياه.
تعتبر قاعدة “الشفروليت” العسكرية من إنجازات قوات الدعم فهي التي قامت بإنشاء هذه القاعدة لمحاربة التهريب..
ويعود الحوض النوبي العظيم ومياهه إلى طوفان نوح الذي يدأ من مناطق “وادي هور في دارفور والممتد إلى تشاد وصولا إلى شمال السودان”. وكل الروايات التاريخية للحضارة العظيمة في السودان تشير بوضوح إلى هذه الرواية التاريخية التي يدعمها العلم الذي لم يكتشف حتى اللحظة سر هذه المياه الجوفية ومصدرها.
وتعتبر قاعدة “الشفروليت” العسكرية من إنجازات قوات الدعم فهي التي قامت بإنشاء هذه القاعدة لمحاربة التهريب واقامت الابار فيها والمياه الجوفية فيها قريبة جداً لوقوعها أعلى الحوض النوبي العظيم وقد دعم تواجد القوات الاتحاد الاوروبي الذي يدعم تماما مجهودات قوات الدعم في محاربة التهريب (تهريب البشر).
وكانت تشكل قاعدة “الشفرليت” واحدة من المراكز المهمة لقوات الدعم خاصة قوات “متحرك درع الصحراء” المتواجد على مدار العام في هذه القاعدة وتقوم بتمشيط ومراقبة الحدود الممتدة بين السودان وليبيا ومصر ومحاربة تجار تهريب الأسلحة والبشر والمخدرات.
وتعتبر قاعدة “الشفرليت” مدخلا مهما للولاية الشمالية ونقطة تحكم محورية حيث يتفرع منها ثلاث طرق مهمة كل طريق يقود إلى نطاق واسع يبدأ من حلفا ونزولا حتى مروي.
وفي سبتمبر 2022 ولأهمية هذه القاعدة الاستراتيجية في حفظ الأمن القومي السوداني زار العقيد الركن عثمان علي عبد المجيد قائد قاعدة الشفرليت الحدودية بصحبة قيادة متحرك درع الصحراء، اللواء (75) دنقلا، وكان في استقبالهم اللواء الركن قرشي حسن قائد الفرقة (19) مشاة مروي والعميد مالك محمد رملي قائد اللواء (75) مشاة.
في الأسبوع الاول من الحرب استلم الجيش قاعدة الشفرليت العسكرية بدون معركة من قوات الدعم التي انسحبت من القاعدة..
وهذه الزيارة توضح لك أن الطريق إلى دنقلا هو المعبر الأسهل والأقرب والقاعدة عسكرياً تتبع للفرقة (١٩) مروى، ويتم توزيع الضباط من الفرقة (١٩) لها، وهي آخر قلاع الحماية إلى (دنقلا وحلفا والدبة).
وفي الأسبوع الاول من الحرب استلم الجيش قاعدة الشفرليت العسكرية بدون معركة من قوات الدعم التي انسحبت من القاعدة، ومنذ أبريل 2023 وهذه المناطق تعمل بالتهريب تحت بصر (الجيش) ورعاية حلفائهم في القوات المشتركة.
وتمثل القاعدة رقابة كبيرة على جميع طرق التهريب ومداخل الولاية الشمالية وحراسة استراتيجية لاقتصاد البلاد من موارده المائية (الحوض النوبي العظيم) وبسيطرة قوات الجيش الوطني (تأسيس) على قاعدة “الشفرليت” العسكرية تعتبر الصحراء منطقة نفوذ عظيمة لتأسيس، وحماية للموارد الطبيعية.
وبالنسبة للولاية الشمالية فإنها صارت مكشوفة من اقصاها شمالا إلى جنوبها من جميع محاور المدن المهمة فيها فلا يمكن معرفة أي مدينة سيدخلها جيش تأسيس اولا
وان قاعدة الشفرليت تمثل للولاية الشمالية رأس المثلث متساوي الأضلاع وقاعدة المثلث تمتد من حلفا إلى مروي، ومستقبلا ستمثل هذه المنطقة لما فيها من موارد مائية كبيرة مناطق انتاجية في قلب الصحراء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.