أسباب تأخير إعلان حكومة السلام والوحدة

تقرير - عين الحقيقة

في آذار مارس المنصرم وقعت قوى سياسية مناهضة لسلطة الأمر الواقع ببورتسودان ، توقيع ميثاق عرف بميثاق السودان التأسيسي (تأسيس)والذي يدعو إلى إقامة دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية ، وضم التحالف إلي جانب قوات الدعم السريع عددا من القوى السياسية منها على سبيل المثال الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو و حزب الأمة القومي والذي يرأسه اللواء (م) فضل الله برمة ناصر وحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور سليمان صندل وحركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي برئاسة الدكتور الهادي إدريس والحزب الإتحادي برئاسة إبراهيم الميرغني وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر ومبارك مبروك سليم رئيس حزب الأسود الحرة وعدد من الأجسام المدنية والفئوية .
وفي تموز يوليو أعلن تحالف السودان التأسيسي عن حكومة اسماها حكومة السلام والوحدة واعلن اسماء رئيس المجلس الرئاسي ونائبه واعضاءه ، ورئيس الوزراء وتبعه إعلان لاسماء وزارتي الصحة ووزارة الشئون والداخلية ورئيس الهيئة الوطنية للوصول الإنساني بدرجة وزير ، على أن تعلن بقية الوزارات لاحقاً .

بعض الدول العربية والإسلامية من بينها مصر وقطر وتركيا ابدت رفضها القاطع ووصفت الخطوة بأنها محاولة لتقسيم السودان .

منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتم إعلان بقية وزراء حكومة الأمر الذي قادنا للبحث عن اسباب تأخير إعلان بقية وزراء حكومة السلام والوحدة .
واولى التحديات التي واجهتها الحكومة الضغوط الإقليمية والخارجية والتي تباينت بين الرفض والتحفظ على إعلان حكومة موازية لسلطة الأمر الواقع ببورتسودان ، الاتحاد الأفريقي الذي أعلن رفضه لقيام الحكومة معللا بأن إنشاء الحكومة من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم السودان ، الأمر ذاته ذهبت إليه الأمم المتحدة التي أعربت عن قلقها من الخطوة والتي أعتبرته تصعيدا لن يساعد في عملية إحلال السلام.
الولايات المتحدة الامريكية برغم اعلانها عن موقفها من حكومة السلام والوحدة إلا أنها دفعت فيما سميت بالالية الرباعية والتي تسعى لتقريب وجهات النظر وصولا ً لتوقيع هدنة إنسانية ومن ثم إطلاق عملية سياسية لحل الأزمة في السودان ، فان الولايات المتحدة نفسها قد تسعى للضغط على تحالف تأسيس لتأخير إعلان الحكومة.
بعض الدول العربية والإسلامية من بينها مصر وقطر وتركيا ابدت رفضها القاطع ووصفت الخطوة بأنها محاولة لتقسيم السودان .  وبحسب مراقبون للشأن السياسي فقد رجحوا أسباب هذا التأخير لتباينات داخل التحالف الذي يضم طيف واسع من قوى الكفاح المسلح وقوى سياسية ومدنية ، حيث يجد التحالف صعوبة في توزيع حقائب السلطة بشكل مرضٍ لكل الأطراف الموقعة على الميثاق ، وسيواجه التحالف تحديات مختلفة ومعقدة لمشاركة كل عناصره بالحكومة.

يمثل تأخير إعلان التشكيل الكامل لهياكل حكومة السلام والوحدة إنعكاسا لمجموعة من التعقيدات الداخلية بالتحالف ، والرفض والترحيب الحذر من المجتمع الإقليمي والدولي والضغوط التي تسعى لحل شامل يشمل جميع الأطراف

الوضع العسكري هو الآخر يسبب عاملا حاسما في تاخير إعلان بقية وزراء الحكومة ، بينما تتضح النوايا الجادة لقوات تحالف السودان التأسيسي في توسيع مناطق سيطرتها بالسيطرة على مدينة بارا بشمال كردفان والفاشر بشمال دارفور وحصار مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان وكذلك حصارها المفروض على كل من كادوقلي والدلنج بجنوب كردفان مع تراجع للجيش السودان والمجموعات التي تقاتل معه ، وتسعى قوات تأسيس للإستفادة من الحالة المعنوية العالية بعد الانتصارات في محور كردفان ودارفور ودخول عدد من الحركات المسلحة للقتال وهذا ما يشكل دافعا لتأخير إعلان الحكومة.
على صعيد متصل فإن فشل جولات التفاوض السابقة في كل من جدة واتفاق المنامة و مؤتمر جنيف فإن هذا الفشل المتكرر في إيجاد ارضية مشتركة للتفاوض يعني إستمرار الحرب مما يساعد في تأخير تشكيل الحكومة .
وبالرغم من حكومة السلام والوحدة وبتصريحات صادرة من عدد من قيادات تأسيس بأنها ستحظى بأعتراف عدد من الدول ، فإن هذه الدول أيضاً قد واجهت ضغوطا من جهات دولية لإرجاء الإعلان الكامل الحكومة بغية التوصل لاتقاق سلام .

يمثل تأخير إعلان التشكيل الكامل لهياكل حكومة السلام والوحدة إنعكاسا لمجموعة من التعقيدات الداخلية بالتحالف ، والرفض والترحيب الحذر من المجتمع الإقليمي والدولي والضغوط التي تسعى لحل شامل يشمل جميع الأطراف . على الصعيد الداخلي ما زال المواطنيين في مناطق سيطرة قوات تأسيس تنتظر إكمال إعلان الحكومة لتباشر الحكومة عملها في توفير الخدمات وتسيير دولاب الدولة حتى يتسنى لهم التمتع بالحقوق التي حرموا منها من قبل سلطة الأمر الواقع ببورتسودان .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.