وساطة سودانية تطوي ملف التوترات بمناطق التماس بين السودان وأفريقيا الوسطى

تقرير- عين الحقيقة

في مناطق التماس بين دولتي السودان وأفريقيا الوسطى ظلت العلاقات الإجتماعية متينة بين المجموعات السكانية وتحديدا بين محافظة براوو الأفريقية ومحلية أم دافوق السودانية، فما بين هذه المحافظة من ناحية أفريقيا الوسطى ومابين المحلية من ناحية السودان منطقة تسمى أم دافوق َذات الإسم من الناحية الأحري يفصلهما فقط وادي فقط،عندما تعبره غربا فأنت في أفريقيا الوسطى والعكس فأنت في السودان، هذه الميزة عززت من الترابط والتواصل المجتمعي وحتى التصاهر بين المجتمعات وتداخل بين الشعبين دون قيود. رغم سماحة الإنسان في أم دافوق السودانية والأفريقية الإ أن مخططات المتفلتين أصاب سهمها خرق وحدة هذا الشعب وأوقعت الصراع بين المجموعات السكانية مؤخرا في مناطق التماس بين الدولية حيث راح ضحيتها نفر كريم من الطرفين ونزوح الي أم دافوق السودانية.

البشاري: المؤتمر في جلسته الإفتتاحية بالإستماع لكل الأطراف واليوم الثاني بدأت بكلمة لممثل الأمم المتحدة ومحافظ أم دافوف الأفريقية ومن بعدها تسلموا ردود الأطراف على مذكرات القضايا التي قدمت من الأطراف

ولطي هذا الملف وعودة العلاقات الي سابقاتها، في الأسبوع قبل الماضي وفي محافظة “براوو” بجمهورية أفريقيا الوسطى تكللت جهود قادتها لجنة وساطة من محلية أم دخن بولاية وسط دافور في توقع صلح أنهى الصراع الذي شهدته مؤخرا المناطق الحدودية بين جمهوريتي السودان وأفريقيا الوسطى وراح ضحيته العشرات من الجانبين بفعل المتفلتين الذين يسعون دوما لإشعال نار الفتنة من خلال أعمالهم الإجرامية وممارستهم للنهب والسرقة.

مساعي أهلية وحضور بعثة أممية

رئيس لجنة السلم والمصالحات بالإنابة بمحلية أم دخن مقرر لجنة الوساطة محمد جبريل البشاري عبر عن بالغ تقديرهم للأطراف َوإستجابتها لنداءت وقف العدائيات والتوصل الي الصلح النهائي الذي يعيد مسارات البعد التاريخي والعمق الإجتماعي والتصاهر بين المكوكانات في أم دافوق السودانية والأفريقية.
وقال البشاري إن المؤتمر في جلسته الإفتتاحية بالإستماع لكل الأطراف واليوم الثاني بدأت بكلمة لممثل الأمم المتحدة ومحافظ أم دافوف الأفريقية ومن بعدها تسلموا ردود الأطراف على مذكرات القضايا التي قدمت من الأطراف، وتمت إتاحة فرصة للمكونات الأفريقية من قبائل التماس مع لجنة قبيلة التعايشه بالسودان في إجتماع بغرض تقريب وجهات النظر وتأكيد العلاقات الأزلية فيما بينهم بجانب تذليل الصعاب التي قد تواجه لجنة التفاوض من أجل الوصول إلى نتائج مرضية، مشيرا الى أنهم ومنذ الجلسة الثانية توصلوا الي مؤشرات تؤكد الوصول إلى سلام وتصالح يؤكد العلاقات التاريخية بين الشعبيين في مناطق التماس.

ناظر: قبيلة التعايشة في السودان لها علاقات أزلية مع أهلهم في دولة أفريقيا الوسطى مشيرا الى أن ماحدث ليس بإرادة طرفي الصراع وإنما تسبب فيه متفلتون من أبناء الجانبين مؤكدا بإنهم وأهلهم في الجارة أفريقيا الوسطى بعد هذا المؤتمر لم يحصل بينهم الإ الخير

صفحة جديدة

وأضاف الشاري بأن التوقيع على الصلح الذي فتح صفحة جديدة عنوانها السلام والتعايش شهدته بعثة الأمم المتحدة وومثلين رسميين من البلدين وقادة الإدارات الأهلية من الجانبين. وأشار الي أن المؤتمر أقر دفع الديات بين الجانبين وإسقاط كافة الخسائر وحرق القرى والمنهوبات.

جهود تأسيس في ملف الصلح

حيا طرفا التفاوض جهود لجنة الصلح والتعايش السلمي بمحلية أم دخن وحرصهم على طي صفحة الصراع الذي وقع بين المكونات السودانية بأم دافوق الحدودية وأفريقيا الوسطى. وتقدم ناظر عموم قبيلة التعايشة بالسودان الناظر محمود عبدالرحمن بشارة على بالشكر لدولة أفريقيا الوسطى على مساهمتها في حل هذه القضية التي دارت بينهم وبين أهلهم في دولة أفريقيا، كما أثنى على حكومة السلام والوحدة الوطنية تأسيس بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ودورهم في حل هذه المشكلة.
وأكد الناظر بأن قبيلة التعايشة في السودان لها علاقات أزلية مع أهلهم في دولة أفريقيا الوسطى مشيرا الى أن ماحدث ليس بإرادة طرفي الصراع وإنما تسبب فيه متفلتون من أبناء الجانبين مؤكدا بإنهم وأهلهم في الجارة أفريقيا الوسطى بعد هذا المؤتمر لم يحصل بينهم الإ الخير.
وأكد إلتزامهم بتنفيذ كل القرارات الصادرة من المؤتمر وأن أي حرامي إما يتم القبض عليه وإيداعه السجون أو ترك ديار التعايشة وأفريقيا الوسطى والذهاب لمكان آخر.

فيما عبر سليمان محمد جابر عمدة قبيلة الكارا مدير مدرسة عباد الرحمن بمدينة براوو أفريقيا الوسطى عن بالغ تقديرهم ببشريات الصلح ومعالجة جميع القضايا العالقة وتوطيد أواصر الصلات الإجتماعية التي تأثرت بفعل التفلتات والحرامية التي أحدثت الصراع بين المكونات السكانية في مناطق الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى.

مخرجات
وخلص المؤتمر بالعديد من التوصيات والقررات أبرزها بأن الحرامي لا قبيلة له ويعد منبوذ إجتماعيا.
وأقر المؤتمر دفع الديات بين الجانبين الي ذوي المتوفيين الي ثلاثة أقساط وعلى الطرفين حفظ الأمن والإلتزام بسداد الديات وتبعياتها في المواعيد المحددة وإسقاط كافة الخسائر والتعويضات وجبر الضرر في النزاع في الفترة من 13/ 6/ 2025م الي 26/ 10/ 2025م وتشمل المزارع، المواشي، علاج الجرحى، المنازل والمبالغ المالية.

أوصي المؤتمر بتكوين لجنة مشتركة من طرفي الصلح لحماية الموسم الزراعي وفتح المسارات والمشارب والمعابر من السودان الي دولة أفريقيا الوسطى

وأوصي المؤتمر بتكوين لجنة مشتركة من طرفي الصلح لحماية الموسم الزراعي وفتح المسارات والمشارب والمعابر من السودان الي دولة أفريقيا الوسطى وتحديد مواعيد للطلقة متعارف عليها مع الإلتزام التام بالسياده الدولية لدولة أفريقيا الوسطى على أراضيها والقوانين وإحترام الأعراف
والعادات والتقاليد، القيام بالفزع المشترك بين مواطني الدولتين في حالة وقوع أي حدث في تتبع الأثر عرفينا، تكوين لجنة مشتركة من طرفي الصلح لمراعات المصالح المنافع عبر الحدود بين الدولتين والعمل على تطوير الأسواق والتجارة والمصالح المشتركة، بناء السلام الإجتماعي في مناطق التماس بين المكونات الإثنية وإعادة النازحين واللاجئين الي قراهم وتقديم العون الإنساني عبر الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية.
كما أوصى المؤتمر بالخضوع التام لإجراءات سلطات دولة أفريقيا الوسطى المنظمة للرعي العابر للحدود وضرورة وأهمية تسجيل أسماء الرعاة البقارة السودانيين في البيطري (الفشيك) السلطات المختصة في أفريقيا الوسطى وتسجيل أماكن الإقامة عند الوصول إلى”براوو” أفريقيا الوسطى، الإلتزام بدفع جميع الرسوم والضرائب والذكاة والقوانين والمنشورات والموجهات الصادرة من حكومة أفريقيا الوسطى في تنظيم أنشطة التجارة والرعي والزراعة العابرة للحدود، عدم الإخلال بالأمن والسلامة والطمأنينة العامة وعدم القيام بأي إنتهاكات تمس حقوق المواطنين وعدم أخذ المواطنين رهائن في حالة نشوب أي خلافات أو نزاعات فردية أو جماعية وإحترام قوانين الدولة المضيفة للرعاة أو المزارعين أو التجار، وبموجب التوقيع على وثيقة الصلح السماح لجميع مكونات التعايشة والرعاة عامة الدخول إلى أفريقيا الوسطى مع الإلتزام التام من جانبهم بمراعاة سيادة الدولة على أراضيها وإحترام القوانين واللوائح والموجهات التي تصدرها السلطات المختصة لتنظيم حركة الرعاة داخل أراضيها.
وعلى قبائل التماس مراعاة عدم إلحاق الضرر بالرعاة السودانيين الناجمة من مرافقة أبنائهم والعمل مع مجموعات فاغنر في طوافها على فرقان وقري وحلال القبائل الرعوية السودانية وأهمية إحكام السيطرة على أبنائهم بعدم القيام بأي نشاطات تلحق أو تسبب في وفاة السودانيين خارج إطار القانون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.