عقب حادثة كسر الجسر الترابي بـ(الجزيرة ابا) .. مخاوف من تكرار كارثة فيضان العام الماضي بالمنطقة ..!
تقرير - عين الحقيقة
شهدت منطقة الجزيرة ابا التابعة لمحلية ربك بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان حادثة كسر جديدة في الجسر الحامي للمدينة، ما أثار قلق الأهالي ودفع السلطات المحلية إلى تحرك ميداني عاجل، وسط مخاوف من اجتياح المياه للمنطقة بالتزامن مع موسم حدوث الفيضان.
غرفة طوارئ الجزيرة ابا عقب حادثة الكسر الجديد الذي تعرضت له المنطقة: شباب المدينة قد بذلوا جهوداً مقدرة في أعمال ردم الجسر وإغلاق الكسر، في ظل ظروف ميدانية صعبة وإمكانات محدودة..
في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث فيضان العام الماضي، الذي خلف أضراراً جسيمة على ضفاف النيل الأبيض وتسبب في نزوح مئات المواطنين بالجزيرة أبا من منازلهم التي غمرتها المياه في عدد من الأحياء الغربية المجاورة.
وأفادت غرفة طوارئ الجزيرة ابا امس الاحد عقب حادثة الكسر الجديد الذي تعرضت له المنطقة، بأن شباب المدينة قد بذلوا جهوداً مقدرة في أعمال ردم الجسر وإغلاق الكسر، في ظل ظروف ميدانية صعبة وإمكانات محدودة، وقد شارك في هذه الجهود متطوعو الهلال الاحمر وعدد من أبناء الأحياء المتضررة، الذين تسابقوا لنجدة منطقتهم وحمايتها من خطر تسرب المياه.
وأكدت الغرفة أن ما قام به الشباب يعكس روح المسؤولية والتكاتف المجتمعي التي تميز الجزيرة أبا، داعية إلى دعم رسمي وفني عاجل لتعزيز الجهود الشعبية وضمان معالجة المشكلة حيث قام معتمد محلية ربك برفقة المدير التنفيذي بالجزيرة أبا وعدد من القيادات الأمنية والحكومية وأعيان المنطقة بزيارة موقع الكسر في صبيحة ذات الاحد، حيث وجه المعتمد بضرورة مراقبة الجسر على مدار الساعة ومتابعة تطورات الموقف المائي، مع التحرك الفوري لمعالجة الكسر قبل تفاقم الوضع.
المهندس عمر إدريس: الكسر ناتج عن فعل فاعل بغرض السقاية، إذ تم فتح سيال أدى إلى توسع الفتحة تحت تأثير ارتفاع منسوب مياه النيل، مما ساهم في زيادة الخطورة
وفي تقرير فني، أوضح المهندس عمر إدريس أن الكسر ناتج عن فعل فاعل بغرض السقاية، إذ تم فتح سيال أدى إلى توسع الفتحة تحت تأثير ارتفاع منسوب مياه النيل، مما ساهم في زيادة الخطورة، وأضاف أن التنسيق جار مع وزارة الري وإدارة خزان جبل أولياء للعمل على تخفيف الضغط المائي على المنطقة.
ورغم صعوبة الموقف، فقد سطر شباب الجزيرة أبا بالتعاون مع متطوعي الهلال الأحمر ملحمةً جديدة من روح التكاتف والمبادرة الشعبية، حيث تمكنوا من إغلاق الكسر مؤقتاً بوسائل محلية، في خطوة تعكس الوعي والمسؤولية الاجتماعية لأبناء المنطقة.
وتأتي هذه الحادثة بعد مرور عام واحد على الفيضان الذي ضرب المنطقة في 2024م وشهدت خلاله الجزيرة أبا تصدعات مماثلة في بعض الجسور الترابية، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى حلول هندسية دائمة تضمن حماية المدينة من أخطار الفيضانات الموسمية.
وتسببت مياه فيضان العام الماضي في غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وكما غمرت المياه المنازل بالكامل ولم يتمكن بعض المواطنين من إخراج أثاثاتهم وممتلكاتهم رغم التدخلات التي قامت بها حكومة الولاية في تعلية الردميات لحماية المدينة.
ومع تكرار حادثة كسر الجسر الجديدة والذي تم إغلاقه في ظل ظروف ميدانية صعبة حيث وجه مواطنو الجزيرة أبا نداء الي سلطات الولاية المنشغلة باستنفار المواطنين والتعبئة العسكرية بضرورة تبني مشروع شامل لإعادة الجسر وتحصين الضفة النيلية، بصورة علمية ومُستدامة، وكما دعوا جميع الشركاء والجهات ذات الصلة إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية، من أجل صون المنطقة وحماية سكانها من أي تكرار محتمل للمخاطر السابقة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.