كتُب في نهار التاسع من شهر يوليو 2025م في مدينة أبيي
في مثل هذا اليوم من العام 2011 طويت صفحة من تاريخ السودان حين أعلن جنوب السودان استقلاله منهيا وحدة امتدت لعقود لكنها كانت في جوهرها مثقلة بالقهر والتهميش والدم
لم يكن الانفصال حدثا عابرا بل نتيجة لمسار طويل من الألم سلكته شعوب الجنوب تحت وطأة الإقصاء والتعالي والوعود التي لم تُنفذ كان الانفصال حلا قاسيا لكنه في نظر كثيرين السبيل الوحيد لوضع حد لنزيف لم يتوقف ولوجع لم يُحتمل
اختار الجنوبيون الرحيل لا فرحا بل نجاة لم تكن لحظة الانفصال لحظة انتصار بل لحظة نجاة مريرة انفصل فيها الجسد بعد أن انكسر الرابط وتيبست جذور الانتماء
واليوم ونحن نسترجع ذكرى ذلك اليوم الحزين نرفع التحية للإنسان الجنوبي الذي لا يزال رغم كل شيء يزرع بذور الأمل ويحلم بوطن يصون كرامته ويحمل ملامحه دون خجل أو خوف
لكن
يبقى سؤال آخر أكثر وجعا يطرق أبواب القلب بعد حرب الخامس عشر من أبريل
هل هناك جنوب آخر في طريقه للرحيل
هل ما نشهده اليوم من خراب وتشظ وتمزق يعيد إنتاج ذات المشهد لكن بأسماء وأمكنة جديدة
هل كتب علينا أن نفقد أطراف هذا الوطن واحدا تلو الآخر لأننا لم نتعلم أن نكون عدلا لبعضنا ولم نحترف الإصغاء لصوت المظلوم قبل أن يختار طريق الانفصال
في ذكرى انفصال الجنوب لا نملك إلا الحزن
والخوف من أن يكون القادم أكثر فداحة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.