مؤتمر الكنابي يدين حادثة الاعتداء على طلاب وتعرضهم لإساءة عنصرية بقرية العزازة بالجزيرة

متابعات - عين الحقيقة

اعربت مركزية مؤتمر الكنابي بالسودان عن بالغ قلقها إزاء تصاعد وتيرة الاعتداءات المنظّمة التي تستهدف سكان الكنابي بولاية الجزيرة، في ظلّ صمت وتواطؤ سلطات الأمر الواقع في بورتسودان. مشيرة الي ما حدث من اعتداء علي الطلاب يُشكّل انتهاكًا سافرًا لحقوق الإنسان، وللقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وكشفت مركزية مؤتمر الكنابي في بيان لها الخميس ان حادثة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات الممنهجة ضد مجتمعات الكنابي، بعد ان تعرّض طلاب وطالبات من قرية العزازة الواقعة غرب قرية أمغد بمحلية الكاملين، وحدة المسيد الإدارية لاعتداء عنيف يوم الإثنين الماضي 5 أغسطس 2025م، أثناء عودتهم من المدرسة.
وتابع البيان، نفّذت الاعتداء مجموعة من سكان قرية أمغد، الواقعة على الطريق القومي الخرطوم مدني وفقًا لشهادات متطابقة من شهود عيان، باغت المعتدون الطلاب بالعصي والحجارة، مما أدى إلى تهشيم زجاج العربة التي كانت تقلهم.
وكما تعرّض الضحايا لوابل من الإهانات اللفظية ذات الطابع العنصري والجهوي، التي تعكس كراهية متجذّرة تجاه سكان الكنابي.
وكشفت المركزية أن الهجوم أسفر بالاعتداء عن إصابة أربع طالبات، من بينهن الطالبة مثاني يوسف الممتحنة هذا العام لشهادة الثانوية السودانية والتي أُصيبت إصابة بالغة أدخلتها في غيبوبة تامة، نُقلت على إثرها إلى مستشفى ود مدني، ثم إلى مستشفى أم درمان التعليمي، حيث ترقد في العناية المكثفة في حالة حرجة.
ورغم فداحة الجريمة، قوبلت مطالب أولياء الأمور والناشطين الحقوقيين بتقاعسٍ واضح من شرطة وحدة المسيد، التي ماطلت في فتح البلاغات، في وقت لم تُفضِ فيه إجراءات قسم شرطة الكاملين إلى توقيف أيٍّ من الجناة حتى لحظة صدور هذا البيان.
وحمّلت المركزية، سلطات ولاية الجزيرة، وكافة الأجهزة الأمنية والقضائية، المسؤولية الكاملة عن هذا التواطؤ الخطير، الذي يندرج ضمن نمطٍ متكرر من الإفلات من العقاب والانتهاكات الممنهجة التي تستهدف سكان الكنابي، والتي تصاعدت وتيرتها منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م.
واكدت أن هذه الممارسات تُهدد السلم المجتمعي في عمق البلاد، وتُغذّي النزعات العرقية وخطاب الكراهية، وتُقوّض أي جهود وطنية جادّة لتحقيق المصالحة والعدالة.
وطالبت المركزية، بفتح تحقيق عاجل، ونزيه، ومستقل في الحادثة، يضمن توثيق جميع الملابسات بشفافية ودقة، بالاضافة الي القبض الفوري على الجناة وتقديمهم للعدالة دون أي غطاء سياسي أو حماية قبلية، الي جانب توفير الحماية الأمنية والقانونية للطلاب والطالبات في القرى والكنابي، وضمان بيئة تعليمية آمنة وخالية من التمييز والعنف.
وذكر البيان أن هذه الجريمة تُشكّل انتهاكًا صارخًا لعدد من المواثيق الإقليمية والدولية، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وايضاً الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.
وناشدت مركزية مؤتمر الكنابي، المجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، بممارسة أقصى درجات الضغط على سلطات الأمر الواقع في بورتسودان، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من أجل: وقف هذه الانتهاكات العنصرية الممنهجة، وحماية السكان المدنيين، وضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفقًا للقانون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.