عودة اكثر من مليون سوداني لمناطقهم.. كيف وجد العائدون الاوضاع ؟

تقرير - عين الحقيقة

وصل “م ،س” رفقة اسرته إلي منطقة الصحافة بالخرطوم الشهر الماضي قادماً من مصر، ويقول إنه كان يدرك أن الوضع سيئ قبل اتخاذ قرار العودة ، لكنه يأمل في يتحسن مع الايام، و مع زيادة المعاناة اليومية وانعدام الكهرباء ومياه الشرب قرر مغادرة البلاد مرة أخرى إلى القاهرة. حالة “م س” تتشابه مع كثير من المواطنين الذين استجابوا لنداءات العودة الطوعية التي روجت لها حكومة الامر الواقع واستهدفت النازحين واللاجئين مما اغرت لكثيرين إلي اتخاذ قرار العودة، ليتفاجئوا بان العاصمة الخرطوم ومدنهم غير التي تركوها قبل اكثر من عامين.

كشفت منظمة الهجرة الدولية عن عودة أكثر من نصف مليون لاجئ ونازح إلى الخرطوم خلال شهر يوليو الماضي في ظل هدوء نسبي..

ومع تحسن الاحوال الامنية بدأ بعض المواطنين في العودة مؤخراً ، و كشفت منظمة الهجرة الدولية عن عودة أكثر من نصف مليون لاجئ ونازح إلى الخرطوم خلال شهر يوليو الماضي في ظل هدوء نسبي بعدما توقف القتال الذي يفتك بالعاصمة السودانية منذ أكثر من عامين وفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

و بالرغم من توقف العمليات العسكرية بانسحاب الدعم السريع من ولايتي الخرطوم والجزيرة في مارس الماضي ، الا ان الاوضاع الانسانيه والامنية ما زالت متدهورة ، حيث يواجه العائدين معضلات ضخمة في الحصول على الخدمات الضرورية مثل الصحة والمياه والكهرباء ، فضلاً عن تردي الأوضاع الأمنية بانتشار حوادث النهب والاعتداءات على المواطنيين من قبل مسلحون ينتمون إلى القوات الحكومية.

تجتهد حكومة بورتسودان إلي عكس واقع مخالف للحقائق ، وتعمل على تجميل الصورة، إلا إن ذلك مرهون بتحسين الاصل بتوفير الخدمات كافة لتعزيز العودة الطوعية..

وتجتهد حكومة بورتسودان إلي عكس واقع مخالف للحقائق ، وتعمل على تجميل الصورة، إلا إن ذلك مرهون بتحسين الاصل بتوفير الخدمات كافة لتعزيز العودة الطوعية..

وبحسب الأمم المتحدة، يوجد في الوقت الحالي قرابة 10 ملايين نازح داخل السودان بينما لجأ 4 ملايين إلى الخارج.

و عقب انسحاب مقاتلي الدعم السريع من ولايات حيوية مثل الخرطوم والجزيرة، كثّفت قوات الدعم هجماتها على كردفان ودارفور، حيث تقع معظم أجزاء إقليم دارفور الشاسع وبعض مدن كردفان تحت سيطرة الدعم السريع.

و تشير تقارير الامم المتحدة إلي أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية، عاد أكثر من مليون نازح داخلي إلى ديارهم، كما عاد 320 ألف لاجئ إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا، بينما تحذر الأمم المتحدة من أن الوضع لا يزال غير مستقر.

يشكو العائدون إلى مناطقهم من عدة مشاكل واجهتهم منها انعدام للخدمات ، فضلاً عن عدم استتباب الآمن مما دفع الكثيرين إلي المغادرة مرة أخرى..

تدهور الوضع الأمني والمعيشي!!

ويشكو العائدون إلي مناطقهم من عدة مشاكل واجهتهم منها انعدام للخدمات ، فضلاً عن عدم استتباب الآمن مما دفع الكثيرين إلي المغادرة مرة أخرى. وفي ولاية الخرطوم ، حيث تعم فوضي انتشار السلاح ، تتكرر حوادث القتل والسرقات ، آخرها حادثتي نهب معلمة في وضح النهار بمحلية كرري ومقتل تاجر شاب في متجره بحي ابو روف. الوضع الامني المتدهور يقابله إرتفاع مستمر في أسعار السلع الاساسية توج قبل أيام بان أصبح سعر رغيفة الخبز 200 جنيه دون اي التزام بوزن أو تحسين جودتها.

مؤخراً زار ممثلو الأمم المتحدة الخرطوم، إلا انهم عبروا عن اندهاشم من ما وجدوه في العاصمة من دمار شامل وانهيار للبنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، بالإضافة لاننتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا وحمي الضنك.

وتؤكد الامم المتحدة إن تطهير الخرطوم بالكامل من مخلفات الحرب المميتة يستغرق سنوات ويُقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار أمريكي لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.

كما يواجه العائدين مخاطر صحية مقلقة ، إذ حذر مراقبون من خطر يتربص بسكان العاصمة الخرطوم، بسبب تلوث محتمل جراء استخدام مزعوم لأسلحة كيمائية، مستبعدين عودة الحياة إلى طبيعتها في الوقت القريب. وقدم 4 خبراء محليين تقريراً إلى منظمات دولية بينها “هيومن رايتس ووتش”، يحتوي على “دلائل قاطعة أكدت وجود تسريب كيميائي خطير في عدد من مناطق الخرطوم”، محذرين من أن المباني الحكومية والجامعات والمدارس في وسط العاصمة متأثرة بهذا التلوث.

يشهد السودان تدهورا مربعاً في الاوضاع الاقتصادية مع استمراراً التراجع الحاد في قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وسط حالة من الفوضى النقدية..

و يشهد السودان تدهورا مربعاً في الاوضاع الاقتصادية مع استمراراً التراجع الحاد في قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وسط حالة من الفوضى النقدية وتراجع دور البنك المركزي في ضبط السوق، فيما أظهرت دراسة أن تكاليف المعيشة تقفز إلى 100 ضعف أجر الموظف.

‏‎بالاضافة تاأثيرات الحرب في انكماش الناتج المحلي بنحو 40٪ وفقدان أكثر من 60 ٪ من الأسر لمصادر دخلهم.

‏‎وارتفعت تكاليف المعيشة بشكل كبير مع استمرار انخفاض الجنيه وبلوغه مستويات قياسية، حيث جرى تداول الدولار الواحد بنحو 3400 جنيه في آخر تعاملات السوق الموازي، مقارنة مع نحو 600 جنيه قبل اندلاع القتال. بسبب انفلات الأسعار وخروجها عن سيطرة المستهلك العادي، تتزايد أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بشكل خطير، حيث ارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 70 في المئة بحسب تقديرات الأمم المتحدة

(عبد الوهاب ص ك) عضو لجان للخدمات في إحدي احياء العاصمة الخرطوم ، يشير إلى أن غالبية الناس يفرطون في توقعاتهم الحال قبل العودة ، مبيناً أن الأمور صعبة للغاية ، لكن بالنسبة لبعض للاجئين والنازحين هي افضل من معاناتهم في دول اللجوء لذلك نلاحظ أن هنالك موجة عودة كبيرة خاصة من مصر ، ويؤكد عضو لجنة الخدمات إن امام الحكومة تحديات لا حدود لها في كيفية اصلاح الكهرباء وخطوط إمدادات المياه والطرق فضلاً عن نشر القوات الشرطية لحفظ الآمن ، ويضيف هنالك آمر آخر يؤرق جميع العائدون يتمثل في إمكانية انتكاسة الوضع الأمني و عودة الدعم السريع إلي العاصمة ، خاصة أن الحرب لم نتوقف و يقول إن بعض الناس لا يفكرون في العودة إلا في حال توصل الطرفين إلى اتفاق سلام شامل.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.