نقص حاد في الأدوية الأساسية مع انتشار الامراض.. تدهور أوضاع النازحين بولاية شرق دارفور ..
تقرير _ عين الحقيقة
ولاية شرق دارفور من الولايات التي حظيت بإستقرار كبير في معظم فترات الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل بالسودان ، ولكن الولايات شهدت موجات نزوحا ً إليها منذ أيام الحرب الأولى ، فولاية شرق دارفور تجاور من الشمال ولاية شمال دارفور حيث تشهد هجرات نزوح واسعة من قبل المواطنيين الذين يفرون من مدينة الفاشر التي تفرض عليها قوات الدعم السريع الحصار ، و من الشرق تجاورها ولاية غرب كردفان والتي تحاصر فيها قوات الدعم السريع مدينة بابنوسة ، وتجاورها من الغرب ولاية جنوب دارفور .
وشهدت الولاية موجات من النزوح منذ إنطلاق الحرب من ولايات أخرى كولاية الخرطوم والنيل الأبيض وولاية شمال كردفان . وتشهد الولاة استمرار تدفق أعداد متزايدة يوميا. وعقب سيطرة الجيش على ولاية الخرطوم وبعد حملة الإغتيالات الواسعة التي قامت بها القوات المساندة للجيش إضطر أعداد كبيرة من النزوح إلى الولاية. تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تشير إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني هم أعداد النازحين داخل السودان .
تشير التقارير أيضاً إلى أن الغالبية من النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن . يتوزع النازحون في حوالي أكثر من عشرة مراكز في كل من محلية عديلة ومحلية أبو جابرة ومحلية شعيرية ومحلية ياسين وخزان جديد وقريضة وبمحلية الضعين في مراكز عدد من مراكز الإيواء.. يعيش النازحون في أوضاع بالغة السوء مع نقص حاد في مواد الإيواء والإغاثة بحسب تقارير الوكالة السودانية للإغاثة والتعمير . كما يعيش النازحون مع نقص حاد في الأدوية الأساسية مع إنتشار الامراض ومع ظهور بؤر جديدة لمرض الكوليرا في مناطق مثل خزان جديد .
اعلنت غرف الطوارئ في أكثر من مرة توقف مطابخها في عدد من مراكز الإيواء..
وتقوم غرف الطوارئ المنتشرة في عاصمة الولاية والمحليات المختلفة بجهود عظيمة لتقديم الغذاء وتوفير الماء لمراكز الإيواء ، وتواجه غرف الطوارئ ازدياد اعداد النازحين مع قلة في الموارد ونقص في الدعم ، اذ اعلنت غرف الطوارئ في أكثر من مرة توقف مطابخها في عدد من مراكز الإيواء .
أيضاً تبذل المنظمات المحلية والدولية جهود لتقديم الإغاثة والمساعدات للمتضررين إلا أنها لا تغطي كافة الاحتياجات الفعلية . وتفرض حكومة بورتسودان قيودا واسعة على حركة المساعدات الإنسانية وتشدد قبضتها على حركة البضائع والمساعدات الغذائية والدوائية وتمنع وصولها إلى ولاية شرق دارفور . وتزداد الأوضاع سوءا داخل مراكز الإيواء و مخيمات النازحين مع شح الإمكانيات المتوفرة لكل المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني .
غرف الطوارئ: الدعم المقدم من قبل المنظمات والخيرين لا يغطي 30 ٪ من الاحتياجات الفعلية، وأن أعداد النازحين في زيادة مستمرة ، مع نقص حاد في الأدوية الأساسية..
وبحسب (أ ،م) من غرف الطوارئ بالولاية أن الدعم المقدم من قبل المنظمات والخيرين لا يغطي 30 ٪ من الاحتياجات الفعلية ، وأن أعداد النازحين في زيادة مستمرة ، مع نقص حاد في الأدوية الأساسية ، وأن المنظمات المحلية تبذل جهودها لتقديم الخدمات والرعاية الطبية المتاحة إلا أنها لا تكفي للحوجة الكبيرة ، وذكر أن الغرف والمنظمات المحلية تجد تعاونا ً واسعا ً من الوكالة السودانية والادارة الاهلية والغرفة التجارية بالولاية ، ويطالبهم بمزيد من تقديم المساعدة ، كما طالب المنظمات الأممية بالضغط على حكومة بورتسودان للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الولاية وانهم الآن يواجهون تحديا ً جديداً بتفشي مرض الكوليرا ، وأنه تم تسجيل حالات إصابة بمخيم للنازحين بمنطقة خزان جديد وهي وحدة إدارية تتبع لمحلية شعيرية .
تبقى أوضاع النازحين بالولاية ومع إستمرار تدهور أوضاعهم الإنسانية حوجة ماسة لتعزيز الإستجابة الإنسانية من خلال زيادة الدعم والتمويل الدولي وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية اليهم ، وتعزيز التعاون بين المنظمات الدولية والمحلية حيث تمثل عاملا ً ضامنا ً لإستجابة شاملة ومتكاملة .
إن الأوضاع التي يعيشها النازحين في ولاية شرق دارفور هي جزء من الازمة التي يعيشها السودان ككل منذ أكثر من عامين مع إستمرار العمليات العسكرية وإستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية نجد أن المواطنيين هم الأكثر معاناة ويواجهون خطر الموت بالجوع أو بالأوبئة والكوليرا نموذجا ً ، حيث تتطلب أوضاعهم تحركا ً عاجلا لمساعدتهم وإنقاذهم .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.