استهداف المتطوعين بغرف الطوارئ.. هل يعلن الجيش الحرب على المواطن..؟

تقرير - عين الحقيقة

بعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل بالسودان ، تشكلت في مناطق مختلفة من السودان مجموعات عمل تطوعية سُميت غرف الطوارئ حيث تتشكل معظم غرف الطوارئ من لجان المقاومة التي كان لها إسهامات كبيرة في إسقاط نظام المؤتمر الوطني (1989-2019)م .


عقب سيطرة الجيش السوداني على ولايات الخرطوم والجزيرة تعرضت غرف الطوارئ الإنسانية لحملات اعتقالات واسعة إستهدفت أعضاء الغرف ، رغم الأدوار الكبيرة التي قاموا بها من إنشاء ل(التكايا) و(المطابخ الجماعية) والتي كانت توفر الوجبات المواطنيين العالقين بمناطق الصراع .
حيث قامت ما تسمى الخلية الأمنية والتي تتبع لجهاز الأمن والمخابرات السوداني وكتائب البراء بن مالك وهي الذراع العسكري للحركة الإسلامية والإستخبارات العسكرية، بإعتقالات واسعة لاعضاء غرف الطوارئ في كل من شرق النيل ببحري والخرطوم بتهم التعاون والتخابر لصالح ما أسموه (بالعدو)، الخطوة التي أقدمت عليها الجهات السابقة سبقتها تهديدات بالتصفية والإغتيال عبر مقاطع فيديو على وسائط التواصل الاجتماعي .

المجموعات المتحالفة مع الجيش تتخذ من تهم التعاون والتخابر ذريعة لتصفية وإقصاء خصوم سياسيين كان لهم إسهامات وأدوار بارزة في إسقاط نظام المؤتمر الوطني..

هذا التوجه الذي إنتهجته هذه المجموعات المتحالفة مع الجيش يتخذ من تهم التعاون والتخابر ذريعة لتصفية وإقصاء خصوم سياسيين كان لهم إسهامات وأدوار بارزة في إسقاط نظام المؤتمر الوطني ، لهذا ترى في غرف الطوارئ هي نفسها مجموعات لجان المقاومة التي تسعى لإستعادة مسار الانتقال الديمقراطي والتي إرتضت أن تعمل مع المواطنين في تقديم الخدمات والمساعدة في ظل إنعدام الخدمات الأساسية وانهيار مؤسسات الدولة وعجزها في تقديم الخدمات الأساسية .
المجموعات المتحالفة مع الجيش والتي ترفع شعارات الحركة الإسلامية وشعارات المؤتمر الوطني تجد المساحة سانحة لتصفية وجود لجان المقاومة بشكل نهائي ، حيث لا وجود لمحاكم ولا يوجد متهمين يتم تقديمهم إلى القضاء .
وواجه عدد من المتطوعين الاعتقال والإغتيال بصور وحشية دون أن تصدر الجهات الرسمية في حكومة الأمر الواقع ببورتسودان بيانات توضح فيه ما يتعرض له المتطوعين من حملات ممهنجة من الإستهداف .
كما أن هذه الجرائم يتم الترويج لها علنا ً في وسائط التواصل الاجتماعي من قبل الغرف الإعلامية للحركة الإسلامية بالتحريض المستمر على القضاء على متطوعي غرف الطوارئ وذلك للإنتقام من ثورة ديسمبر ومن الفاعلين فيها وتصفيتها نهائيا ً .

الإستهداف الممهنج الذي يتعرض له المتطوعين بغرف الطوارئ لا يؤدي فقط لتوقف المطابخ فحسب، فهو مؤشر قوي لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا ، وخصوصاً مستقبل العمل المدني والطوعي..

هذا الإستهداف الممهنج الذي يتعرض له المتطوعين بغرف الطوارئ لم يؤدي إلى توقف المطابخ فحسب فهو مؤشر قوي لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا ، وخصوصاً مستقبل العمل المدني والطوعي ، كما أنه يشير إلى الوجه الدموي الذي عرف به عناصر الحركة الاسلامية في تصفية خصومهم ، ويشير كذلك إلى بدايات وصولهم إلى السلطة والتي بدأت بقصة مروعة بدق مسمار على رأس الطبيب (علي فضل) وذلك في أبريل 1990 م .
فهذه الأحداث تشير إلى الوجه الحقيقي القادم والملامح القادمة من سيطرة الإسلاميين على البلاد . كما تشير إلى عجز مؤسسات الدولة في حماية المدنيين وعجزها عن توفير شروط العدالة الأساسية حتى للمتهمين. وحكومة الأمر الواقع ببورتسودان ترى ما يحدث من إعتقال تعسفي وإختفاء قسري وإغتيال وحشي ولا تصدر أي تصريح أو توضيح أو بيان .
إن استهداف الفاعلين في غرف الطوارئ في مناطق سيطرة الجيش السوداني علاوة على أنه إنتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني ومبادئ حماية العاملين في المجال الإنساني ، فإن هذه الممارسات تؤدي إلى عسكرة كامل الفضاء المدني ، أو تبعيته بالكامل لكتائب لحركة الإسلامية ويقيد وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.