وسط دارفور.. الموقف الصحي وعودة (أطباء بلا حدود ) للعمل بمستشفى (زالنجي)
زالنجي - عين الحقيقة
ماذا يجري في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور؟ الإجابة هنا في هذا التقرير، مايجري هو واقع أشبه بالدراما، صراع داخله صراع، ثم مشاهد أكشن حقيقية رعب وخوف يعقبها قرار ومواقف فتدخل وتفاهم ثم اتفاق. وذلك أثر حادثين مأساويين الأول مقتل مهندس في حي الحميدية شرقي زالنجي من قبل مسلحين، في إثناء إسعافه للمستشفى وفارق الحياة هناك وتجمع ذويه ووجدوا شخصا مصابا اسعف للمستشفى هو ايضا، الشخص الأخير متهم بقتل الأول حاول أهل المرحوم الهجوم على المصاب حدث ضجة وعنف أخاف العاملون بالمستشفى والزوار، ولسوء الحظ جاء شخص آخر سكران يحمل في يده قنبلة قرنيت منزوعة التيلة، هدد بتفجير المكان ومع نشوة خمره تزحلقت قدماه وسقط على الأرض وانفجرت القنبلة مات هو على الفور وجرح معه آخرين.
علقت منظمة أطباء بلا حدود الإسبانية الداعمة بل المشغلة لمستشفى زالنجي التعليمي أنشطتها وهددت بالمغادرة إن لم تتخذ حكومة الولاية خطوات لحل الأزمة..
كل هذه الوقائع في باحة المستشفى والوقت ليلا، بعد هذه الفوضى وحوادث ماضية، علقت منظمة أطباء بلا حدود الإسبانية الداعمة بل المشغلة لمستشفى زالنجي التعليمي أنشطتها وهددت بالمغادرة إن لم تتخذ حكومة الولاية خطوات لحل الأزمة… في المقابل تفتك الكوليرا بالمواطنين كل ليلة وضحاها تدابير وقائية وعلاجية تقوم بها وزارة الصحة بولاية وسـط دارفور، لاسيما مبادرات حملات النظافة وإصحاح البيئة في الأحياء ودور النازحين داخل زالنجي، ومدن المحليات. في هذا التقرير وقفت صحيفة عين الحقيقة على تفاصيل هذا المشهد المؤلم ليستبين الناس كيف تبدو الاوضاع الصحية بالولاية وكيف عادت منظمة أطباء بلا حدود للعمل، وماذا جرى بينها وحكومة الولاية ولجنة الأمن؟
الراهن الصحي:
قالت وزارة الصحة بولاية وسـط دارفور، إن جملة الاصابات بالكوليرا في الولابة بلغت 353 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 12حالة وفاة، وبلغ عدد الحالات التي تماثلت للشفاء وخرجت من مراكز العزل 306حالة، بينما تبقت 35 حالة بمراكز العزل. وشملت مناطق الاصابات بالكوليرا، محليات زالنجي وأزوم وفي محلية زالنجي، درى ومعسكر الحميدية م 6 ومعسكر الحميدية م 7 وأروكوم، وتوبي وبلدة، وطيبة. أما في محلية أزوم شملت مناطق مرندو وبارقي.
قررت وزارة التربية والتعليم بوسط دارفور تمديد فترة إيقاف المدارس لأسبوعين آخرين ابتداءً من ٣١ أغسطس وحتى ١٥ سبتمبر الجاري، وذلك بسبب تزايد حالات الكوليرا في مدينة زالنجي..
إغلاق المدارس:
قررت وزارة التربية والتعليم بوسط دارفور تمديد فترة إيقاف المدارس لأسبوعين آخرين ابتداءً من ٣١ أغسطس وحتى ١٥ سبتمبر الجاري، وذلك بسبب تزايد حالات الكوليرا في مدينة زالنجي. وقالت الوزارة إن هذا القرار يأتي في إطار الحفاظ على صحة وسلامة التلاميذ والمعلمين والعاملين في المدارس.
عودة أطباء بلا حدود :
أكدت وزارة الصحة بولاية وسـط دارفور عودة منظمة أطباء بلا حدود لمزاولة عملها ونشاطها بمستشفى زالنجي التعليمي بنسبة 100% وذلك استنادا الى التفاهمات والإجراءات التأمينية والتنظيمية بالمستشفى التي تم التوصل اليها بعد الاجتماعات المكثفة بين إدارة المنظمة من جهة ولجنة امن الولاية ووزارة الصحة والقيادات المجتمعية من جهة أخرى.
وكانت المنظمة قد علقت اعمالها بالمستشفى بعد الحادث الذي وقع في الساذس عشر من أغسطس المنصرم، .ودعا وزير الصحة بالولاية دكتور طلحــة الطيب عبدالرحمن، جميع المواطنين الالتزام بالقرارات واللوائح التي تم إصدارها وذلك من اجل استمرارية المنظمة في تقديم خدماتها الطبية العظيمة لمجتمع الولاية.
لجنة أمن ولاية وسـط دارفور:
الحادث أربك البعثة الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود الإسبانية، ورفعت تقرير بالواقعة إلى رئاستها التي أمرت بإجلاء عدد 6 من كادر أجنبي في الحال، وتجميد بعض الأقسام ثم الترتيب لإجلاء البقية
ما الذي دار بين حكومة الولاية والمنظمة؟:
أوضحت لجنة أمن ولاية وسـط دارفور أن الحادث أربك البعثة الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود الإسبانية، ورفعت تقرير بالواقعة إلى رئاستها التي أمرت بإجلاء عدد 6 من كادر أجنبي في الحال، وتجميد بعض الأقسام ثم الترتيب لإجلاء البقية إذا لم تجد التطمينات والإجراءات الامنية الوقائية على ارض الواقع تضمن سلامتها, عليه عقدت لجنة امن الولاية والادارة المدنية اجتماع طاريء لادارة هذه الازمة، وفي اجتماع منفصل لذات الموضوع وتوصلت لعدد من التدابير والإجراءات من لجل استبقاء البعثة واستمرارها في مهمتها وتقرر في هذا الاجتماع جملة من الشروط والمطلوبات شملت ان تضمن اللجنة الأمنية بالولاية بتحقيق القاعدة الأساسية التالية: المنع المشدد للدخول لمستشفى زالينجي التعليمي بحيازة أي نوع من الأسلحة بدءا من الأسلحة البيضاء (السكاكين وغيرها) حتى الأسلحة النارية ويشمل ذلك الجميع بلا استثناء. سواء كان من يحمل السلاح افراد مدنيين او عسكريين او عربات مسلحة.، كما يمنع منعاً باتاً دخول أي عربة لغير العاملين في المستشفى الا في حالات الطوارئ وتكون العربات فقط في المكان المخصص لها، وتدعم اللجنة الأمنية النقاشات بين إدارة المستشفى وإدارة المنظمة بخصوص تنظيم الدخول للمستشفى. يشمل ذلك إصدار بطاقات خاصة للعاملين بالمستشفى ومرافقي المرضى (مرافق واحد لكل مريض) وبطاقات أخرى للزائرين مع تحديد العدد (زائرين عدد 2 لكل مريض) وتوقيت الزيارات من 11 صباحاً حتى الـ12 ظهراً ومن الـ3 حتى الـ4 عصراً. كذلك تفعيل سجل الزيارات وعزل بوابة المرضى (الغربية) عن بوابة الموظفين والزوار (الشرقية). لا يسمح دخول الزوار في قسم الطوارئ كما لا يسمح دخول المرافق إلى قسم الطوارئ إلا عند الطلب، مع وضع تمييز واضح بين أنواع البطاقات (العاملين، المرافقين، الزوار)، وضمان الالتزام بساعات الزيارات المحددة، وتخصيص مداخل منفصلة لتقليل الازدحام والمخاطر الأمنية.
وتضمن اللجنة الأمنية أيضا تخصيص عدد 2عربة عسكرية لتأمين مداخل المستشفى والمرافق الأخرى بالاستعداد التام وتتركز جوار المستشفى وتحت الطلب في أي لحظة. ترتكز العربات على بعد مناسب للحفاظ على حيادية المستشفى مع الحفاظ على فعاليتها في الحماية الامنية. والسعي في تشريع قانون عقوبات رادعة للمخالفين للتدابير المذكورة تصل حد الغرامة او السجن او كلاهما.
تقوم قيادات المجتمع (الإدارات الأهلية والاعيان) لانزال هذه التدابير والالتزامات للقواعد الاجتماعية في المدينة والمناطق المجاورة للتعاون مع السلطات العسكرية والأمنية وتوعية المجتمع بأهمية الالتزام بها لمصلحتهم.
وتقوم قيادات المجتمع (الإدارات الأهلية والاعيان) لانزال هذه التدابير والالتزامات للقواعد الاجتماعية في المدينة والمناطق المجاورة للتعاون مع السلطات العسكرية والأمنية وتوعية المجتمع بأهمية الالتزام بها لمصلحتهم. وتدعم اللجنة الأمنية والسلطات المعنية منظمة أطباء بلا حدود القيام بكافة الإجراءات الإنشائية والاحترازية اللازمة حول مقر إقامة البعثة ومكاتبها،ومراجعة سور المستشفى ومعالجة أماكن القصور أو الخلل في الجوانب التأمينية.
وتعمل اللجنة الأمنية كذلك مع إدارة المستشفى لنقل المشرحة الى الجزء الجنوبي الشرقي من المستشفى وتعديل المدخل المؤدي إليها من الخارج،
وحماية واحترام الكوادر الطبية بالمستشفى وعدم التعرض لهم بالاذى ويتم محاسبة كل من يخالف ذلك وفق قانون حماية الكوادر الطبية كما تقوم اللجنة بمراجعة الموقف الأمني بصورة أسبوعية بواسطة الشرطة الفيدرالية وإدارة المستشفى وموافاة لجنة أمن الولاية بذلك وعلى ادارة المستشفى ان تقوم بإصدار لوائح داخلية للتنظيم والتحكم في البيئة الداخلية للمستشفى بالتعاون مع اطباء بلا حدود الإسبانية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.