عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صالح محمود: لن نتحالف مع من قمع الشعب السوداني والحزب عصي على المغازلات
متابعات - عين الحقيقة
قال صالح محمود، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، إن ما تم تداوله مؤخرًا حول موقف الحزب من مجموعة الرباعية الدولية قد جرى تأويله بشكل خاطئ، مؤكدًا أن البيان الذي أُسيء فهمه يمثل موقف التحالف وليس الحزب، بل لا يمثل تراجعًا عن موقف الحزب المبدئي، بل يعكس التزامًا إنسانيًا تجاه حماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية، وفق ما تسمح به القوانين الدولية.
شدد محمود على أن محاولات ربط الحزب الشيوعي بالمؤتمر الوطني المحلول أو بأي فصائل عسكرية قمعية، هي محاولات بائسة لتشويه الحقيقة، مشيرًا إلي أن الحزب سيظل في صفوف القوى الثورية ولا يمكن مقارنته بمن مارسوا القمع أو تسببوا في تفكيك الدولة ونهب مواردها.
واستدرك محمود: من المستحيل أن يختلط الزيت بالماء؛ أي محاولة للتقارب أو الشراكة مع العسكر أو الإسلاميين، مضيفًا أن الحزب لن يكون جزءًا من أي تسوية تمنح شرعية جديدة للانقلابيين. وأكد محمود أن تجربة تدخل الجيش في السياسة كانت كارثية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق كانت نتيجة مباشرة لقرارات عسكرية منفصلة عن الإرادة الشعبية،
وزاد: دارفور وحدها تعادل مساحة فرنسا، لكنها دُمرت بقرارات اتخذت خارج مصلحة المواطن. وأشار إلى أن تحالفات القوى الطائفية مع العسكر، خصوصًا ما حدث بعد أبريل 2019، كرست لعلاقات غير متوازنة سمحت بعودة النفوذ العسكري مقابل التنازل عن السيادة الشعبية.
واستثنى محمود بعض التدخلات الدولية التي تُعد ملزمة كما نص عليها القانون الدولي، مثل تدخل مجلس الأمن في دارفور عام 2003، لحماية المدنيين، لكنه شدد على أن الشعب السوداني وحده هو من يقرر شكل الحكم والسيادة، وليس أي جهة خارجية.
ورأى محمود أن السودان ليس في مرحلة تهدد وحدته حاليًا، موضحًا أن الغالبية في المناطق المتأثرة بالصراعات تطالب بالعدالة لا بالانفصال، لذلك لا توجد جهة طرحت الانفصال رسميًا كما حدث في الجنوب، وما يجري من تشكيل حكومة موازية من قبل تحالف تأسيس هو أقرب لنموذج ليبيا واليمن.
وقال محمود في حواره لموقع استقصائي” إن الحزب يمتلك أدواته الفكرية والتنظيمية التي مكّنته عبر عقود من قيادة الحراك الجماهيري، مشيرًا إلى أن ثورة ديسمبر أبرزت تأثير الحزب الثقافي والسياسي حتى وسط الأجيال الشابة.
وأوضح عضو المكتب السياسي أن الحزب لا يفصل الفعل الثوري عن المرجعية الفكرية، مضيفًا أن الماركسية ليست خطابًا نخبويًا، بل أداة لتحليل الواقع وتغييره، دون الحاجة إلى حمل السلاح. كما نأى محمود بالحزب عن أي خلاف داخلي بشأن المواقف السياسية، موضحًا أن كل القضايا تُناقش داخل الأطر التنظيمية، وأن المواقف الفردية لبعض الأعضاء لا تمثل الحزب.
وأضاف: بعض التصريحات الشخصية قد تؤدي إلى تشويش، لكن لدينا ثقافة تنظيمية قوية تميز بين الموقف الرسمي والرأي الفردي. ورفض بشدة أي حديث عن مغازلات سياسية من رموز المؤتمر الوطني تجاه الحزب الشيوعي، واصفًا ذلك بـ”التزييف المقصود. وتابع: نحن في الحزب الشيوعي لم نساوم على دماء الشهداء، فكل محاولات الربط بيننا وبين من قمعوا الثورة محكوم عليها بالفشل، مؤكداً أن الحزب لا يمكن أن يُجر إلى أي تسوية مع أعداء الثورة، ولا يساوي نفسه إلا بموازين العدالة والكرامة الوطنية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.