تتجه انظار السودانيين إلي تحركات الرباعية الدولية بشأن الازمة السودانية، والتي بدأت تتخذ خطوات إيجابية لإحلال السلام في البلاد. وتتضمن خريطة طريق «الرباعية الدولية» التي اعلنت سبتمبر الماضي هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، على إن تطور لاحقاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبدء حوار بين الأطراف السودانية تنتهي بتشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية واسعة، في سقف زمني لا يتجاوز 9 أشهر.
تهدف الرباعية الدولية إلي صياغة ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة مدنية مستقلة قادرة على إدارة البلاد واستعادة الاستقرار ، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان..
تتكون الرباعية من الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، وبريطانيا، وتسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، ابرزها وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة لتهدئة الوضع وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح ،و اطلاق حوار شامل يضم جميع الأطراف السودانية للوصول إلى حلول توافقية تعالج الأسباب الجذرية للصراع.
كما تهدف الرباعية الدولية إلي صياغة ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة مدنية مستقلة قادرة على إدارة البلاد واستعادة الاستقرار ، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان لتخفيف المعاناة الإنسانية و حماية المدنيين وإنهاء معاناتهم من خلال توفير بيئة آمنة ومستقرة.
وبالرغم ما تضمنته “الرباعية الدولية” من خارطة طريق واضحة لانهاء الازمة، إلا ان حكومة الامر الواقع ، رفضت المبادرة الرباعية الدولية، معتبرة أنها تدخل في الشؤون الداخلية للسودان وتسعى للمساواة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بعض القوى المدنية، مثل تحالف القوى الديمقراطية المدنية “صمود” برئاسة عبد الله حمدوك، رحبت بمبادرة الرباعية، معتبرة إياها خطوة نحو إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان
في وقت رحبت فيه بعض القوى المدنية، مثل تحالف القوى الديمقراطية المدنية “صمود” برئاسة عبد الله حمدوك، بمبادرة الرباعية، معتبرة إياها خطوة نحو إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان. كما رحب تحالف تأسيس الذي شكل حكومة مؤخراً برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
و يواجه تنفيذ مبادرة “الرباعية الدولية” تحديات كبيرة بسبب تعقيدات الصراع الداخلي في السودان وتباين مواقف القوى العسكرية والمدنية، وبرزت هناك مخاوف من فشل الاتفاق بسبب عدم التزام الأطراف المتصارعة أو عدم مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية، لكن رغم ذلك تسعى مبادرة الرباعية الدولية إلى إنهاء الحرب في السودان وتحقيق الاستقرار في البلاد.
كما ناقش أعضاء «الرباعية الدولية» مؤخراً وقف إطلاق النار في السودان، خلال اجتماع وزاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما أعاد التساؤلات حول فرص وضع حد للنزاع في السودان.
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على «دعم القاهرة لسيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان ومؤسساته الوطنية».
وعقدت «الرباعية الدولية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات اجتماعاً لمناقشة الوضع في السودان، شدد خلاله وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على «دعم القاهرة لسيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان ومؤسساته الوطنية».
وأكد عبد العاطي، حسب إفادة بيان الخارجية المصرية، ضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الناجمة عن النزاع، وعدم إمكانية فرض أي ترتيبات على الشعب السوداني، معرباً عن قلقه من الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانية بمدينة الفاشر، مطالباً بفك الحصار بصورة فورية.
مؤخراً اعلنت مصر دعمها للرباعية الدولية في مسعى منها لإحياء المبادرة ، و زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بورتسودان الاسبوع الماضي للدفع بالجهود لانجاحها و يأتي تأييد مصر للرباعية من منطلق حرصها على حماية امنها القومي من مخاطر الجماعات المسلحة الخارجية أو المدعومة من الخارج، وحرصها على السلام والاستقرار الإقليمي. كما أن مصر تسعى إلى تعزيز دورها كشريك مسؤول في القضايا الإقليمية، وتقوية العلاقات مع واشنطن ودول الخليج بدعمها لهذه المبادرات .
اللواء المتقاعد بالجيش كمال إسماعيل: مطالب «الرباعية» أصبحت مطلباً دولياً وإقليمياً، ومطلباً داخلياً من الشعب السوداني الذي يعاني من الحرب وينشد السلام..
و كانت قد أصدرت “الرباعية” بياناً سبتمب الماضي، أشارت فيه بشكل واضح وصريح إلى دور الحركة الإسلامية في الوضع الراهن بالسودان قائلة إن «مستقبل السودان، لا يمكن أن يُرسم وفق رغبات الجماعات المتطرفة العنيفة المرتبطة بجماعة (الإخوان المسلمين)، التي أشعل نفوذها حالة من عدم الاستقرار والعنف في السودان والمنطقة بأسرها».
و يقول اللواء المتقاعد بالجيش كمال إسماعيل إن مطالب «الرباعية» أصبحت مطلباً دولياً وإقليمياً، ومطلباً داخلياً من الشعب السوداني الذي يعاني من الحرب وينشد السلام. وأوضح أن الإخوان المسلمين، بطبيعة تفكيرهم، مستفيدون وحدهم من الحرب، لأنهم تاريخياً اعتمدوا على العنف والقمع لفرض أجندتهم. واضاف في حديثه لـ”شرق الاوسط” فعندما جاءوا للسلطة بانقلاب 30 يونيو 1989 فككوا القوات المسلحة وكثيراً من أجهزة الدولة لصالحهم، وأعادوا أدلجتها وفق معتقداتهم المتطرفة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.