انقسام شباب السودان حول الموقف من الحرب ودعم طرفي الحرب

تقرير - عين الحقيقة

منذ إندلاع الحرب في السودان ، شهد السودان إنقساما ً وسط مجتمعه وتكويناتها السياسية والمدنية والفئوية ، وقد طال الإنقسام اوساط الشباب الوقود الحقيقي والفاعل في ثورة ديسمبر 2019 والتي أطاحت بأطول فترة حكم للإسلاميين أو ما يسمى بنظام المؤتمر الوطني والذي إستمر لثلاثة عقود (1989_2019) .

المجموعات التي ساندت قوات الدعم السريع ترى فيه القوة التي تسعى لإنهاء السيطرة التاريخية للنخب و إنهاء سيطرة دولة (56)..

قوى الثورة الشبابية كانت من الإجسام الهامة التي تأثرت بهذا الإنقسام خصوصاً وسط لجان المقاومة السودانية و كيان (غاضبون) و(ملوك الإشتباك) حيث انقسمت القوى بين داعمة لقوات الدعم السريع و مؤيدة للجيش السوداني وأخرى إلتزمت موقف الحياد في هذه الحرب . وتبرز أسباب عديدة لهذا الإنقسام الحاد وسط الشباب.

المجموعات التي ساندت قوات الدعم السريع ترى فيه القوة التي تسعى لإنهاء السيطرة التاريخية للنخب و إنهاء سيطرة دولة (56) وهي إشارة إلى القوى التي تعاقبت على حكم السودان منذ الاستقلال في العام 1956 وأيضاً ترى فيها قوة كسرت احتكار المركز وتمثل مناطق وأطراف السودان التي تعرض للتهميش وهي تمثل تطلعات الهامش للمشاركة بعدالة في حكم السودان وتوزيع عادل للسلطة والثروة .

المجموعات التي تؤيد الجيش السوداني يرون أن الجيش السوداني يمثل المؤسسة الوطنية القومية التي تستطيع الحفاظ على الدولة ووحدتها من الإنقسام ويعتبرونها حامية للسيادة الوطنية حسب زعمهم. المجموعة التي التزمت الحياد ترى أن الطرفين تقع عليهم مسؤولية الحرب وأن هذا الصراع هو صراع حول السلطة والثروة وأن الطرفين يتحملان إفشال الفترة الإنتقالية .

الحرب حملت إفرازات إقتصادية كبيرة بعد توقف الإنتاج ودمار سبل كسب العيش برزت الدوافع لسد الحوجات والوضع المعيشي المتردي الإنخراط في صفوف دعم الجيش بحثا ً عن موارد تسير الحياة اليومية للشباب..

ولكن هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الإنقسام ، إذ أن المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني ليس هناك خيارات أخرى غير دعم الجيش السوداني ، دعما ً علنيا ً وحتى المشاركة في صفوف القتال ، إذ أن قانون الوجوه الغريبة والذي يعطي المليشيات التي تساند الجيش السوداني الحق في إعتقال كل من تشكك في إنتمائه أو ولائه ، وتحمل هذه الخطوة جذورا تعود إلى فترة حكم المؤتمر الوطني والتي أسست الأمن الشعبي والأمن الطلابي والخلايا الأمنية والعمل الخاص والعمل العدائي والتي كلها تنتمي لجهاز الأمن والمخابرات السوداني والذي يحمل تاريخا ً معروفا في الإنتهاكات من إعتقال وتعذيب وتصفية جسدية ، عوضاً عن إمتلاكه قاعدة بيانات عن معظم الناشطين والفاعلين وقوى الثورة وهو العامل الأول الذي يجعل خيار دعم معسكر الجيش أمر لا مفر منه طلبا للحماية وخوفا من مصير معروف .

هذه الحرب حملت إفرازات إقتصادية كبيرة بعد توقف الإنتاج ودمار سبل كسب العيش برزت الدوافع لسد الحوجات والوضع المعيشي المتردي الإنخراط في صفوف دعم الجيش بحثا ً عن موارد تسير الحياة اليومية للشباب ، كما أن الإنفاق الكبير على الحرب ومع إنعدام فرص العمل جعل بعض الشباب يلجأون إلى دعم معسكر الجيش .

كما هو معلوم بأن معسكر الجيش ومليشياته تمتلك آلة إعلامية ضخمة ومحترفة إستطاعت إنتاج سرديات مختلفة جعلت كل لا يساند الجيش أو الذي يقف في موقف الحياد يتهم بالخيانة للوطن وللقضية الوطنية وعميلاً ومرتهنا ً لأجندة خارجية ، وتقف _قرارات النائب التي طالت السياسيين بسحب بحظر جوازات سفرهم ، وكذلك منعهم من تجديد جوازات سفرهم _ شاهدة على ذلك ، كما أن الخطابات التي يرددها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومساعده ياسر العطا التي تتوعد غير الداعمين للجيش بالسجن أو عدم العودة وحتى الإغتيال كما يتبناه مناصرو الجيش السوداني..

كما هو معلوم بأن معسكر الجيش ومليشياته تمتلك آلة إعلامية ضخمة ومحترفة إستطاعت إنتاج سرديات مختلفة جعلت كل لا يساند الجيش أو الذي يقف في موقف الحياد يتهم بالخيانة للوطن وللقضية الوطنية وعميلاً ومرتهنا ً لأجندة خارجية ، وتقف _قرارات النائب التي طالت السياسيين بسحب بحظر جوازات سفرهم ، وكذلك منعهم من تجديد جوازات سفرهم _ شاهدة على ذلك ، كما أن الخطابات التي يرددها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومساعده ياسر العطا التي تتوعد غير الداعمين للجيش بالسجن أو عدم العودة وحتى الإغتيال كما يتبناه مناصري الجيش السوداني ويرددونها باستمرار ، هذا مع تراجع الحركة المدنية في مناطق سيطرة الجيش وتعرض الفاعلين للشباب للإعتقال في ظروف قاسية دون توجيه تهم والتصفية بأبشع الطرق.

مناصرة البعض لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس) من منطلق أنهم ضحايا للظلم التنموي وعجر الحكومات في إدارة موارد السودان وتوظيفها لصالح قلة محددة تاريخيا..

وعلى الطرف الآخر نجد أن مناصري الدعم السريع وتحالف السودان التأسيسي (تأسيس) تقف على عدة أسباب جذرية منها الانتهاكات والجرائم التاريخية التي مارسها الجيش السوداني في الحروب المختلفة وأن مناصرتهم لتحالف السودان التأسيسي من منطلق أنهم ضحايا للظلم التنموي وعجر الحكومات في إدارة موارد السودان وتوظيفها لصالح قلة محددة تاريخيا ً . من الاسباب الاخرى التي يتشاركها نجد أن دعم الشباب لأحد الطرفين نتاج لدوافع شخصية بحتة.

ونجد أن المجموعات الشبابية التي تكونت أثناء الحرب عاجزة عن فرض موقفها الرافض للحرب ، وكثيرا ما تقع في فخ دعم الجيش تارة وتارة بتبنيها لأجندة حكومة بورتسودان عوضاً عن الإختراق الكبير الذي تعرضت له من قبل حكومة بورتسودان . إن موقف الشباب وإنقسامهم يعكس الفشل المستمر للنخب والتكوينات المدنية في إستيعاب الشباب وأجندتهم المختلفة وكذلك الإقصاء المستمر للشباب من المشاركة في صنع القرار رغم فعاليتهم ، وإن إستمرار هذه الحرب يعمق الإنقسام بين الشباب وإستمرار الانتهاكات ضدهم يزيد من إنخراطهم في صفوف القتال .

كذلك عجز الشباب عبر مؤسساتهم المختلفة في خلق حوار بينهم حول القضايا المشتركة يساهم مستقبلا ً في كل خلق مواقف متزمتة ومتطرفة لدى كل طرف .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.