عثمان ميرغني : الموافقة علي مبادرات السلام سراً وبث الخطاب المتناقض في العلن يزرع الشك واليقين

متابعات - عين الحقيقة

قال الكاتب الصحفي عثمان ميرغني إن الأزمة في السودان لم تعد في القتال فحسب، بل في غياب الدولة المؤسسية وعجزها عن إدارة شؤون البلاد بفعالية ومسؤولية.

وأوضح ميرغني في مقال نشره عبر صفحته علي فيسبوك“ بعنوان ايقاف الحرب الآن“ أن الرباعية الدولية وجميع القوى العالمية تبذل جهوداً مكثفة لوقف الحرب، في حين تواصل الحكومة السودانية نهج الغموض، توافق خلف الأبواب المغلقة على مبادرات السلام، بينما تبث في العلن خطاباً يربك الجميع ويزرع حالة من الشك وعدم اليقين.

وأشار الكاتب إلى أن جذور الأزمة تعود إلى الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير، حين بدأت المواجهات الكلامية بين المكونين المدني والعسكري، في ظل غياب مؤسسات الدولة القادرة على ضبط التوازن بين السلطات.

وأكد أن انقلاب 25 أكتوبر كان نتيجة مباشرة لذلك الفراغ المؤسسي، إذ تحولت المعارك السياسية إلى صراعات شخصية وتصريحات فردية تدار من منابر عامة بدل المؤسسات الرسمية.

وأوضح ميرغني أن إدارة السودان منذ ذلك الحين تمت خارج إطار الدولة، في اجتماعات تعقد بالبيوت أو في مقار البعثات الأجنبية، بينما غابت مؤسسات مثل البرلمان والمحكمة الدستورية، مشيراً إلى أن الشعب السوداني ظل متفرجاً على مشهد سياسي مرتبك تحركه التصريحات والتسريبات بدل القرارات القانونية.

وأضاف أن غياب الدولة المؤسسية ظل السمة الأبرز حتى بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، ولم يظهر أي دور فعلي لمؤسسات الدولة في احتواء الأزمة أو إدارة تبعاتها، معتبراً أن الغموض في المواقف الرسمية ليس إلا انعكاساً لغياب الدولة نفسها.

وأكد عثمان ميرغني في مقاله على أن إيقاف الحرب واجب عاجل، غير أن السلام الحقيقي لن يتحقق ما لم تستعد مؤسسات الدولة ويعاد بناء هيكله المؤسسي علي أسس رشيدة ووطنية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.