تأسيس نيروبى _ دولة المواطنة تنهض من بين رماد دويلة 56 !!

تأسيس نيروبى _
دولة المواطنة تنهض من بين رماد دويلة 56 !!

هذه الحرب التى يدور رحاها هى آخر تجليات ثورة الشعوب السودانية وسنام وعيها بحقوقها المسلوبة من قبل نخبة التيه والضياع، وهى أزمة وجدت وظلت تنخر فى جسد الوطن منذ مهد دويلة الظلم والمحسوبية !
حيث نكوص عصابة56 بوثيقة التأسيس الأولى فى نهاية الأربعينات وتنكرهم لحق جنوب السودان الذى اشترط الفيدرالية فى إدارة القطر وعدالة توزيع الثروة والسلطة ممثلة فى الخدمة المدنية ولم يجني سوى 3 وظائف فى المستوى الأدنى من الخدمة المدنية والمركزية الديكتاتورية الجشعة ،
فكانت ثورة أنانيا 1 فى توريت 1955م إيذانآ بثورة الهامش ضد المركز !
ثم تطورت الثورة عبر مرورها بمنعطفات عديدة و محطات كثر سلامآ تكتيكيآ وحربآ الى أن وصلت الى قيادة الراحل د.جون واستطاع أن يبلور فكرة السودان الجديد ويعرف الثورة بشكل صحيح كثورة هامش مسلوب الحقوق ضد مركز ظالم وسارق لتلك الحقوق المستحقة !
وبغض النظر عن ما آلت إليه ثورة جنوب السودان من انفصال لجزء من الوطن العزيز بسبب عصابة الخرطوم الإرهابية ونكوصها عن استحقاقات الوحدة الجاذبة ومع سبق الإصرار والترصد ، ظنآ منهم أنهم سيسيطرون على ما تبقى من شمال السودان السياسى بعد الإنفصال، إلا أن ذلك كان مجرد قفز الى الإمام أى قفز فى المجهول ومحاولة يائسة لتجاهل كرة الوعي الثورى لشعوب الهامش ولا سيما وأن الثورة قد انطلقت فى دارفور والشرق وأقصى الشمال وعلى الرغم من ردة فعل عصابة الإخوان المسلمين تجاه تلك الثورات وتعاملها معها بالعنف المفرط الذى وصل الى حد الإبادة الجماعية فى دارفور وقتل ما يفوق ال300 ألف نفس بشرية حسب تقارير الأمم المتحدة والتى بموجبها وجهت دعوى جنائية ضد رأس النظام ومعاونية لدى محكمة الجنايات الدولية !
وحوصر النظام سياسيآ واقتصاديآ ، وتبعآ لذلك تفاقمت الأوضاع بالداخل ،الأمر الذى أدى الى انفجار ثورة ديسمبر المجيدة التى استلهمت شعارات تعبر عن الثورة السودانية فى الريف والحضر ، تضمنتها شعارات الحرية والسلام والعدالة !
وكان لإنحياز قوات الد.عم السر.يع للشارع القدح المعلى فى نحاج التغيير الشكلى الذى تم على مستوى رأس النظام، وقد اعترف قائد التغيير ، بخطأه وتأسف لعدم تسليم السلطة للمدنيين فى الإعتصام وذلك عن جهل وليس عن قصد منه ! فى آخر خطاب له
وعلى كل فإن فى ذلك خير لثورة الهامش العريض ولصالح الثورة السودانية التى انطلقت فى 55 فى توريت كثورة ريف وتداعى صداها وايقظ الخرطوم فى اكتوبر56 وابريل85 وديسمبر 2018م وقد تمت سرقتها من القوى السياسية المركزية المتواطئة مع جيش البازنقر ، جيش الخديوى الذى تمت ورثته مع دويلة 56،
ولحسن طالع شعوب الهامش أن القائد لم يفعل فى المرة الأولى ويسلم السلطة بحسن نيته للجهة الخطأ ممثلة فى قوى الحرية والتغيير التى تمثل الوجه الآخر لعصابة 56 بل هى النسخة الأولى منها !،
وفى المرة الثانية التى اعتزم قائد التغيير تسليم السلطة فى الإتفاق الإطارئ لذات القوى ، شن عليه دواعش الإخوان المسلمين الحرب ،
وبذلك تم( قفل الباب البجيب الريح) ، وكشفت قوى الحرية والتغيير عن حقيقتها بإنحيازها لمعسكر السودان القديم أى معسكر عصابة بورتسودان وإن بدأ ذلك بشكل خجول رويدآ رويدآ فى رصد وتضخيم افرازات الحرب وتحميلها لطرف واحد ، قوات الد.عم السر.يع وغض الطرف عن انتهاكات مليشيات ما يسمى بالجيش على الرغم من فداحتها حيث البراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين الأبرياء على أساس جهوى وعرقى واستخدام الأسلحة المحرمة دوليآ كما وضحت عدة تقارير دولية باستخدام الجيش للسلاح الكيماوى ، ولك أن تتصور لو أن الأمر تم من الطرف الآخر كيف كانت ستكون ردة فعل معسكر لا للحرب ؟!
هذا المعسكر الذى كشف عن وجهه المتواطئ والمنحاز لمعسكر الإرهاب والموت عندما وضع أمام المحك فى نيروبى !
فخرج باسم صمود ولا صمود لمن يمهد للوقوع فى أحضان الدواعش صمود هى عاصفة اسقطت اوراق التوت وتركت المتشبثين بالمواقف الرمادية عراة أمام التاريخ! وفضحت إدعاءات نخبة المركز كقوى رجعية تختلف شكليآ وتتفق على المحافظة على دويلة 56 دويلة المحسوبية والإمتيازات التاريخية وهم ليس سوى جسدآ واحد بوجهين !

بينما تمثل نيروبى الثورة السودانية فى آخر نضجها وتجلياتها و الغوص فى عمق الأزمة السودانية ومعالجتها من الجذور ولعمرى لن ينمو غرس وفى جذوره العلل !
ومثلما كانت انطلاقة الثورة الأولى فى توريت بسبب تنكر عصابة 56 ونكوصها عن استحقاقات المواطنة المتساوية وتأسيس دولة المواطنة ، فقد اقرت نيروبى دولة المواطنة المتساوية التى تقف من جميع مواطنيها بمسافة متساوية بغض النظر عن الدين والعرق والجهة والعنصر ، وعلى أن تدار فيدراليآ بشكل يسمح بتوزيع السلطة والثروة بعدالة ووفق التعداد السكانى وكذلك المشاركة فى الخدمة المدنية والعسكرية ،
ويعتبر بذلك دستور تأسيس هو أول دستور يعبر عن غالبية الشعوب السودانية ويضع النقاط على الحروف فى استحقاقات المواطنين فى الحقوق والواجبات الوطنية !
وهو الأمر الذى كان مفقودآ فى الثورة السودانية فيما قبل ثورة الخامس عشر من ابريل 2023م
وعند تكوين حكومة التأسيس سيكون ذلك بمثابة دق آخر مسمار فى نعش دويلة 56 ، والبداية الفعلية لدولة الحرية والسلام والعدالة ، وستتلاشى دويلة عصابة الموت لا محالة سواءآ كان ذلك سلمآ أو حربآ !
فالأمر لا يحتمل التأجيل وحياة الشعوب السودانية ليست عبثآ ، حتى تترك لعصابة تاهت وضلت الطريق منذ مهد دويلة الظلم والمحسوبية وظلت تمارس الإبادات الجماعية فى حق الشعوب الثائرة !
والآن قد حصحص الحق وصحت شعوب الهامش وقوى ضراعها واكتمل وعيها،
فسلاح فرق تسد، وبندقية جيش البازنقر تلك الأسلحة التى كانت تستخدمها عصابة 56 ضد شعوب الهامش سترتد عليها ، فأما فرق تسد فقد تبددت بنور الوعي الثورى وأما سلاح البازنقر فقد كسر بسلاح الثوار الأشاوس ، ودماء الأشاوس الطاهرة وحلفائهم
من قوى الهامش فقد خضبت وخصبت أرض الوطن لقيام دولة المواطنة المتساوية المزدهرة دولة الحياة التى تنفض جناحيها الآن كطائر الفينيق من رماد دويلة الموت والشر دويلة 56 !

كنديرة 27 /3 /2025

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.