إريتريا البوابة الجديدة لتسليح قوات البرهان وإطالة أمد الحرب في السودان

إثيوبيا اليوم (أديس أبابا) 18 يونيو 2025

تحولت إريتريا إلى بوابة جديدة لتهريب الأسلحة إلى القوات الحكومية المتمركزة في بورتسودان. وكشفت تقارير إعلامية حديثة عن وصول شحنة عسكرية تحتوي على أسلحة مضادة للطائرات، قنابل براميل، وقطع غيار.

جاءت هذه التطورات في أعقاب تقارير عن زيارة رئيس المخابرات السودانية الأسبق، صلاح قوش، إلى إريتريا في 16 مايو، حيث التقى بالرئيس أسياس أفورقي. وأفادت الأنباء بأن الطرفين اتفقا على استخدام أسمرا كواجهة لشراء الأسلحة لصالح قوات بورتسودان والميليشيات الحليفة، مع الاستفادة من موانئ إريتريا كنقاط عبور لهذه الشحنات.

يُعرف صلاح قوش بوساطته في صفقات تهريب الأسلحة، وغالبًا ما يُشار إليه بلقب “الرجل القوي في السودان”، نظير سجله الطويل في خدمة نظام عمر البشير. ومنذ سقوط ذلك النظام عام 2019، زاد نفوذه من خلال تحالفه مع قوات الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث يلعب دورًا محوريًا في تسهيل تهريب الأسلحة.

وتشير التقارير إلى أن طائرات مسيّرة تركية وإيرانية تصل إلى بورتسودان عبر مطار أسمرا، بما في ذلك Bayraktar TB2 التركية و Mohajer-6 الإيرانية القادرة على حمل قنابل موجهة. ويأتي هذا وسط أدلة متزايدة على دعم متنامٍ من أنقرة وطهران لقوات البرهان.

وأفادت الأنباء مؤخرًا بأن شحنة قادمة من إريتريا شملت أسلحة مضادة للطائرات، قنابل براميل، وقطع غيار — في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر نقل الأسلحة إلى أي طرف في النزاع السوداني.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، لعبت إريتريا دورًا حيويًا في تسهيل الإمدادات العسكرية. ووفقًا لتقرير سابق لوكالة فرانس برس، فقد تجاوز حجم الطلب قدرة التجار وحدهم، إذ تحولت العمليات التي بدأت بشكل سري بين قوات بورتسودان والمهربين إلى تعاون رسمي على مستوى الدولة خلال العامين الماضيين.

ويذهب التعاون المتزايد بين السلطات الإريترية والحكومة الفعلية في السودان إلى ما هو أبعد من مجرد تسليم الأسلحة واستخدام الموانئ؛ حيث أظهرت التقارير تطورات عسكرية وسياسية متسارعة بين الطرفين. يُذكر أن قوات البرهان نقلت طائرات مقاتلة إلى أسمرا كإجراء احترازي بعد سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في بورتسودان منذ 4 مايو.

وقد جاء هذا التحرك في أعقاب قصف جوي مكثف دفع السلطات السودانية لاتخاذ تدابير لحماية الأصول العسكرية، وسط مخاوف من تصعيد إضافي، خاصة مع المكاسب الميدانية الكبيرة التي حققتها قوات الدعم السريع (RSF) في الأسابيع الأخيرة.

وتبرز التقارير أيضًا الدعم المتزايد الذي تقدمه إريتريا لقوات البرهان — من نشر سفن حربية على الساحل السوداني واستضافة مقاتلات سودانية في المطارات الإريترية، إلى تدريب آلاف المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور. وقد انضم هؤلاء لاحقًا إلى ما يُسمى “القوة المشتركة” التي تقاتل إلى جانب قوات بورتسودان في كردفان ودارفور.

ومن المتوقع أن تُلقي هذه التطورات بظلالها على العلاقات المتوترة أصلًا بين إريتريا وإثيوبيا. ولا تزال أديس أبابا تُطالب بحقها “الشرعي” في الوصول إلى البحر الأحمر، وبالأخص عبر ميناء عصب الإريتري، في حين تعتبره أسمرا “رمزًا للسيادة الوطنية” وترفض التفاوض بشأنه.

وشهدت العلاقات بين البلدين تصعيدًا مماثلًا في يوليو 2024، عندما نشرت إريتريا سفنًا بحرية على الساحل السوداني — خطوة اعتبرتها إثيوبيا “استفزازًا خطيرًا”، ما أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية.

وقد تعمّقت الروابط بين أسمرا وحكومة بورتسودان بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين من الصراع. وقام الفريق أول البرهان بزيارات متكررة إلى إريتريا، كان آخرها في أبريل 2025.

ويرى المراقبون أن وجود السفن البحرية الإريترية في بورتسودان في هذا التوقيت الحرج يُعد إشارة، على الأقل رمزية، لدعم الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع.

وفي الوقت ذاته، تستمر قوات بورتسودان في تكديس الأسلحة؛ حيث أفادت تقارير سابقة بأن جيش البرهان يبحث عن مواقع آمنة لتخزين مخزونات ضخمة من الأسلحة تم جمعها خلال الأشهر الماضية. وتشمل هذه الترسانات دبابات وطائرات مسيّرة وصواريخ، يُقال إن العديد منها وصل عبر الحرس الثوري الإيراني.

كما أشارت تقارير أخرى إلى أن قوات بورتسودان قامت بحفر أنفاق في عدة قواعد عسكرية بهدف حماية الأسلحة الاستراتيجية والطائرات المسيّرة الجديدة، بما في ذلك أنظمة رادار متقدمة ومعدات دفاعية لمواجهة هجمات طائرات RSF المسيّرة.

وتهدف هذه الأنفاق التي شُيدت مؤخرًا إلى حماية الأسلحة الاستراتيجية للسودان لعقود قادمة، مع ضمان تخزين منهجي وتعزيز البنية الأمنية — في محاولة لسد الثغرات التي كُشفت حين خسر الجيش عدة مخازن مع اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

المصدر: مقال منشور في Ethiopia Today — بتاريخ 18 يونيو 2025

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.