دور المرأة في مجتمعات العمال الزُّرّاعين (سكان الكنابي) وأثرها في مشروع الجزيرة
د.جعفر محمدين عابدين
بتاريخ 7يوليو 2025م
gafertamok@gmail.com
تلعب المرأة في مجتمعات الكنابي دورًا حيويًا يتجاوز النطاق التقليدي، لتصبح محورًا أساسيًا في منظومة الزراعة والحياة الاقتصادية والاجتماعية بمشروع الجزيرة، رغم ما تواجهه من تحديات بنيوية وثقافية ومؤسسية.
1. الدور الاقتصادي
المشاركة في العمل الزراعي:
تشارك النساء في كل مراحل الإنتاج الزراعي بمشروع الجزيرة، بدءًا من البذر وحتى الحصاد، خاصة في محاصيل رئيسية مثل القطن، الذرة، الفول السوداني، وغيرها. وتُعد هذه المشاركة أساسية في استدامة النشاط الزراعي، لا سيما في مناطق الكنابي.(مشروع الجزيرة)
إدارة موارد الأسرة:
تلعب المرأة دورًا مركزيًا في إدارة ميزانية الأسرة، وتوفير الغذاء، والتخطيط لتوزيع دخل المحاصيل الزراعية.
الأسواق المحلية (أسواق أم دورور):
تحضر النساء بقوة في هذه الأسواق، حيث يبعن منتجات زراعية وغذائية (مثل الفول السوداني، الكببي، البصل، الكركدي، الخضر والفاكهة)، مما يسهم بفعالية في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية.
المشروعات الصغيرة:
تدير العديد من النساء أنشطة مدرة للدخل، كبيع الأطعمة المنزلية أو الصناعات اليدوية، مما يساهم في دعم دخل الأسرة وتحقيق قدر من الاستقلال الاقتصادي.
2. الدور الاجتماعي
تربية الأطفال ونقل المعرفة:
المرأة في الكنابي ليست فقط مربية، بل ناقلة للمعرفة الزراعية التقليدية والقيم المجتمعية، بالرغم من النقص الحاد في خدمات التعليم والرعاية الصحية.
شبكات الدعم والتضامن الاجتماعي:
عبر الجمعيات النسوية والصناديق الدورية، تنخرط النساء في أشكال من التعاون الاقتصادي كالإعانات، القروض الصغيرة، والمساعدة في المناسبات الاجتماعية، ما يُعزز التماسك المجتمعي.
حفظ الهوية الثقافية:
تلعب المرأة دورًا في صون الموروث الثقافي المتعلق بالزراعة، الطعام، والعادات الاجتماعية، مما يُسهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي والهوية المحلية.
3. التحديات التي تواجهها المرأة
الأعباء المزدوجة:
تُجبر النساء على الجمع بين الأعمال الزراعية الشاقة وأدوار الرعاية الأسرية دون أي اعتراف أو دعم مجتمعي أو مؤسسي.
التمييز الثقافي والمؤسسي:
لا تزال العديد من النساء محرومات من حقوق ملكية الأرض والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج الزراعي.
غياب الخدمات الأساسية:
تعاني مجتمعات الكنابي من ضعف البنية التحتية، ونقص حاد في التعليم والرعاية الصحية، مما يحد من تطور النساء وإسهامهن الكامل في التنمية.
4. أثر المرأة في مشروع الجزيرة
تعزيز الإنتاجية الزراعية:
رغم invisibility أو التهميش المؤسساتي، تُشكّل مساهمات المرأة ركيزة أساسية في استمرارية مشروع الجزيرة.
تحقيق التنمية المستدامة:
تمكين النساء ينعكس إيجابيًا على الأمن الغذائي، تحسين دخل الأسرة، ومكافحة الفقر في المجتمعات الزراعية، مما يجعلهن عنصرًا فاعلًا في تحقيق التنمية الريفية الشاملة.
5. جهود ومبادرات التمكين
برامج التدريب وبناء القدرات:
تسعى بعض المنظمات والمبادرات لتدريب النساء على تقنيات الزراعة الحديثة، وتقديم الدعم الفني والمالي للمشاريع الصغيرة.
التعليم ورفع الوعي:
تُوجد جهود مجتمعية لتعزيز تعليم الفتيات، وتوسيع مشاركة المرأة في الحياة العامة والاقتصادية، رغم ضعف الاستجابة الحكومية.
الخاتمة
المرأة في مجتمعات الكنابي ليست عنصرًا ثانويًا، بل هي شريك رئيسي في مشروع الجزيرة وفي الحياة الريفية. ومع ذلك، فهي تُواجه تهميشًا هيكليًا وثقافيًا مستمرًا. إن دعم النساء عبر توفير التعليم، فرص العمل، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، يُعد استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل مشروع الجزيرة، وفي تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في السودان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.