مؤتمر الكنابي يكشف عن حرق (580) منزلًا بالقرية 34 في الفاو بالجزيرة

متابعات - عين الحقيقة

في أعقاب دخول القوات المسلحة السودانية ولاية الجزيرة بعد انسحاب قوات الدعم السريع، بتاريخ 9 ديسمبر 2025م تعرضت القرية 34 الفاو، التابعة لوحدة وسط أم القرى بمحلية أم القرى، لهجوم عنيف شنّته ميليشيات مسلحة ومستنفَرون بقيادة ما يُعرف بـ”قوات درع السودان” بقيادة كيكل، وبمساندة عناصر مسلحة من القرى المجاورة.

ومع استمرار تواصل الانتهاكات تجاه المواطنين العزل بولاية الجزيرة ظل مؤتمر الكنابي يواصل رصده لكافة أشكال العنف والانتهاكات. وأعد مؤتمر الكنابي تقريرا مفصلاً بشأن الاحداث التي تعرضت لها القرية 34 بالفاو الواقعة في الجزيرة.

وكشف تقرير مؤتمر الكنابي ان القرية 34 الفاو تأسست عام 1978م، بالتزامن مع إنشاء مشروع الرهد الزراعي. وكما اشار الي ان عدد منازل الحي الجنوبي بالقرية يبلغ حوالي 580 منزلًا، ويقطنه أكثر من 6000 نسمة. واشار التقرير الي ان القرية كانت تتوفر فيها جميع الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء، والمياه، والمدارس، وغيرها من مقومات الحياة.

ونبه التقرير الي ان الهجوم استهدف الحي الغربي من القرية، والذي يقطنه مواطنون منحدرون من قبائل دارفور وكردفان، في اعتداء اتسم بالطابع العنصري، حيث استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة النارية والبيضاء.

واضاف ان الهجوم علي القرية اسفر عن حرق 580 منزلًا بالكامل في الحي الجنوبي الغربي، ونهب الثروة الحيوانية (أبقار، أغنام، وماعز).

وتابع التقرير سرقة كافة المحاصيل الزراعية، وحرق ما تبقى منها داخل المنازل، وتدمير المزارع في ذروة موسم الحصاد، ونهب العربات، الأموال، والممتلكات الشخصية. واتهم التقرير عناصر تنتمي لقوات درع السودان بالتورط في الجريمة، بشهادات محلية موثوقة، تحدثت لمؤتمر الكنابي قاما بتنفيذ الهجوم بتنسيق مباشر بعد ان قام المذكوران بجمع تبرعات والدعم اللوجستي من عدة قرى ومراكز مجاورة، ذكر من بينها مدينة الشباقرة وقرية بابنوسة.

وذكر التقرير الي ان قرية البابنوسة لها سابقة (معروفة بجريمة عام 1996، حيث أُحرق أكثر من 27 طالبًا في خلوة لتحفيظ القرآن الكريم) قرية البقاصة قرية الجرابيع والقرى الواقعة على ضفاف النيل (البحر). وتؤكد المصادر أن العملية تمّت بأوامر مباشرة من قيادة “درع السودان”، ضمن سياسة ممنهجة لاستهداف القرى التي يسكنها أبناء الهامش.

وشدد التقرير علي ما حدث في قرية 34 الفاو يوم 9 ديسمبر 2025م يُعد جريمة ضد الإنسانية، وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان على أساس العرق والإثنية. وكشف التقرير عن حجم الخسائر تجاه الثروة الحيوانية الأبقار قدرت بحوالي 250 رأسًا وايضاً الماعز 300 رأس وكذالك الضأن 45 رأسًا.

وفقاً للتقرير فان الخسائر النقدية والمصوغات الذهبية خلصت بفقدان مبلغ 9 مليار جنيه سوداني (مواطن) وايضاً فقدان مبلغ 5 مليار جنيه سوداني (مواطن آخر) وفقدان مبلغ 37 مليار جنيه سوداني.

وكذالك فقدان 200 جرام من الذهب وفقدان مبالغ متفاوتة (500 ألف إلى 1 مليار جنيه) لدى العديد من الأسر، غير فقدان جميع المدخرات لدى عدد من الأسر، دون حصر دقيق حتى الآن.

وكما كشف التقرير عن مصادرة عدد 2 عربة بوكس وايضاً الاستيلاء على عربة سحلية إحراق عربة توتوك بالكامل.

فيما لاتزال عمليات الحصر لا تزال جارية، ومن المتوقع ارتفاع حجم الخسائر. وبحسب التقرير يعيش المواطنون بالقرية 34 في ظروف إنسانية بالغة القسوة، دون مأوى أو وسائل معيشة.

وطالب تقرير مؤتمر الكنابي بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل حول الجريمة، وتقديم جميع الجناة للعدالة، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في المناطق المستهدفة. وكما طالب بتعويض المتضررين عن كافة الخسائر المادية والمعنوية. وناشد السلطات والمنظمات الإنسانية للتدخل السريع وإغاثة المتضررين، وتأمين المنطقة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلًا، وطالب بدعم مباشر لإعادة الإعمار وتعويض الضحايا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.